تأثير المواقع الإباحية على العلاقات الزوجية...
في دراسة أعدت في إحدى المعاهد المتخصصة بالصحة الجنسية النفسية في بلجيكا وجد أن 77% من الرجال المتزوجين والذين تتراوح أعمارهم بين 27 و53 عاماً يزورون مواقع إباحية على شبكة الانترنت بصورة منتظمة ولأسباب مختلفة، وقد أفادت الدراسة بعد إجراء التحليل النفسي ل22% من العينة السابقة بإشراك زوجاتهم: أن هؤلاء الرجال قد حدث لديهم تدني ملحوظ في القدرة على التواصل الجنسي مع الشريك خلال فترة تتراوح بين 8 اشهر إلى 3 سنوات وقد عزي ذلك إلى تأثير هذه المواقع على هؤلاء الرجال وذلك بعد اخذ الظروف الموضوعية بالحسبان كالتقدم بالسن والظروف الاجتماعية وغيرها...
طبعاً هذه الدراسة لا تنطبق فقط على الوضع في بلجيكا أو أوروبا وإنما تتعداها لتشمل معظم أنحاء العالم حيث التوسع الكبير في مجال الاتصالات والانترنت وانتشار هذه المواقع بشكل كبير جداً.
وطبعاً نحن في المجتمع العربي لسنا بعيدين عن ذلك،إذا لم نكن في وضع أسوء، وفي استطلاع بسيط أجراه بعض الزملاء على أشخاص مقربين وجدوا أن أكثر من 80% من الرجال الذين يستخدمون الانترنت في كل من سوريا ومصر والأردن يزورون مواقع إباحية بشكل منتظم أو متقطع( طبعاً هذا استطلاع وليس دراسة رسمية لغياب الظروف العلمية وتعذر إجراء هذه الدراسة...) وهذا أمر في الحقيقة مهم وخاصة بعد أن أكدت أكثر من دراسة أمريكية وأوروبية خطر هذه المواقع على العلاقات الزوجية وبالتالي على الأسرى.
طبعاً مكمن الخطر في أن هذه المواقع تقدم نماذج لعلاقات معظمها مفتعل وبعيد عن الواقع وتجسدها كصور أو كمقاطع فيديو، وجل ما يعرض على هذه المواقع هو فعل مبالغ فيه بقصد الإثارة الجنسية والجذب والذي يخدم أغراض مادية بحته وهذا مكمن ضرر آخر لن نتناوله هنا...
ومع الاعتياد على زيارة هذه المواقع والتي تحرص على تقديم كل جديد، يؤدي هذا الأمر إلى تفريغ الشحنة الجنسية عند الرجل المتزوج في غير موضعها الصحيح، كما يؤدي إلى ابتعاده عن زوجته نظراً للنماذج المبالغ فيها والتي تعود رؤيتها والتأثر بها...والأخطر من ذلك هو أن هذا الرجل قد ينجر إلى التفتيش عن علاقات جنسية خارج مؤسسة الزواج ارضاءاً للنهم الذي تولده فيه هذه المواقع...
والخلاصة انه من وجهة نظر طبية نفسية وجد أن لهذه المواقع تأثير سلبي مهم على العلاقات الزوجية وهذا التأثير قد لا يبدو سريعاً ولكن يمكن رصده مع الوقت....
د. يوسف شامي
ماجستير في الصحة النفسية الجنسية