عرض الإسلام فنون التعامل الذي ينبغي للزوج أن يمارسها مع زوجته ، ومن هذه الفنون مايلي:
1. الثقة بها واجتناب الظن:
من فنون التعامل مع الزوجة ، الثقة بها و تجنب الشكوك وسوء الظن ،قال تعالى {ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم} ،والشكوك من الأسباب التي تدمر السعادة الأسرية، ولذلك (نهى رسول الله أن يطرق الرجل أهله ليلا يتخونهم أو يلتمس عثراتهم)
2. مشاورتها:
من فنون التعامل مع الزوجة، استشارة الزوج لها في بعض مايهمه ، لأن هذه الاستشارة تشعر الزوجة بالتقدير والسعادة ،وكان الرسول يشرك أزواجه فيما يهمه من ذلك فيما يهمه ومن ذلك مايلي:
• استشارة النبي لأم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية.
• عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي أن رسول الله قال: ألم تري أن قومك بنوا
الكعبة واقتصروا عن قواعد إبراهيم فقلت يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم قال( لولا حدثان قومك بالكفر) .
من فوائد الحديث التي ذكرها ابن حجر: " حديث الرجل مع أهله في الأمور العامة" .
3. معاونة الزوجة في تدبير شؤون المنزل :
من فنون التعامل مع الزوجة، معاونتها في أعمال المنزل، وأن يكون في خدمة أهله، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يساعد زوجاته ،
عن الأسود بن يزيد سألت عائشة رضيالله عنها ما كان النبي يصنع في البيت؟ قالت كان يكون في مهنة أهله فإذا سمع الأذان خرج.
4. النفقة عليها :
من حسن التعامل مع الزوجة ، النفقة عليها ،حتى يتسنى لها القيام بواجباتها المنزلية وخدمة زوجها ، ويكون ذلك من غير إسراف ولا تقتير ، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم عظم ثواب من أنفق على زوجته وأولاده ، قال رسول الله ( دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك) .
5. فهم طبيعة الزوجة والصبر عليها :
من فنون التعامل مع الزوجة ، أن يفهم الزوج طبيعتها حتى يتمكن من إرضائها وإسعادها والصبرعليها ،قال صلى الله عليه وسلم (استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء)
في هذا الحديث يبين النبي صلى الله عليه وسلم طبيعة المرأة التي تستلزم مراعاة خاصة من الزوج ، وهذا يقتضي ترك العتاب على كل عثرة ،وترك تتبع الأخطاء والزلات، والصبر عليها وعدم إيذائها بالقول أو الفعل، أن يتأمل في صفاتها الحسنة ،قال رسول الله ( لا يفرك مؤمن مؤمنه إن كره منها خلقا رضى منها آخر) .
6. الثناء عليها :
من فنون التعامل مع الزوجة ، أن يثني الزوج عليها ويمدحها على أفعالها الحسنة ،فإن هذا يزيد من مشاعر الحب في نفسها ،والرسول صلى الله عليه وسلم كان يثني على زوجاته ،عن عائشة أنها اعتمرت مع رسول الله من المدينة إلى مكة حتى إذا قدمت مكة قالت يا رسول الله بأبي أنت وأمي قصرت وأتممت وأفطرت وصمت قال( أحسنت يا عائشة) وما عاب علي ، فهنا الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل لعائشة ليس من البر الصيام في السفر، حين افتخرت بصيامها مع فطره بل قال لها:أحسنت ياعائشة.
7. الترويح عنها واللعب معها:
من فنون التعامل مع الزوجة ،أن يخصص الزوج وقتا للعب معها والترويح عنها،مستحضرا في ذهنه الأجر الذي يحصل عليه بالترويح عنها ،قال صلى الله عليه وسلم(ليس اللهو إلا في ثلاثة تأديب الرجل فرسه وملاعبته امرأته ورميه بقوسه) ، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يروح عن زوجاته ،ومن ذلك حديث عائشة قالت (خرجت مع رسول الله وأنا خفيفة اللحم فنزلنا منزلا فقال لأصحابه تقدموا ثم قال لي تعالي حتى أسابقك فسابقني فسبقته ثم خرجت معه في سفر آخر وقد حملت اللحم فنزلنا منزلا فقال لأصحابه تقدموا ثم قال لي تعالي أسابقك فسابقني فسبقني فضرب بيده كتفي وقال هذه بتلك) .
وفي هذا الحديث العديد من الوقفات منها:"أن النبي صلى الله عليه وسلم هو من دعا عائشة في المرتين، وفي هذا توجيه للزوج ليكون هو المبادر دائما في دعوة زوجته للّعب."
8. تطييب خاطرها:
كثيراً ماتحزن الزوجة ،وكثيرا ما تبكي ،فعلى الزوج أن يخفف من أحزان زوجته و يستمع لشكواها ويطيّب من خاطرها ،عن أنس قال بلغ صفية أن حفصة قالت ابنة يهودي فبكت فدخل عليها النبي وهي تبكي فقال ما يبكيك قالت قالت لي حفصة ابنة يهودي فقال النبي ( إنك لابنة نبي وإن عمك نبي وإنك لتحت نبي فبم تفخر عليك )ثم قال( اتقي الله يا حفصة)
9. التلطف معها :
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلطف مع زوجاته لجلب المودة والمحبة من ذلك :عن عائشة رضي الله عنها قالت قال لي رسول الله إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى قالت فقلت من أين تعرف ذلك فقال أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد وإذا كنت غضبى قلت لا ورب إبراهيم قالت قلت أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك. وقال صلى الله عليه وسلم(إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله)
10. إعفافها:
من حسن التعامل مع الزوجة ، إعفافها وسد حاجتها ،عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال كنت أصوم الدهر وأقرأ القرآن كل ليلة قال فإما ذكرت للنبي وإما أرسل إلي فأتيته فقال لي ألم أخبر أنك تصوم الدهر وتقرأ القرآن كل ليلة فقلت بلى يا نبي الله ولم أرد بذلك إلا الخير قال فإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال (فإن لزوجك عليك حقا ولزورك عليك حقا ولجسدك عليك حقا) .
11. التزين لها :
من فنون التعامل مع الزوجة، تزين الزوج لها كما تتزين له ،قال تعالى {ولهن مثل الذي عليهن وللرجال عليهن درجة}
12. تعليمها أمور دينها:
من حسن التعامل مع الزوجة ، أن يكون الزوج مذكرا لها بطاعة الله،حاثالها على حسن عبادته، قال رسول الله ( رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء) .
اعداد بنت الشريعة