هل السعادة الزوجية تكمن في ممارسة الجنس فقط...
في البداية اشكر الجميع مشاركاتهم المفيدة وحتى لو كانت بسيطة واشكر العاملين في هذا المنتدى على الجهد الكبير المبذول والحرص على ابقاء المواضيع الجيدة المفيدة والسعي في انجاح هذا العمل وجعله يليق بمستوانا الفكري والثقافي في حدود الاخلاق والدين.
كما انني لمست من المشاركين الترابط الاخوي والصدق في الردود والسعي لمساعدة الاخرين في حل مشاكلهم جعل الله ذلك في ميزان حسناتهم.
مشاركتي الاولى بعنوان : هل السعادة الزوجية تكمن في ممارسة الجنس فقط.
أنا وأنت ..هو وهي .. كلنا لدينا ما نقوم به في هذه الحياة ....
ربمــــا كنت الآن منهمكاً في عملك الذي تحصل منه رزقك ,,
أو كنت على طاولة الطعام تتناول وجبة شهية ,,
أو على فراش وثير تغط في نومة هادئة ,,
أو تمارس رياضة لتحصيل جسم وافر الصحة والقوة ,,
أو لعلك الآن تقضي إجازة نهاية الأسبوع على شاطئ البحر مستمتعاً بجمال الطبيعة ,,
أو ربما كنت في هذه الساعة في المسجد تؤدي فريضة من الفرائض ,,
أو تقرأ حزباً من القرآن ،،
أو تذكر الله ،،
أو خلاف ذلك كله ،،
ربمـــــا كنت الآن تنصت إلى أغنية صاخبة تطفح بالعشق والمجون !!
أو تنظر إلى أجساد عارية تتراقص على الشاشة !!
أو تمارس شيئاً من الرذائل ،، ربما !!
على أية حال ، كل تلك الأمور ـ على اختلافها ـ بإمكانك أن تفعلها أو لا تفعلها ،، تمارسها أو تتجنبها ،،
أنت , وأنت وحدك صاحب القرار أولاً وأخيراً ..
فأنت مخير بين كل تلك الأمور والأعمال ..
ولــكــــــن !! ما هو هدفك في هذه الحياة.. هل نحن سعداء بما نفعل
نسأل انفسنا هل نحن اسعد ناس ام هناك من هو اسعد منا وكيف لنا بالسعادة ؟
هل السعادة القناعة ام الصحة ام المال ام الزوجة الصالحة ام الوظيفة العالية ام كل هذه اسباب قد توصل للسعادة هل هذه هي السعادة الحقيقية ام هناك سعادة اخرى..
اختصر موضوعي بأن مهما عملنا في هذه الدنيا ومهما وصلنا لنناشد السعادة ونلهث ورائها لن نحصل عليها الا بتوفيق من الله وعلينا ان نأخذ بالاسباب ولا نغفلها واهمها قول الله تعالى:
قال الله تعالى: ومن أعرض عن ذكري فاٍن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى.
وقال الله تعالى: ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى اٍلا حفتهم الملائكة, وغشيتهم الرحمة, ونزلت عليهم السكينة, وذكرهم الله تعالى فيمن عنده.
رواه أحمد ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
فلنحرص اخواننا بيوت عامرة بذكر الله منيرة بنور الله تحفها الملائكة وتغشاها الرحمة.
اما دليلك إلى السعادة الزوجية
فكثير من الناس يشعرون أنهم كانوا في عزوبيتهم أسعد حالاً منهم بعد زواجهم، ويكفي أن نعرف أن زيجتين من كل ثلاث تبوء بالفشل، وذلك للأخطاء التي يرتكبها الزوجان قبل وبعد الزواج، وإن الزيادة المتنامية في نسب الطلاق- ناهيك عن الخيانات الزوجية- لتدل بوضوح على تعاظم هذه المشكلة وحاجتنا جميعاً- رجالاً ونساء- إلى أسس واضحة يقوم عليها بناء الحياة الزوجية.
وهذه بعض الخطوات العملية- أقدمها للأزواج- أرجو أن تكون معيناً لهم على نجاحهم في حياتهم الزوجية، هادياً لهم السعادة الزوجية التي طالما كانوا ينشدونها:-
قـبل الـزواج حدد هدفك من الزواج:
هناك فئات كثيرة تفهم الزواج فهما خاطئاً أو قاصراً، ولا تتصور الحكم العظيمة التي شرع من أجلها:
- فمنهم من يرى أنه متعة وشهوة جسدية فحسب.
- ومنهم من يرى أنه سبيل للإنجاب والتفاخر بكثرة الأولاد.
- ومنهم من يرى أنه فرصة للسيطرة والقيادة وبسط النفوذ.
- ومنهم من يرى أنه فرصة لإعفاف النفس وتكثير سواد المؤمنين.
- ومنهم من يرى أنه عادة توارثها الأبناء عن الآباء.
وقليل منهم من يرى أنه رسالة! ومسئولية عظمى، وتعاون مستمر، وتضحية دائمة في سبيل إسعاد البشرية وتوجيهها إلى الطريق السليم.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (13) سورة الحجرات
وقال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (21) سورة الروم
هذا والله اعلم ،