. الاضطراب الضلالي نوع الغيرة المرضية:-
الغيرة السوية:-
الغيرة السوية هي الغيرة المحمودة مثل غيرة الزوج علي زوجته من الأغراب والزوجة علي زوجها وهو حق مشروع وواجب وهي طبيعة متأصلة في النفس البشرية.
أيضا الغيرة تكون غيرة سوية ومشروعة إن كانت نابعة من ريبة كما في حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم(عن جابر بن عتيك: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول: "من الغيرة ما يحبه الله، ومنها ما يبغضه الله، فأما التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، وأما التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة.) رواه أبو داود.
الغيرة المرضيةPathological Jealousy:
الغيرة المرضية أهم نوع لهذه الاضطرابات لأنها أكثر حدوثا مقارنة بالأنواع الأخرى وعادة تصاحبها درجة عالية من الخطورة.
أهم علاماتها أن شريك الحياة غير مخلص له أولها أو يخونها وسميت مرضية لأنها من غير دليل ولا يمكن تصحيحها بالمنطق.
نسبة حدوثها في المجتمع غير معروفة ولكنه كعرض ليست نادرة لأنها يمكن أن تكون ضمن أعراض المرضي الفصامين وحالات الاضطرابات الوجدانية واضطرابات الشخصية وتعاطي المخدرات وبعض الأمراض العقلية العضوية .
أهمية هذه الحالات ليست بسبب ما تسببه من ضيق للمريض فقط بل لما يصاحبها من مشاكل زوجية وأسرية علاوة علي الخطر الكبير من العنف الذي قد يصل إلي حد القتل و أحيانا الانتحار.
التقارير متضاربة حول نسبة حدوثها بين الرجال والنساء ولكن غالبا أكثر بين الرجال مقارنة بالنساء.
علاوة علي الشك في إخلاص الشريك وشرفه قد يصاحبها أوهام أخري مثل الشك في نوايا الشريك في التخطيط لقتله أو تسميمه أو إصابته بمرض جنسي أو عجز جنسي .
يميز سلوك المريض البحث الدءوب لأدلة للخيانة وذلك في البحث في المذكرات وحاليا الجوال وتسجيل المحادثات والمتابعة وأحيانا استعمال كاميرا الفيديو وفحص ملاءة السرير والملابس الداخلية وخلافه. عادة ما تحدث مشادات كلامية وأحيانا هياج مصحوب بعنف جسدي قد يؤدي إلي اعتراف الطرف الآخر بالخيانة كذبا لإنهاء المشكلة و عادة الاعتراف دون ارتكاب الخيانة في الحقيقة ما يؤدي لإشعال وتأزم المشكلة أكثر.
الأسباب:-
تركيب أو نوع الشخصية له دور في حدوث الغيرة المرضية فدراسة الشخصية مهم جدا. لقد وجد لدي المصاب شعور شديد بالنقص والعجز وعدم ثقة بالنفس وانجازاته في الحياة أقل من طموحاته وهذا النوع من الشخصيات أكثر عرضة لأي حدث يزيد شعوره بالعجز مثل فقد للوظيفة أو الوضع الاجتماعي أو التقدم في السن ونتيجة لهذه التهديدات ربما يسقط هذا الشخص اللوم علي الآخرين في شكل غيرة مرضية واتهام بالخيانة.
لم تثبت أي دراسة لأي صلة بين الغيرة المرضية والجنسية المثلية كما كان يعتقد فرويد أن هناك صلة بين الشذوذ الجنسي والغيرة المرضية.
يعتقد الكثير من الباحثين أن الغيرة المرضية قد تنشأ مع بداية عدم القدرة علي الانتصاب للرجل والعجز الجنسي للمرأة.
مآل الحالة:-مآل الحالة عموما غير جيد في حالة الغيرة المرضية نتيجة اضطراب ضلالي غير معروف السبب ولكن إذا كان نتيجة مرض معروف مثل الاكتئاب أو تعاطي المخدرات فالمآل أحسن . أيضا مآل الحالة يعتمد علي نوع الشخصية قبل المرض.
