يحكى أن احد البخلاء ذهب إلى المدينة لبيع غلته من الشعير، وعندما أتم عقد الصفقة قصد مكتب التلغراف ، وكتب لزوجته البرقية التالية:
((بعت الشعير بربح ... سأعود غداً ... أشواقي الحارة))
وفي اللحظة التي أراد فيها أن يسلم البرقية قال في نفسه:
لماذا أكتب كلمة ((بعت))؟ إن زوجتي تعرف جيداً أنني جئت إلى المدينة لأبيع الشعير .... ومحا الكلمة! ثم فكر في نفسه وقال :
لماذا أكتب كلمة ((بربح))؟
إن زوجتي تعرف جيداً أنني لن أبيع شعيري من غير ربح .... ومحا الكلمة!
ثم فكر أيضاً ...
وقال:
ولماذا أكتب (( أعود غداً))؟
إنها تعرف أني عائد غداً...
ومحا الكلمة !
وأخيراً قال : ولماذا (0اشواقي الحارة ))؟ واليوم ليس ذكرى زواجنا ، وشطب العبارة!
وهكذا عاد مسروراً دون أن يرسل البرقية!!


طرفة جميلة.... وأجمل ما فيها قوة الحجة في تعليل التصرفات وتبريرها وتبريرها لتتناسب مع المصالح والتوجهات الخاصة.
لقد استطاع هذا البخيل أن يستخدم ذكاءه وفطنته أفضل استخدم لإقناع نفسه وإقناعنا معه بعدم ضرورة إرسال البرقية....
وكأن المسألة ليست بخلاً مادياً ؛ إنما أحترام لذكاء زوجته التي لابد أن تعرف هذه الأمور البديهيهة عن البيع والربح وموعد العودة !
تصرف سليم ومقنع خصوصاً في هذه الأوضاع الاقتصادية التي تفرض على الفرد الوعي في ترشيد النفقات وتقليل المصروفات.
فقد ولى زمن الكرم الحاتمي....
وزمن معن بن زائدة،
ذاك الكريم الذي قال عنه المتنبي :
تعود بسط الكف حتى لو أنه طواها لقبض لم تطعمه أنامله
تراه إذا ماجئته متهــلـلا كأنك تعطيه الذي أنت سائـله
اليوم، أصبح يعد ويحسب ويضرب ويجمع ويقسم ألف مرة قبل أن يمده يده في جيبه. فمبدأ : (( اصرف مافي الجيب يأتيك مافي الغيب )) مرفوض .
والمبدأ السائد الآن : (( وفر قرشك الأبيض ليومك الأسود)).
على كل حال ، مانريد أن نتوقف عنده في هذه الطرفة ليس البخل المادي، بل البخل العاطفي .
فتعليل الرجل لعدم إرساله أشواقه الحارة لزوجته يجعلنا نتساءل:
منذ متى كان للأشواق مناسبة محددة، ومواعيد نكبل أنفسنا بها ؟
هل الربح المادي من البيع والشراء بالنسبة إلى المرأة يوازي في أهميته الربح العاطفي من الحب والاحتواء ؟
كيف تصبح المراءة للرجل واحة خصيبة مليئة بأشجار وارفة من الدفْ والعطاء... وهو لا يهمي فوق مشاعرها ما بين الحين والحين ، أمطارالأشواق والحنين، والعطف والاهتمام والمفاجآت الصغيرة السارة؟
ما الجهد الذي يقدمه الرجل ؟ وما الخسارة التي ستصيبه حين يتكرم، ويتعطف على امرأته بنظرة حانية، أو لمسة دافئة، أو كلمة طيبة؟
هل يدرك الرجل أن عنف المرأة وغضبها وعصبيتها ..
كل هذه التصرفات التي تثير أعصابه، وتغضبه منها هي نتيجة حتمية لإهماله أحاسيسها، وردة فعل للامبالاة التي يتعامل بها مع أحتياجاتها العاطفية؟

أن يعلن الرجل عن حبه للمرأة، ويشعرها من خلال كلماته وسلوكه باهتمامه ورعايته لها هذا لا يعني أنها ستمتلكه، أو تستغل بوحه لتستبد به.... ولكن هذا البوح سيشعرها بالأمان والاستقرار.أن يعلن الرجل عن حبه للمرأة، ويشعرها من خلال كلماته وسلوكه باهتمامه ورعايته لها هذا لا يعني أنها ستمتلكه، أو تستغل بوحه لتستبد به.... ولكن هذا البوح سيشعرها بالأمان والاستقرار. ((أعاده مقصوده))

