تعتمد القوة الجنسية للرجل أولاً وأخيراً على انتصاب العضو المذكر, وكي يؤدي هذا الأخير وظيفته لا بد من توافر وتضافر أربعة عوامل رئيسية هي:
1- العامل النفسي.
2- العامل الهرموني.
3- العامل الشرياني.
4- العامل العصبي.
يتولى المخ دور القائد في عملية الانتصاب, فعندما يتعرض الرجل لإثارة ما يقوم الدماغ بإرسال اشارات الى المركز العصبي المسؤول عن الانتصاب والذي يقع في النخاع الشوكي للعمود الفقري, فيعمل هذا بدوره على بعث منبهات الى النهايات العصبية للأوعية الدموية في القضيب فينتج عن ذلك تحرير مادة اوكسيد النتريك التي تعمل على ارخاء العضلات الملساء في الشرايين فيتدفق الدم اليها مؤدياً الى امتلاء العضو المذكر وانتفاخه فيحدث الانتصاب, ولكي تعود الأمور الى ما كانت عليه تبدأ المرحلة العكسية, اذ تتلاشى مادة اوكسيد النتريك فيتوقف ارتخاء العضلات الملساء في الخلايا البطانية لأوعية القضيب فيقل تدفق الدم الى الحالة التي كان فيها قبل الانتصاب, وبالتالي فإن العضو يعود الى حالة الإرتخاء.
بين حين وآخر يداهم الرجل عطل جنسي طارئ فلا يستطيع العضو الذكري الانتصاب, وهذا العطل قد يكون عابراً يزول من تلقاء نفسه, أو انه قد يدوم أسابيع بل قد يستمر شهوراً, وهذه الحالة الأخيرة تشكل مشكلة فعلية يطلق عليها طبياً "العجز الجنسي" (ضعف الانتصاب).
في السابق كان الناس يتهمون السحر بأنه يقف وراء هذا العجز, ولهذا فإن السحرة والدجالين والمشعوذين كانوا يستغلون هذه الفرصة ليبيعوا الذكور "وصفات سحرية" تعمل على مبدأ "خبط عشواء".
أما اليوم فإن أسباب العجز باتت شبه معروفة وهي أسباب متعددة متشعبة تتراوح بين النفسية والعضوية أو المشتركة (أي عضوية - نفسية), وسنحاول هنا تسليط الأضواء عليها:
الأسباب النفسية:
ونراها غالباً عند المراهقين في بداية مشوارهم الجنسي, وما يرجح كفة العامل النفسي في العجز هو حدوث الانتصابات الليلية, إضافة الى الإثارة البصرية التي يمكن ان تشعل فتيل الانتصاب, ومن مميزات هذا العجز الجنسي أنه متقلب ومتماوج تبعاً للأيام والظروف والمناسبات ومواقف الشريكة, وما يلفت الأنظار هنا ان الانتصاب يحدث بسهولة وسرعة, كما ان الارتخاء يكون سريعاً بدوره. أما عن أسباب العجز النفسية فهي واسعة ونذكر منها:
- فشل المحاولة الجنسية الأولى, وهذه غالباً ما تكون الطعنة الأولى التي تقود الرجل الى دوامة العجز الجنسي, فالإحباط الذي يرافقها قد يبقى عالقاً في الذاكرة حتى الكهولة. ان الاشاعات والخزعبلات والأفكار المضللة الخاطئة التي تثار حول ليلة الدخلة غالباً ما تكون العاصفة التي تدفع بالرجل إلى الإصابة بالعجز الجنسي في ليلة الزفاف.
- الثقافة الجنسية الخاطئة.
- الخجل والجهل الجنسي.
- الخوف والقلق وعدم الثقة بالنفس.
- الإنهاك والتعب.
- الإحباط الناتج عن الإصابة بأمراض معينة.
- المواقف السلبية للشريكة مثل رفض الجماع المتكرر, الحاق النعوت لفشل الزوج في الجماع, المرأة النكدية... الخ.
