اخي الزوج ....اختي الزوجه ....انتبهو من الغيره القاتله
فتاة في ريعان الشباب ، زوجة وأم لطفل عمره ثلاث سنوات ، جاءت تطلب مساعدتها على فهم سلوك زوجها ، قالت ،،،
: كان زواجي سعيداً بكل المقاييس : فالحب والاحترام والثقة متبادلة بيني وبين زوجي ، وبعد ثلاث سنوات من الزواج تغير زوجي فجأة وتغيرت سلوكياته معي ، وأخذ يشك في تصرفاتي إذا تحدثت مع أحد في التليفون يسألني : من كلمك ؟ وأحياناً يسحب السماعة مني ليتأكد بنفسه من أن المتحدث امرأة وليس رجلاً ، وإذا خرجت لزيارة أهلي يسأل أين كنت ؟ ومع من تحدثت ؟ وإذا نظرت من النافذة ياتي من خلفي دون أن أشعر به ويسأل : إلى من تنظرين ؟ وفي كل مرة ينتهي النقاش بيننا بالشجار والغضب والخصام ، وبعد فترة يصالحني ويقول : ( غصب عني أنا أحبك وأغار عليك ) ، أشعر بالضيق وأنت بالعمل لخوفي من أن تتحدثي إلى رجل غيري ، وعندما تعودين إلى البيت وتنشغلين بابننا أشعر بالضيق أيضاً لخوفي من أن تتحولي عني إليه .. وعندما تتحدثين في التليفون تروادني فكرة أنك تتحدثين مع رجل ، فأغضب وأهم بتكسير التليفون ...
هكذا تحولت حياتي الزوجية إلى جحيم بسبب الشك والتلصص والنظرات المريبة والمواقف المحرجة التي يسببها زوجي لي في العمل وفي الشارع وفي السوق وفي أي مكان أذهب معه إليه .
ويقولون إنها الغيرة ، وأتساءل : ما الغيرة ؟ وهل الغيرة مرض ؟ وما أسبابها ؟ وهل لها علاج ؟ .
نحاول الإجابة عن هذه الأسئلة لتوضيح هذه المشكلة حتى يمكن التمييز بين الغيرة العادية والغيرة المرضية
ماهي الغيره
الغيرة في اللغة انفعال جيد لأنها من الغيرة مصدر قولك غار الرجل على أهله يغار غِيرة وغَيرة ، ويقال رجل غيور وغَيران وامرأة غَيور وغَيرى ، وجميعها تدل على زيادة الاهتمام والرعاية والحماية ، فالرجل الغيور على أهله يثور ويغضب لأي أذى يصيبهم ، والمرأة الغيور على زوجها تثور وتغضب إذا شاركها أحد فيه ، أما الغيرة في علم النفس فهى انفعال مركب من أربعة انفعالات هي :
الغضب والخوف ، والحزن ، والقرف ، ( الضيق والإشمئزاز ) ، وفي حالة الغيرة الشديدة يظهر الحسد والحقد والرغبة في الانتقام ، والغيرة عموماً انفعال مكدر يشعر به كل إنسان عندما يدرك وجود من ينافسه على مركز أو مكانة أو منصب أو حب شخص ، ويدرك في الوقت نفسه أن حصول منافسه عليه سوف يحرمه أو يجعله مهدداً بالحرمان منه ، وهو – أي مَنّ يشعر بالغيرة – لا يقدر على تحمل هذا الحرمان ، وعليه أن يحارب منافسه ولا يستسلم له لأن الهزيمة بالنسبة له مؤلمة ، وفيها ظلم كبير يجب مقاومته بكل الطرق .
وانفعال الغيرة موجود عند كل الناس بدرجات متفاوتة ، فمن الناس من يشعر بالغيرة في بعض المواقف ، لكن سرعان ما يسيطر على مشاعره قبل أن تهتز ثقته بنفسه ، وتمر مشاعر الغيرة به كأنها دافع يحركه إلى النجاح والتفوق في مجال المنافسة دون أن تتولد عنده مشاعر الحسد والحقد .
ومن الناس من يشعر بالغيرة الشديدة في بعض المواقف وتسيطر عليه مشاعر الغضب والخوف والحزن والقرف ، وسرعان ما يتولد عنده الحقد والحسد والشعور بالنقص والعجز والذنب ، وكلها مشاعر مؤلمة تدفع الشخص الذي يشعر بالغيرة الشديدة إلى العدوان على من ينافسه أو إتلاف ما يتنافس عليه ، وإذا فشل لجأ إلى الحيل النفسية الدفاعية ، وقد يبالغ في الحيل النفسية حتى ينهار نفسياً ، ويظهر الاضطراب النفسي أو الأمراض ( السيكوسوماتية ) وهي أمراض جسمية حقيقية سببها مشاعر الحقد والعجز واليأس التي تسيطر على الشخص الذي يشعر بالغيرة الشديدة .
■ تدفع إلى الجريمة
وعلى هذا لا يعد الشعور بالغيرة الخفيفة ضاراً بالصحة النفسية ، لأنه يدفع للعمل والنشاط واكتساب الخبرات ، وتحقيق النجاح والتفوق في مجال المنافسة أو في مجالات أخرى ، فغيرة الزوجة على زوجها – إذا كانت خفيفة – تدفعها لإظهار حبها له ، وزيادة الاهتمام به ، وغيرة الزوج على زوجته تجعله يحافظ عليها ، ويشعرها بحرصه عليه وحمايته لها ، فقليل من الغيرة مطلوب حتى تستقيم الحياة الزوجية .
أما الشعور بالغيرة الشديدة ، فهو شعور مؤلم يعذب صاحبه ، ويشقي من حوله ، ويفسد الحياة الاجتماعية ، ويقضي على الصحة النفسية ، وتعد الغيرة الشديدة سبباً مباشراً لأمراض نفسية وجسمية واجتماعية كثيرة .
فغيرة الطفل من أخيه الصغير – إذا كانت شديدة – تجعله ينتقم منه ، ويعتدى عليه وعلى والديه ، أو تجعله ينسحب وينطوي ، أو يتهته ( يتأتئ ) ويتلعثم ، أو يتبول لا إرادياً ، أو يمص إبهامه أو يقضم أظافره ، أو يضطرب نومه أو يفقد شهيته للأكل ، أو تجعله سريع البكاء كثير الكذب – وغيرة الزوجة – إذا كانت غيرة شديدة – قد تدفعها إلى العدوان على زوجها ، والتشهير به والانتقام منه ، فتفسد حياتها الزوجية بكثرة الشجار والخلافات التي قد تؤدى إلى الطلاق .
وقد تؤدى الغيرة الشديدة إلى ارتكاب الجرائم ، فقد أقدم موظف على إشعال النار بمخازن الشركة انتقاماً من زميله الذي فاز عليه ، وعُين أميناً لهذه المخازن ، وأقدمت زوجة على قطع العضو التناسلي لزوجها انتقاماً منه بعد أن علمت بعزمه على الزواج من ثانية ، وأقدم طفل في سن السابعة على قذف أخيه الصغير من النافذة بعد أن شعر بمنافسته له على حب والديه ، وأدرك تحول والديه إلى حب الصغير
قرأته في مجله فنقلته لتعم الفائده