سيجعلها تتصرف بثقة أكبر فيه وفي نفسها، وتتعامل معه باتزان أكثر . فلا تراقبه بنظرات الشك والريبة، ولاتتحدث معه بعبارات مكهربة بالقلق والتوجس والغيرة، إنما تغدق عليه من الحب والاهتمام والحنان مالا رأته عين ولا سمعته أذن.
لقد قرأت أروع نصيحة وأجملها ، وجهها عالم مشهور لشاب في ليلة زواجه، قال فيها : ((إن كل امرأة تحب أن يقال لها إنك تحبها ، لا في شهر العسل فقط، بل على مدار السنين وكل يوم .... والمرأة لا تمل تكرار هذه الجملة لها ... ومادمت تخبرها وتروي لها بوسائل مختلفة بأنك تحبها ... فلا شي ء في هذه الدنيا بعد ذلك يعنيها : لا المرض، ولا التعب، ولا آلام الوضع، ولا خصام الأصدقاء، لا تأخرك خارج البيت، ولا الفواتير
والأقساط التي تدفعها، ولا ثياب العام الماضي التي أصلحت لتلبس مرة أخرى، ولا كبر سنها وظهور التجاعيد على وجهها .
إن أكبر خطأ ترتكبه في حياتك، أن تجعلها تسألك دائماً:
هل تحبها ؟ ثم تجيبها كالعادة وبلا تفكير : طبعاً أحبك .
فاعلم عند هذا أنك انتهيت من حياتها ))!
إن الإغداق العاطفي، والتدفق الفكري من الرجل هو أبسط الأساليب وأسهلها وأقواها في السيطرة على قلب المرأة وفكرها ، والهيمنة على أحاسيسها وأنفعالاتها .
وللأسف ، معظم الرجال – ورغم كل ماحققوه من علم وثقافة ووعي – لايزال ((سي السيد)) يسكن تحت جلدهم، يستعبد أفكارهم وعواطفهم .. ويكبلهم بأصفاد العناد والمكابرة والخجل والرفض لمبدأ البوح.
فلا يقول الواحد منهم كلمة حب أو ثناء ألا بطلوع الروح!! بعد ألف محاضرة وترج وتوسل من المرأة ...
وهل تسول كلمة يتيمة من قاموس الحب تغني أو تسمن من الجوع العاطفي ؟
أمام هذا الموقف المتعصب المتشدد المستخف باحتياجات عواطف المرأة ، نراها مجبرة على أن تتصدى لهذا الظغيان الذكوري اللا عاطفي – الصائم عن الكلمة الحنونة الشاعرية – فتلغى الرجل ((كممول لاحتياجاتها العاطفية والفكرية ، وتتعامل معه بآلية مشاعره، جاعلة إياه ((بطاقة صرف آلي ))لحسابها في بنك الحياة المادية والاستهلاكية.
وهكذا ، لايفل الحديد إلا الحديد!!
ونحن وقبل فوات الاوان ، وفي محاولة إنقاذ مايمكن إنقاذه نقول :
الكرم العاطفي ، والبذخ الفكري المتبادل مابين الرجل والمرأة هما صمام الأمان لعلاقتهما ؛ أما البخل العاطفي والتجويع الفكري ، فما هما إلا فتيل الانفجار في هذه العلاقة ... ترى من يسمع ؟ من يفهم؟ من يعقل هذه الحقيقة؟ والعد التنازلي ينذر بانفجار قريب؟!

اعذروني على طول الموضوع ولكن حبيت أنقل لكم واقع حياة بعض الناس وحابه تقرون وتعطوني بعض ارائكم فيما قراتم وفي هذا البخل العاطفي فأنا علقت مافيه الكفايه وأترك عليكم الباقي....
ولكم خالص تقديري

منقول من قراتي ووأقع حياتي
أختكم
العقل الموزون

ما الجهد الذي يقدمه الرجل ؟ وما الخسارة التي ستصيبه حين يتكرم، ويتعطف على امرأته بنظرة حانية، أو لمسة دافئة، أو كلمة طيبة؟
هل يدرك الرجل أن عنف المرأة وغضبها وعصبيتها ..
كل هذه التصرفات التي تثير أعصابه، وتغضبه منها هي نتيجة حتمية لإهماله أحاسيسها، وردة فعل للامبالاة التي يتعامل بها مع أحتياجاتها العاطفية؟
هذ السؤال أتمنى من كل الرجال الأجابة عليه .........
موضوعك رائع يعطيك العافية

__________________

موضوعك
موضوع صادق
كل كلمه اتكتبة فى هذه السطور حقيقيه من الحياه
ويوميات كل رجل ومراءه
والف شكر
يا غاليه

__________________

الف شكر يانوره الفرفوره على التعليق ويالله انا معك بسؤال
لك تحياتي

اهلا بالمصرية
ومشكوره ياقلبي على الرد والتعليق
وباقي بانتظار جميع الاعضاء
تحياتي

كلمات جميلة تمثل الواقع تماما ولكن من يسمع ومن يفهم ومن يعقل..............جزاك الله خيرا

شكراً لك

معقوله 92زياره وين أرائكم
وين تفاعلكم
محتاجه ردودكم