- الأحوال المعيشية الصعبة.
الأسباب السمية وتشمل:
- المخدرات والمشروبات الروحية التي تؤدي الى إخماد الرغبة وإطفاء المشاعر والأحاسيس الجنسية.
- التدخين الذي يؤثر على الأوعية الدموية.
3- الأسباب الاستقلابية ومنها:
- الداء السكري.
- البدانة.
- ارتفاع شحوم الدم.
- تشمع الكبد.
4- الأسباب الدوائية:
- الأدوية الخافضة للضغط الشرياني.
- الأدوية المضادة للخمود النفسي.
- الأدوية المهدئة للاعصاب.
- بعض الأدوية المضادة للقرحة المعدية.
- الأدوية المدرة للبول.
- العقاقير الهرمونية.
- الأدوية الخافضة للكوليسترول.
- عقار الديجوكسين المقوي للقلب.
- العقاقير الكيماوية المضادة للأورام.
5- الأسباب الوعائية:
وهذه يشتبه فيها بعد سن الـ50, وضعف الانتصاب هنا يكون طفيفاً في البداية ولكنه لا يلبث ان يتطور تصاعدياً الى ان يحصل العجز الجنسي الكامل. ان حدوث انتصابات ليلية تنفي وجود أسباب وعائية للعجز الجنسي. كما يجب الاشتباه بالأسباب الوعائية للعجز اذا كانت صلابة القضيب غير كافية.
6- الأسباب الهرمونية:
وهي نادرة للعجز الجنسي, ويمكن الشك بوجودها في حال مشاهدة علامات مهمة مثل نقص التشعر وضمور الأعضاء التناسلية, نمو حجم الثديين. والمعروف ان الانتصاب يحدث بتأثير وسيطرة هرمون الذكورة التيستوستيرون, إلا أن نقصه يؤدي الى ضعف الرغبة أكثر مما يؤدي الى الضعف الجنسي, ويبلغ مستوى الهرمون أعلى حد له في مرحلة الشباب, ولكنه لا يلبث ان ينحدر مع تقدم العمر, غير ان غالبية الرجال يملكون مستوى معقولاً وقريباً من الحد الطبيعي حتى ولو وصلوا الى سن متقدمة, فقط 5 في المئة من الذكور يكون مستوى الهرمون لديهم أقل من العادي. ومن باب العلم بالشيء, فإن الرجال لا يحصل عندهم تدهور حاد في مستوى هرمون الذكورة كما ان الشيء نفسه يحدث عند النساء اللاتي يعانين من نقص فجائي وحاد في هرمونات الأنوثة عند دخولهن مرحلة سن اليأس.
7- الأسباب العصبية
, ومنها داء باركنسون, داء التصلب اللويحي المتعدد, رضوض العمود الفقري, كسور وجراحات الحوض.
سابقاً كان يعتقد ان العجز الجنسي هو صنو للشيخوخة, صحيح ان هذه الأخيرة تلعب دوراً في ظهوره ولكنه (العجز) ليس نتيجة حتمية لها. صحيح ان القوة الجنسية للرجل تتعرض للمطبات وتدخل في طلعات ونزلات, إلا أنها تبقى حية ترزق طوال مسيرة الحياة. ولا يمكن المقارنة بين الانتصاب الذي يحدث في عز الشباب, مع الذي يحدث في أواسط العمر أو أواخره, فإبن العشرين مثلاً يحصل عنده الانتصاب بأسرع من البرق, وبعد الجماع قد يحدث لديه انتصاب آخر خلال دقائق ان لم يكن ثوان, اما ابن الأربعين فيلزمه استثارة أطول من الشباب لتحقيق الانتصاب, وبعد القذف ستلزمه فترة طويلة كي يعاود الانتصاب ثانية. أما ابن الستين, فالانتصاب لديه يحتاج الى مجهودات كثيرة ومتنوعة.