طرق المعاشرة والتعامل في فترة الطهارة
طرق المعاشره والتعامل في فترةالطهارة
طرق المعاشره والتعامل في فترةالطهارة
إن الرجل الذي يتعود على التعامل مع زوجته حسبما ورد سابقًا من طرق المعاشرة وأساليب التعامل الحسنة أثناء الحيض والحمل والنفاس ويتخطى هذه الحواجز الثلاثة بنجاح؛ فإنه أولًا لن ينقلب فجأة إلى إنسان آخر مختلف عندما تطهر زوجته من الحيض أو من النفاس فيتعامل معها بطرق سيئة.. ثانيًا أن الذي ينجح في المهمات الصعبة وأيام الأزمات لا بد أن ينجح في المهمة الأقل صعوبة في الأيام العادية وهي أيام الطهارة عند الزوجة التي في غير فترة الحمل..
لذا فالمعاشرة الحسنة أيام الحيض أو الحمل أو النفاس يجب أن تستمر في أيام الطهر بل تزداد حبًا ومودة ورحمة.. خاصة أن في هذه الفترة أيام هي أيام الخصوبة عند المرأة حيث تنطلق البويضة من المبيض وتشعر المرأة بالرغبة في زوجها فتميل إليه وتقترب منه.. وعلى الرجل أن يدرك هذا الأمر فلا يكن فظًا غليظ القلب فتنفض زوجته من حوله وهي تشعر بالحسرة والألم.. بل عليه أن يبادلها المشاعر نفسها..
وإن أسعد لحظة في حياة المرأة هي عندما تسمع من زوجها كلمة حلوة يعبر فيها عن حبه لها وإعجابه بجمالها، لأن ذلك يشعرها بأنوثتها ومن ثم تفيض بحبها وحنانها على زوجها.. والكلمة الحلوة تسحر المرأة مثل الرجل إلا أنها تمكث عند المرأة فترة أطول مما يجعل أسلوب حياتها قد يتغير لقاء كلمة حب أو إعجاب أو ثناء.. والمرأة قد تنسى كل تعبها وعنائها بكلمة حلوة تسمعها من زوجها بل وتجعلها تعيش سعيدة لأسابيع.. فالمرأة بحاجة مستمرة إلى سماع كلمات الحب والحنان من زوجها لتشعر بأنها ما زالت محبوبة ومهمة عنده كما كانت في بداية حياتها الزوجية معه..
لا بد أن لأي زوجة جوانب إيجابية وصفات حسنة ترضي زوجها، فبالله كم مضى من الزمن على المرة الأخيرة التي أبدى فيها رجل ما إعجابه بجمال زوجته وتغزل بها؟؛ فليعلم الرجل أن مدح المرأة أثناء الخطبة وقبل الزواج هو من قبيل الميل والانعطاف، أما مدحها بعد الزواج فهو من قبيل الضروريات للمحافظة على راحة البال والهناء العائلي؛ ولا يقل: ((أي والله ينبغي أن أفعل هذا)) بل يفعله!.
فالكلمات الحلوة عند المرأة مثل مكعبات السكر تجعل طعم الحياة الزوجية حلوًا وجميلاً وتجدد الحب في عروقها.. وهي أيضًا مثل شحنة الطاقة تزيل هموم الحياة ومتاعبها، وتقوي عزيمة المرأة، وتنعش فؤادها، وتزيد من قدرتها على تحمل المصاعب، وتشجعها على التضحية والبذل والعطاء.. لأن المرأة تحب الثناء والتقدير والإعجاب ويؤثر فيها تأثيرًا بالغًا.. بل إن كل اهتمام بالمرأة ولو كان بسيطًا يمكن أن ينقلب في نفسها إلى حب..
إن الرجل يريد استحسان الناس له، واعترافًا بقدره وقيمته، ويتعطش إلى أن يكون ذا شأن في دنياه الصغيرة، ويرغب في أن يكون أصدقاؤه ومعارفه وزوجته مسرفين في تقديرهم له، مبذرين في مديحهم إياه، فليمنح زوجته ما يحب أن يُمنحه، وقد قال r : (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ))([1]). خاصة إذا أراد أن يحظى براحة البال في حياته الزوجية؛ وليس عليه أن يعَيَّن (دبلوماسيًا) لكي يستخدم هذا المبدأ بل إنه يستطيع أن يفعل به فعل السحر في كل يوم مع زوجته، فعبارات مثل: (هل تسمحي أن تأتيني بكذا..) أو (هل من الممكن أن تفعلي كذا..) و (آسف لإزعاجك) و (شكرًا لك) وغيرها من العبارات تفعل فعل السحر في نفس الزوجة، وتقطر الزيت في عجلة الحياة اليومية التي تدور متشابهة في سأم وملل. وكذلك فليمدح مثلاً الطريقة التي تدبر بها زوجته المنزل، وليمدح طبخها، فقد كان أبناء الطبقة الراقية في عهد القيصرية الروسية إذا استحسنوا طعامًا أصروا على أن يؤتى بالطاهي أمامهم ليسبغوا عليه شكرهم وتقديرهم! أفليست الزوجة أحق بالشكر والتقدير من طاهٍ روسي؟!. وكذلك فليجاهر الرجل بتقدير الملابس والهندام الذي أرهقت زوجته نفسها في إحكامه لتروق في نظره، فالمرأة تبذل جهدًا كبيرًا في سبيل ظهورها المظهر الذي يروق لزوجها.
ولا يتحول من السخط إلى التقدير، من الانتقاد إلى المدح فجأة ودون تمهيد بل يحضر لها الليلة شيئًا من الزهور أو الحلوى، وأفضل من هذا أن يحضر لها كذلك ابتسامة مشرقة وبعض العبارات المخلصة.
كل رجل يستطيع أن يغري امرأته على أن تفعل من أجله أي شيء لو أنه أهداها بين الفينة والفينة شيئًا من الهدايا التي لا تكلف مالاً يُذكر مكافأة لها على حسن تدبيرها للبيت، أو إجادة طهوها لطعامه، وكل رجل يستطيع أن يجعل زوجته لا ترضى أن تستبدل ثوبها بأحدث مبتكرات (الموضة) لو أنه يقول لها: (كم يبدو جمالك رائعًا وضاءًا في هذا الثوب) ؛ فكيف بالله يتكاسل الرجل عن بذل الجهود في سبيل هنائه العائلي؟ وكيف يعزف عن الكفاح من أجل السعادة في الزواج، وهو يركب الصعب، ويخوض الأهوال في سبيل أن يكسب بعض المال؟! فأيهما أجلب للسعادة: أكداس من المال، أم حياة زوجية قائمة على الوفاق والوئام؟!.
فعلى الزوج أن يهتم بهذا الأمر اهتمامًا كبيرًا ولا يهمله
اسف على الاطالة (منقول)