خطوات بسيطة لاحتواء ابنك الاستفزازي
تعتبر عملية تربية الأطفال من أصعب المهام التي يتولاها الأهل في حياتهم، لا سيما إذا كان طفلهم صاحب شخصية استفزازية محبة لإثارة المشكلات والشغب لكن يستطيع الأهل أن ينجحوا في هذا التحدي الذي وضعوا أمامه، من خلال اتباع الاستراتيجيات التربوية المناسبة.
نقدم لك يا عزيزتي بعضاً من تلك الاستراتيجيات التي أثبتت فاعليتها في تربية جميع أنواع الأطفال.
يشير الخبراء إلى أن السلوك الاستفزازي الذي يرهق الأهل هو السلوك الذي يضع عملية تطور الطفل وتعلمه ونجاحه على المحك، الذي يشكل مصدر أذى لصاحبه وللآخر، أكان طفلاً أم راشداً، وهناك السلوك الذي يعرض الطفل لمخاطر محتملة في المستقبل، مثل فشله في الانخراط السليم بمجتمعه أو في تحقيق نتائج إيجابية في تحصيله العلمي، فكيف يمكن التعاطي مع هذا النوع من الأطفال، وكيف يمكن مساعدته في مواجهة المشكلات وفي التطور والنمو ليصبح شخصاً مسؤولاً قادراً على تحمل مسؤولياته من دون خوف أو أخطاء جسيمة؟
ثمة إستراتيجيات بسيطة يمكنها أن تساعدك في تربية طفلك المشاغب وتهذيب سلوكه الاستفزازي من دون أن تخلق بينكما أي مشاحنات أو مواقف متناقضة.
أظهري مشاعرك نحوه
تأكدي يا عزيزتي من أن طفلك يعي تماماً أنك تحبينه حتى ولو كنت تكرهين سلوكه السيئ، حاولي دوماً أن توصلي إليه هذه الرسالة، استغلي الوقت الذي توجدان فيه بمفردكما، مثل وقت الاستحمام أو أثناء أخذه إلى المدرسة، لإخباره بمشاعرك وللعب معه أيضاً، امنحيه اهتمامك الكامل، دعيه يختار النشاط الذي يرغب في القيام به واحرصي على أن تظهري له مدى استمتاعك باللعب معه وتمضية الوقت معه، تعتبر هذه الأوقات الإيجابية مهمة جداً في تعزيز تقديره للذات وهي تقود إلى مزيد من الأوقات الإيجابية.
* شجعيه دوماً على التصرف بأسلوب جيد ومناسب وحاولي أن تحدي من فرص ظهور سلوكه الاستفزازي والمثير للغضب، اعلمي أن هذه التكتيكات الصغيرة مهمة جداً في عملية تكوين شخصية طفلك، لأن كل تجربة يمر بها في السنوات العشر الأولى من عمره إيجابية كانت أم سلبية، تؤثر بشكل أو بآخر في نمو الدماغ وطريقة بناء موصلاته العصبية والحسية يمكنك أن تساعديه لبناء شخصيته وتكوين ذاته من خلال استباق المشكلات وتفادي المواقف الصعبة ومنعها من التكرار ومن خلال مساعدته في تذكر ما يجب فعله بدلاً من تصحيح أخطائه.
* احرصي على خلق الأجواء المناسبة في منزلك: تلك الأجواء تساعد طفلك لبناء ثقته بذاته وتحثه على التعلم وخوض التجارب الجديدة دون الخوف من الفشل، مثلاً أزيلي الأشياء سريعة العطب والهشة التي تتحطم بسرعة وهيئي له مكاناً مريحاً لكي يلعب من دون أن يخاف هو من تخريب الأغراض التي تخصك، وكي لا ترغمي دوماً على توجيه اللوم له في ما لو حطم إناء أو مزق ستارة الأهم من كل ذلك أن تختاري له الألعاب التي تعجبه وتثير اهتمامه إضافة إلى حفظها ووضعها في مكان يمكنه الوصول إليه من دون مساعدتك بهدف بناء ثقته بذاته وبقدرته على فعل بعض الأمور بمفرده.
