قد يواجه الزوجان الكثير من المشاكل التي تعكّر صفو حياتهما, وربما لا يدركان معاً السبب المباشر لها, إلا أنهما مع كل صباح يستيقظان وكلاهما عابس مكتئب, لتبدأ المشاجرات، ثم تتأجج وتتفاقم، وقد تؤدي إلى الانفصال. واللافت أن كلا الزوجين قد
لا يعرف أو لا يفصح عن السبب الحقيقي لهذه المشاكل المتمثّل في عدم الإشباع والرضا أثناء العلاقة الحميمة. «سيدتي» سألت استشاري طب الأسرة والصحة الجنسية الدكتور عبد العظيم محمد عن أبعاد هذه المشكلة.
من المعروف أن اقتران العلاقة الحميمة بين الزوجين بالإشباع والرضا يؤدي حتماً إلى نتائج إيجابية على الحياة والعمل والأبناء وما حولهما, أما إذا حدث العكس فإن ذلك يخلق جواً من التوتر والغضب والإنفعال غير المبرّر.
اشمئزاز الزوجة
ويعدّد الدكتور عبد العظيم محمد الأسباب المسؤولة عن عدم رضا الزوجة عن العلاقة الحميمة، على الشكل التالي:
> إهانة الزوج باستمرار لزوجته، وتجريحها أمام الناس.
> معاملة الزوج لزوجته بقسوة وخشونة.
> أنانية الزوج واهتمامه بإشباع نفسه فقط بدون الاهتمام بزوجته.
> استخدام العنف أثناء ممارسة العلاقة الزوجية.
> سرعة وصول الزوج إلى مرحلة الإشباع، وتكرار ذلك يؤدي إلى إصابة المرأة بالبرود الجنسي.
ويضيف «ان النتيجة الطبيعية للأسباب السالفة الذكر هو اشمئزاز المرأة من هذه العلاقة، فترفضها وتتهرّب منها. ومن هنا، تبدأ المشاكل الزوجية, وذلك لأن الزوج قد لا يعلم أو لا يريد أن يعلم أن أداء الزوجة في المعاشرة الزوجية يعتمد على العواطف والأحاسيس بنسبة 80 %, في حين تنعكس هذه النسبة عند الزوج فتصبح 80 % للأداء, و20 % للأحاسيس والعاطفة حصراً».
إضطراب في العلاقة
ويوضح الدكتور محمد «أن الدراسات أثبتت أن عدم الاهتمام بإشباع الغريزة وغياب رضا أحد الزوجين عن العلاقة الحميمة يؤدي إلى حدوث توترات نفسية ونفور بين الزوجين, وكثيراً ما نجد أن العديد من هؤلاء الأزواج يتنقلون بين العيادات الطبية والنفسية للبحث عن علاج لمشكلاتهم بدون جدوى, وذلك لأنهم لايدرون أو يدرون ولا يعترفون بأن وراء كل هذه المشاكل والمعاناة يوجد اضطراب في العلاقة الحميمة». ويؤكد «أن المرأة أكثر تأثراً بذلك من الرجل الذي تقلّ معاناته ومشاكله العضوية بمجرد أن يصل إلى مرحلة الذروة في العلاقة الحميمة, وذلك على عكس المرأة التي يؤدي تكرار عدم وصولها إلى مرحلة الذروة في العلاقة الحميمة إلى إصابتها بالعديد من الأمراض النفسية والعضوية, ولعلّ أخطرها مرض «التجسّد» الذي يسمى أيضاً «مرض عدم الإشباع الجنسي». ومن أبرز أعراضه: آلام وتنميل في أنحاء الجسم المختلفة، وآلام في أسفل الظهر وذلك بدون وجود سبب عضوي واضح. كما يؤدي تكرار عدم إشباع المرأة إلى تعرّضها للعديد من الضغوط النفسية التي تسبّب لها الأرق والتوتر وسرعة الغضب والبرود الجنسي.
وغالباً ما يوصف عدم وصول المرأة إلى مرحلة الذروة في العلاقة الحميمة بأنه «برود جنسي», وهذا الوصف يجانبه الصواب لأن المرأة قد تقبل على العلاقة الحميمة وتستمتع بها ولكنها لا تصل إلى ذروة الإشباع، وهذه الأخيرة ضرورية للإحساس الكامل بالعلاقة والشعور بالرضا بعد ذلك.
أسباب مسؤولة
أما عن أهم الأسباب التي تؤدي إلى عدم وصول الزوجة إلى مرحلة الذروة في العلاقة الحميمة، فهي:
> إهمال مرحلة الملاطفة التمهيدية والإستعجال في إنهاء المعاشرة.
> سرعة وصول الرجل إلى مرحلة نهاية العلاقة الحميمة.
> عمليات الختان الجائرة وما لها من تأثير ضار على المرأة.
> خوف المرأة أحياناً من العلاقة الزوجية برمتها, سواء لأسباب نفسية أو عضوية.
وينصح الدكتور محمد الأزواج بعدم الاندفاع في ممارسة العلاقة الحميمة، ثم الانسحاب منها بدون التأكد من وصول زوجاتهم إلى مرحلة الذروة، والتي يمكن معرفتها بظهور بعض العلامات على المرأة كبرودة الشفتين, وشحوب الوجه, وحدوث إنقباض وإرتخاء في عضلات الجسم.
مؤشرات
ويشرح استشاري الأمراض النفسية الدكتور ممدوح الشامي «أن هناك العديد من العلامات التي تدل على سعادة المرأة مع زوجها ورضاها عن العلاقة الحميمة التى تجمعهما، ومنها:
> الاهتمام بزوجها والتأنق والتعطر له.
> غيرة المرأة على زوجها.
> التغاضي عن مساوئه, والتسامح مع أخطائه.
> الإخلاص له، واحترامه في حضوره وفي غيابه.
> بذل الجهد الكبير في سبيل إسعاده».
ويضيف «انه على النقيض من ذلك، نجد أن عدم رضا المرأة عن مستوى الأداء في العلاقة الحميمة ينعكس سلباً على معاملتها مع زوجها ومحبتها له, ويتمثل ذلك في:
> عدم طاعة الزوجة لزوجها، والتمرّد الدائم عليه.
> النفور منه ومن طلباته.
> الرفض والتهرّب من ممارسة العلاقة الزوجية.
> البرود مع الزوج.
> عدم التغاضي عن أخطائه وتضخيمها والمبالغة في سردها».
هام لك...
إذا كنتِ تعانين من عدم الرضا عن العلاقة الحميمة مع زوجك، ننصحك باتباع التالي:
> حاولي وزوجك التركيز على المشاعر, وليس على مراحل العلاقة الزوجية.
> إبتعدا سوياً عن التكرار والروتين، قدر الإمكان.
> التهيئة النفسية والجسدية هامتان قبل البدء في ممارسة العلاقة الحميمة.
/ منقول/