أكد بحث علمي حديث يرصد العلاقة بين النوم والصحة الجنسية أن الحرمان المتواصل من النوم يؤثر سلباً وبشكل كبير على الرغبة الجنسية الذكورية كما يؤثر على قوة الانتصاب، تلك كانت صيحة تحذير أطلقتها باحثة في مجال الصحة الجنسية في مؤتمر النوم العالمي الذي عقد في أستراليا مطلع شهر سبتمبر الحالي، وخلال هذا المؤتمر اجتمع خبراء كثر من دول العالم المختلفة لمناقشة مشاكل النوم من كافة النواحي، وكان أحد هذه الجوانب يهدف إلى رصد العلاقة بين النوم والقدرة الجنسية للذكور، وهي من النقاط البحثية التي يوجد بها قصور كبير للغاية ولا توجد الكثير من الابحاث حولها رغم أهميتها الكبيرة كما أكد الخبراء في هذا المؤتمر .
"مونيكا أندرسون" باحثة برازيلية في مجال الصحة الجنسية كان لها حضور مميز خلال هذا المؤتمر من خلال البحث الذي تقدمت به والذي جاء بنتيجة مفادها أن إيقاع الحياة الحديثة يؤثر بشكل واضح في تقليل عدد ساعات النوم وهو الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على القدرات والرغبات الجنسية خاصة الذكورية منها .
وأكدت الباحثة أن هناك دلائل عملية توصلت إليها تقول أن أولئك الذين لا ينامون بشكل كاف يعانون من انخفاض في طاقاتهم الجنسية وفي العديد من الحالات يعانون أيضا من خلل في الانتصاب، وفي عدد قليل جدا الحالات وجدت الباحثة أن بعض الرجال الذين يعانون من نقض في النوم قد تحدث لهم حالة نادرة جداً تسمى "الجنس أثناء النوم" حيث ترتفع طاقتهم النفسية و الجنسية وهم نائمون، وتتملكهم الرغبة الجنسية الجامحة أثناء النوم رغم معاناتهم من قلة معدلات النوم عن المعدل الصحي المطلوب .
وأكدت البروفيسور "مونيكا أندرسون" التي تعمل محاضرة في الجامعة الفيدرالية في "ساو باولو" بالبرازيل على هذا الأمر بقولها ... " إن عدم الحصول على نوم كاف يضر جداً بالحياة الجنسية للرجل ولكن قد لا يحدث ذلك في كل الحالات ..! وخلال التحدث في مؤتمر النوم العالمي 2007 في "كيرنز" باستراليا أكدت خبيرة العلاقات بين النوم والجنس أن الدراسات التي قامت بها أثبتت أن أولئك الذين يحرمون من النوم بخاصة أولئك الذين يعانون من خلل في الساعة البيولوجية في أجسامهم لديهم طاقة ورغبة جنسية منخفضة بشكل عام ، وتأتي نفس الشكاوى من الرجال الذين لديهم مشكلة في التنفس أثناء الليل, فهم يحتاجون إلى علاج ببخاخات الهواء المضغوطة باستمرار لكي تساعدهم على استعادة قدرتهم على الإنتصاب.
تقول البروفيسور أندرسون: " إن هذا هو النتاج السلبي للحياة اليومية المشحونة التي نعيشها الآن, حيث أن الساعات البيولوجية لدى الناس أصبحت معطلة, ولم يعد الناس يعطون أولوية لنومهم ولهذا يعانون في حياتهم الجنسية معاناة كبيرة، والمشكلة أن الناس لديهم إهتمام كبير وإدراك جيد لأهمية العلاقة الجنسية بالنسبة لهم ولكن يبدو أنهم غير مدركين بشكل كاف التأثير الضخم التي تحدثه أنماط نومهم على حياتهم الجنسية، وإذا صادفوا مشكلات في طاقتهم الجنسية أو الانتصاب فإنهم يلقون باللوم على العمل, و المشكلات المالية, والأطفال, والأسرة أو أشياء أخرى تحدث حولهم دون أن يفكروا أن مشاكل النوم قد تكون السبب ..!".
وذكرت أيضا في المؤتمر أنه في ظروف نادرة فإن نقص النوم يمكن أن يؤدي إلى الخوف من الجنس, وهو حالة غير طبيعية حيث يكون الرجال عادة هم الذين يعانون من هذا المرض حيث يمارسون الجنس وهم نائمون، وأضافت البروفيسور "أندرسون"- أحد الخبراء القلائل في هذا المجال- قائلة ... " من الواضح أن التأثير السلبي لعدم انتظام النوم على العلاقات الجنسية أصبح حقيقة علمية ويسبب مشكلة كبيرة رغم عدم إدراك الكثير من الناس لهذا الأمر، ونحن اكتشفنا أن كثير من مشاكل الجنس تحدث عندما يكون الرجال متوترين ولم يحصلوا على قسط كاف من النوم، كما أن هناك القليل من الأبحاث التي تربط بين النوم والدافع الجنسي بشكل عام ولدى النساء بشكل خاص, وهذا يعود إلى السلوك المعقد لهرمونات الجنس الأنثوية، ولتعقيد العملية الجنسية الأنثوية بشكل عام".