الخروج معاً
* خططي للخروج معاً ولكن بعد التأكد من سد حاجات طفلك: مثلاً إذا كان طفلك من النوع الذي يتململ عندما يكون جائعاً، احرصي على إطعامه واشباعه قبل خروجكما للتسوق، إذا كانت العادة تنص على تناول الطعام في المطبخ، اقترحي على طفلك أن يلعب بقطع البازل في مكان آخر كي لا يرغم على إزالتها عندما يحين موعد تناول الأكل إلى مائدة الطعام.
* احرصي على وضع حدود واضحة وعلى الالتزام بها في الأوقات المناسبة: يحتاج طفلك إلى معرفة ما تتوقعين منه إلا أنه عليك أن تتأكدي أولاً من قدرتك على المضي بخطواتك تلك وعدم التراجع عنها. أحياناً تحصل بعض الاستثناءات مثلاً: إذا كنت متأخرة عن موعد العمل لا بأس عندها من عدم الطلب منه تنظيم ألعابه التي افترش بها الأرض.
الهدوء والحكمة
* اعتمدي نمطاً معيناً والتزمي به: في العادة يشعر الأطفال بارتياح أكثر عندما يعرفون مسبقاً بما يجب أن يفعلوه لاحقاً. لهذا يفضل دوماً أن تخبري طفلك بأي تغيير قد يطرأ في برنامج نشاطه مثلاً يجب تنبيهه دوماً إلى أنه يمكنه أن يلعب بعد مدة خمس دقائق قبل أن يعود إلى المنزل.
* حاولي أن تحددي مشاعر القلق لدى طفلك: إذا سمعته ينوح، فهذا تنبيه لك في التوقف عن القيام بما تفعيلنه والاهتمام به في هذه اللحظة اسأليه إذا كان يحتاج إلى مساعدتك واستمعي له جيداً.
* قدمي له خيارات محددة عندما تستشعرين بظهور المشكلات: مثلاً اسأليه إذا كان يرغب في شرب الحليب بواسطة الكوب الأحمر أو الأزرق. بعد ذلك حاولي أن تحتوي سلوكه من خلال إعلامه بما يجب أن يفعله لا بما يجب ألا يقوم به. تحلي بالصبر لأنه يحتاج إلى تكرار التعليمات ذاتها بعد ساعة لكونه صغيراً وينسى بسرعة التفاصيل وهو يحتاج إلى من يدربه على عملية التذكر.
* ضعي نفسك في مكانه وحاولي أن تتخيلي ما يمكن أن يحققه جراء سلوكه الاستفزازي والمتهور: راقبي ماذا يجري إثر اعتماده تصرفات استفزازية واسألي نفسك: هل يحصل على انتباهك؟ هل يتفادى شيئاً لا يحبه أو لا يجيد القيام به؟ هل يصبح الجو أكثر هدوءاً أو أكثر إثارة؟
وعندما تحصلين على جواب تتمكنين من مساعدته في الحصول على ما يريد بطريقة حضارية وغير استفزازية.
* حافظي على هدوئك لا سيما في حال تعقد الأمور: خذي نفساً عميقاً، ثم اتخذي موقفا يتسم بالهدوء والحكمة، لأنك بذلك تقدمين له مثالاً حضارياً لكيفية التصرف في المواقف الحرجة أو المتشنجة.
****
ما العمل
عندما يفقد الطفل السيطرة على ذاته؟
عندما يفقد الطفل أعصابه ويكون في حالة هيجان يستحسن اعتماد الخطوات التالية:
* ابتعدي عنه قليلاً واتركي بينكما مسافة آمنة تجعلك في موقع وسطي بينه وبين العالم من حوله، لا تحاولي أن تحثيه على القيام بأي فعل في هذه اللحظات.
* لا تواجهيه، بل قفي جانباً ودعيه يعبر عن مشاعره من دون أن تنظري إليه مباشرة.
* لا تتحدثي معه في هذه اللحظات لأنه يكون غير مستعد للاستماع لك.
* تحدثي إليه عندما يستعيد هدوءه ويزول غضبه، ساعديه على التعبير عن مشاعره وتصرفاته أو أعماله، بأن تقولي له (لا بأس من الشعور بالغضب ولكن لا يمكن أن ترمي الكراسي أو تحطمها) دعيه يعلم أنك تحبينه وساعديه على التفكير في كيفية إمكانية حل المشكلة المرة المقبلة.
أتمنى الفائده للجميع....للأمانه منقول...