عوامل الخطر في الغيرة المرضية:-مرضى الغيرة المرضية يعتبروا من المرضى الخطرين لأن الغيرة قد تدفع لارتكاب جريمة الأذى الجسيم أو القتل وأحيانا الانتحار فقد أوردت إحدى الدراسات أن بين 81 مريض ثلاثة منهم ارتكبوا جريمة قتل. وفي دراسة أخري أجريت علي 138 حالة 25% منهم هددوا بالقتل أو الأذى للطرف الآخر.56% من الرجال و43% من النساء كانوا عنيفين وهددوا أزواجهم بالانتقام.
أيضا هناك خطر الإقدام علي الانتحار خاصة الطرف المتهم يلجأ في النهاية للانتحار لوضع حد لمعاناته والعلاقة.
تقييم الحالة :-
• يجب فحص الحالة فحصا نفسيا شاملا و دراستها بصورة مفصلة.
• مقابلة الشريك المتهم أولا ثم بحضور المريض. لأن الشريك قد يعطي تفاصيل عن معتقدات وأفكار المريض أكثر منه.
• البحث والتقصي بطريقة لبقة مدي ثبات والي أي مدي المريض متيقن ومتأكد من الخيانة.
• معرفة مدي غيظ وامتعاض المريض من أوهامه وما هي الإجراءات والأفعال التي ينوي اتخاذها.
• ما هي العوامل التي تثير ثورة غضبه واتهاماته والأسئلة التي يوجهها للطرف الآخر كنوع من التحقق؟
• كيف كانت استجابة الطرف المتهم لثورة غضب المريض؟
• كيف كانت استجابة المريض لردة فعل الطرف الآخر؟
• هل هناك عنف حتى مثول الحالة للعلاج ؟ إذا كان هناك عنف كيف تم؟ وهل هناك إصابات خطيرة؟
• تقصي ومعرفة العلاقة الزوجية والتاريخ الجنسي من الطرفين.
العلاج:-• علاج الغيرة المرضية دائما صعب لأن المريض غير مستبصر بحالته ويري العلاج نوع من التدخل في شأنه الخاص ولا يلتزم بتناول العلاج كما ينبغي.
• إذا كانت الغيرة ناتجة من مرض عقلي آخر مثل الفصام أو الاكتئاب أو نتيجة تعاطي الكحول والمخدرات فيجب علاج الحالة الأساسية أولا.
• أذا كانت الغيرة المرضية نتيجة اضطراب ضلالي غير معروف السبب يحتاج للعلاج بمضادات الذهان ولكن النتائج دائما مخيبة للآمال.
• أذا كانت الغيرة لا ترقي لمستوي الضلالة أو الوهم أي نوع من الاعتقاد الخاطئ فإنها تستجيب لمضادات الاكتئاب من نوع مثبطات استرجاع السيروتونين .
• العلاج النفسي:- من أهدافه خفض التوتر وإتاحة الفرصة للطرفين للتنفيس عواطفهم ومفيد إذا كانت الغيرة المرضية نتيجة لاضطراب في الشخصية.
• العلاج السلوكي:- بتشجيع الشريك المتهم بالقيام بسلوك يؤدي الي لخفض غيرة المريض مثل عدم المجادلة في بعض الحالات.
• العلاج المعرفي: - تحديد الافتراضات الخاطئة
- تدريبه علي استراتيجيات للسيطرة علي العواطف
- أفادت بعض التقارير بفائدة هذا النوع من العلاج.
• إذا لم تكن هناك استجابة للعلاج بالعيادة الخارجية أو هناك خطر من سلوك عنيف فيتم تنويم المريض للعلاج وكإجراء وقائي.
• علي الطبيب إبلاغ وتنبيه الطرف الآخر إذا تأكد أن المريض يشكل خطر عليه ويمكن في حالات خاصة النصح بالانفصال.
• أعراض الغيرة قد تختفي بالانفصال ويمكن أن تعاود المريض مرة أخري إذا تزوج أو ارتبط بأخرى.
منقول للفائدة لا تنسونا من دعائكم