مرحبا بنت الفيحاء..
من المهم جداً أن تكون نظرتنا لأنفسنا نظرة إيجابية .. ويخطئ من يظن أنه كله سلبيات .. وبالنسبة لناحية الشكل الخارجي فشخصياً لا أعتقد أن هناك شخص قبيح في كل شيء أو جميل في كل شيء.
وغالب الناس تكون فيهم بعض النواحي الإيجابية وبعض النواحي السلبية من حيث الشكل والمظهر الخارجي.
فمثلاً صاحبة الوجه الجميل ربما يكون جسدها غير متناسق .. وصاحبة العينين الساحرتين ربما يكون أنفها كبيراً .. وصاحبة الخصر النحيل ربما يكون شعرها مجعداً .. وصاحبة القوام الفارع ربما تكون قدميها نحيلتين .. وصاحبة الصدر الجميل ربما تكون ذات بطن كبير أو حتى كرش ..... وهكذا.
هذا طبعاً غير مسألة النسبية أصلاً في موضوع الجمال .. فما أراه أنا جميلاً في نفسي أو في الآخرين ربما يراه غيري قبيحاً .. والعكس طبعاً.
لذلك فالإنسان يجب أن يكون في حالة سلام ورضا داخلي مع نفسه .. فيشكر الله على ما منحه ويصبر على ما لم يمنحه .. فليس كل ما يتمناه المرء يدركه ... وحقاً القناعة كنز ليت الناس يدركون قيمته .. وليتنا جميعاً ندرك أننا لن نحصل بالفعل على (كل) ما نريده إلا عندما يمنّ الله علينا بالجنة
هذا بالنسبة لنظرة الأخت صاحبة المشكلة لشكلها .. وهو ما ينعكس على نظرتها لعلاقتها بخطيبتها واعتقادها بأنه خطبها لمصلحة ما بسبب اعتقادها بأنها ليست جميلة.
وحقيقةً فالأمر وارد .. وبالفعل هناك من يُقبلون على الارتباط بدافع المصلحة والمنفعة .. ومعرفة حقيقة خطيبها سهل بإخضاعه لقليل من الاختبارات التي ستعرف من خلالها هدفه الحقيقي من الارتباط .. وما إذا كان بسبب إعجابه الحقيقي بها وبشخصيتها وأخلاقها على الأقل إن لم يكن شكلها .. أو بسبب مصلحة مادية كما تعتقد.
ولآحكي لكِ عزيزتي قصة حدثت معي شخصياً .. فيها برهان صغير على أن البعض يرتبط بسبب المصلحة فقط لا غير .. فقد تقدم لي شاب منذ عدة سنوات .. وكان الأمر تقليدياً عن طريق الأهل .. يعني لا أعرفه ولا يعرفني .. وكنت وقتها في السابعة والعشرين من عمري وكان هو في الثالثة والعشرين .. أي يصغرني بأربع سنوات .. وكان مؤهله الدراسي هو الثانوية العامة في حين كنت أنا منخرطة في دراستي الجامعية .. أي أن راتبي بعد التخرج سيكون بطبيعة الحال أكبر من راتبه.
وقد استمرت خطبتنا لمدة شهر واحد .. ودون الدخول في تفاصيل كثيرة ومشاكل ومواقف لا يسمح المقام بذكرها .. إلا أنها أثارت في نفسي الشك والقلق .. فعقدنا جلسة جمعتني أنا وأختي وأخي بالإضافة إلى والدة هذا الشاب .. وأثناء الحوار ذكرت أختي أنني أنوي الاستقالة من عملي بعد الزواج ..... ففوجئنا برد فعل أمه الجنوني استنكاراً واعتراضاً وقولها بأن ابنها لا يستطيع تحمل مسؤوليات الزواج وحده و(لابد) أن أستمر في عملي!! .. رغم أنهم في بداية الخطبة أخبروني أنهم مستعدون لتوفير كافة ما أتمنى وأريد !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وهنا لم يكن من الصعب معرفة الهدف الحقيقي من هذا الارتباط الذي عملت على إنهائه بالطبع ولله الحمد.
لذلك يمكن للأخت صاحبة المشكلة أن تفعل الأمر ذاته أو تفكر في طرق أخرى غير مباشرة لتتحقق من غرضه الحقيقي .. فإن كان له هدف استغلالي فلتنهي هذا الارتباط دون أسف .. وإن لم يكن فلتستعذ بالله من وسوسة الشيطان وتكمل مشوارها معه.
مع تحياتي