وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته : الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله فإن كثيراً من فضائل السور قد وضعت في العصر العباسي ، وذلك أن الناس في عهد دولة بني العباس اشتغلوا بسيرة ابن اسحاق ومغازيه . فقام بعض الناس وقالوا نضع فضائل لكل سورة حتى نرغب الناس في كتاب الله ... والكلام على الوضع يطول وهناك كتب تخصصت في هذا الوضع في الحديث وأسباب الوضع وأيضا هناك كتب تكلمت على فضائل القرآن وأوسعهم : ( موسوعة فضائل القرآن ) لمحمد الطرهوني وفضائل القرآن لابن كثير وابن عبيد والنسائي وغيرهم . فقد أخرج الشيخان من حديث أبي مسعود الأنصاري قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه، قال النووي في الرياض : قيل: كفتاه المكروه تلك الليلة، وقيل: كفتاه من قيام الليل. وأما حديث: من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة. فقد رواه الدارمي. وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قراءة آخر آل عمران بالليل، وبيان فضل قراءتها وتدبرها والتفكر فيها، ففي البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بت عند خالتي ميمونة، فقلت: لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطرحت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسادة، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم في طولها فجعل يمسح النوم عن وجهه ثم قرأ الآيات العشر الأواخر من آل عمران حتى ختم، ثم أتى شنا معلقا فأخذه فتوضأ، ثم قام يصلي فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم جئت فقمت إلى جنبه فوضع يده على رأسي ثم أخذ بأذني فجعل يفتلها، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم أوتر. وروى ابن حبان في صحيحه عن عطاء قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها، فقال: عبد الله بن عمير حدثينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبكت وقالت: قام ليلة من الليالي فقال: يا عائشة ذريني أتعبد لربي، قالت قلت: والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك، قالت: فقام فتطهر ثم قام يصلي فلم يزل يبكي حتى بلَّ حجره، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض، وجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر! قال: أفلا أكون عبدا شكورا لقد نزلت علي الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها { إن في خلق السماوات والأرض }. والحديث صححه الألباني في الصحيحة. حديث: من صلى الفجر في جماعة وقعد في مصلاه وقرأ ثلاث آيات من أول سورة الأنعام، وكل الله له سبعين ملكا يسبحون الله ويستغفرون له إلى يوم القيامة. فقد نسبه السيوطي في الدر المنثور والألوسي في روح المعاني وصاحب كنز العمال إلى الديلمي، ومن المعلوم أن كتاب الديلمي من مظان الحديث الضعيف حديث: من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال فقد رواه مسلم. حديث قراءة السجدة والملك بين العشاءين فلم نقف عليه بهذا اللفظ، وذكر بعضهم أن الحديث " موضوع " وأما فضل قراءتهما بالليل ما ورد في فضلها مع سورة السجدة ما رواه أحمد والترمذي عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ (الم تنزيل) و(تبارك الذي بيده الملك) وهو حديث صحيح صححه غير واحد من أئمة أهل العلم منهم الألباني في صحيح الجامع. حديث سورة يس والصافات فلم نعثر عليه بهذا اللفظ، حديث سورة الدخان فلم نعثر عليه بهذا اللفظ وقد جاءت أحاديث كثيرة في فضائل سورة الدخان فإن الأحاديث التي وردت في الترغيب في قراءة سورة الدخان ضعيفة كلها، ومن أهم الأحاديث: "من قرأ الدخان ليلة الجمعة أصبح مغفورا له" رواه الترمذي وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. ومنها: الحديث الذي أشار إليه السائل الكريم وهو في الترمذي وضعفه ابن الجوزي أيضاً. وحيث إن فضائل الأعمال يعمل فيها بالأحاديث الضعيفة بالشروط المعروفة، فيمكن للشخص أن يقرأها ليحصل على الثواب، لكن التزامها في كل صلاة عشاء لا ينبغي، لأن من السنة أن يقرأ المصلي من جميع القرآن، دون التزام سورة معينة في صلاة بعينها إلا الفاتحة وحدها، مع أن الأحاديث التي وردت في سورة الدخان إنما وردت في قراءتها، لا الصلاة بها. وكذلك سورة الرحمن لا ينبغي التزامها في كل صبح بحيث لا تقرأ إلا هي، فينبغي أن تقرأها تارة وتقرأ غيرها أخرى ومن المعروف أن السلف الصالح ما كانوا يخصصون سورة بعينها، بحيث لا يقرءون غيرها، إلا إذا ثبت عن رسول الله صلى عليه وسلم أنه كان يفعل ذلك، وهم كانوا في غاية الحرص على تحصيل الثواب. وأما حديث خواتيم الحشر فقد نسبه السيوطي في الجامع الصغير إلى ابن عدي وإلى البيهقي في الشعب ولفظه هو : من قرأ خواتيم الحشر من ليل أو نهار فقبض في ذلك اليوم أو الليلة فقد أوجب الجنة . وقال الألباني في تحقيقه : ضعيف جدا. فإنه قد ورد في فضل سورة الواقعة حديث صحيح وحديث ضعيف. أما الحديث الصحيح: فهو ما رواه الترمذي والحاكم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت" وهذا الحديث صححه الألباني في صحيح الجامع. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لما ورد في هذه السور من التخويف من عذاب الآخرة، وذكر صفات الجنة. وأما الحديث الضعيف: فهو ما رواه البيهقي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله وسلم قال: "من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً" وهو حديث ضعيف، قال عنه المناوي في فيض القدير: "وفيه أبو شجاع، قال في الميزان: نكرة لا يعرف. ثم أورد هذا الخبر من حديثه عن ابن مسعود، قال ابن الجوزي في العلل: قال أحمد: هو حديث منكر. وقال الزيلعي تبعاً لجمع: هو معلول من وجوه: 1-أحدها الانقطاع، كما بينه الدارقطني وغيره. 2-نكارة متنه، كما ذكره أحمد. 3-ضعف رواته، كما قاله ابن الجوزي. 4-اضطرابه. وقد أجمع على ضعفه أحمد، وأبو حاتم، وابنه، والدارقطني، والبيهقي، هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي سورة تبارك الذي بيده الملك قال أبو عيسى هذا حديث حسن . تحقيق الألباني : حسن ، التعليق الرغيب ( 2 / 223 ) ، المشكاة ( 2153 ) حديث نظر القارئ لسورة التكوير والانفطار والانشقاق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نعثر عليه، وإنما روى الترمذي وأحمد من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي العين فليقرأ: إذا الشمس كورت، وإذا السماء انفطرت، وإذا السماء انشقت. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وصححه الألباني في السلسلة وصحيح الجامع. حديث علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب هذه السورة: سبح اسم ربك الأعلى. فقد رواه أحمد وقال الهيثمي: فيه ثوير بن أبي فاختة وهو متروك. وقال فيه الألباني: ضعيف جدا وأما حديث الزلزلة فقد قال فيه الذهبي والألباني إنه منكر. وأما سورة التكاثر فقد ضعف حديثها الألباني في ضعيف الترغيب. وأما حديث قل يا أيها الكافرون فقد صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي وصحيح الترغيب. وأما حديث سورة الإخلاص فهو حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم. |
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|