عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « تُنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك » ، وفي حديث أبي سعيد الخدري : « وخلقها » بدل الحسب . وقال : « فعليك بذات الدين والخُلُق تربت يمينك » .
وقال صلى الله عليه وسلم : « خيـر النساء التي تسره إذا نظــر ، وتطيعـه إذا أمر ، ولا تخالفه في
في نفسها ولا مالها بما يكره » ، وقال صلى الله عليه وسلم: « خير النساء من تسرك إذا أبصرت ، وتطيعك إذا أمرت ، وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك » .
« نُلاحظ بوضوح أن النبي صلى الله عليه وسلم يذكر أربع صفات أو أخلاق تُشكِّلُ في مجموعها مفهوم صلاح الزوجة ، ليس بينها كثرة صلاة أو صيام أو حج وعمرة أو ذكر الله تعالى . بل إن الصفات أو الأخلاق الأربعة مرتبطة جميعها بإرضاء الزوج وحده ، من طاعة له ، وتجمل لنظره ، وحفظ لماله وزوجته .
أي أن المرأة التي تصلي وتقوم الليل حتى تتورم قدماها ، وتصوم حتى لا تكاد تفطر ، ولا يكل لسانها من تسبيح الله تعالى ، ليست زوجة صالحة إن كانت تعصي زوجها ، وتظهر أمامه في صورة ينفر منها ، وإن لم تبر بقسمه ، وإن لم تحفظ نفسها في غيبته وأنفقت من ماله من غير إذنه .
وهذا المفهوم لصلاح المرأة يؤكده ما خُلقت المرأة من أجله وهو أن تكون سكناً للرجل ، بكل ما تحمله كلمة ( سكن ) من دلالات ومعان وأبعاد : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًأ لتسكنوا إليها ) [ الروم : 21 ] وحتى يكون السكن صالحاً لابد من أن تتوفر فيه صفات أهمها أن يرى فيه صاحبه ما يسره ، وأن يقدر على أن يحفظ فيه أهله وماله ، وأن لا يقيم فيه معه من يخالفه وينازعه . وهذه هي الصفات نفسها التي أطلقها النبي صلى الله عليه وسلم على المرأة الصالحة » .