هدوء مزعج يلف البيت ، وإن تقطعهُ بعض الصراخ الذي تتفنن فيه سيدته ، مرة تصرخ في الأبناء والأخرى على الخدم ،
ومرات تندب حظها وتعاستها .
حياة يومية مشحونة بضيق الوقت وطلبات لا تنتهي ، وتعاون متقطع من راعي المسيرة .
وسيدتنا هنا تخصصها العبوس طوال الوقت ، أما الابتسامة فهي من نوادرها .. بصريح العبارة : ( نكد متنقل ) .. يلبس الإنسان أحياناً قناع العبوس ، لغرض ما أو لموقف قد حدث له ، أو لأنه سمع أخباراً مزعجة تجعله عابساً ، لبعض الوقت ، والعبوس عند المرأة والرجل واحد ، وأعرف عدداً من الرجال مَلّت نساؤهم العيشَ معهم لتجمهم الدائم ، ولكن لا مفر .. أمّا المرأة عند عبوسها فهي مصيبة في نظري ، فابتسامة الأم هي إشراقة البيت ودفؤه ، هي الطمأنينة للزوج ، والدليل على أن الأمور تجري على أحسن ما يرام ، وهي للأبناء سعادة ولها أيضاً ، تمنحها قدرة على تحمل مشاق الحياة بصورة أفضل .
ولا يعني هذا أن نكون بلهاء لا ننزعج أبداً ، لكنني أدعو إلى أن نجمّل ثغرنا بالابتسامة ، فالبشاشة بلسم عجيب لكل من يشاهدها ، يمكن أن تطلبي ما تشائين وأنت مبتسمة ، وستجابين ... ولك أن تعاتبي .. وستجدين من يراضيك ، أمّا إن غابت ابتسامتك حتى ولو للحظات .. فتلك كارثة على مستوى بيتك .
نحن معشر النساء لدينا الكثير من أسباب الحياة السعيدة والتي غالباً ما نتخلى عنها بدافع السرعة والملل واللاوقت ، هذه الابتسامة تجعل من بيتك واحة تبعث الراحة وتغري بالبقاء فيه وكأنه روضة غناّء .. والزمن لا يرسم خطوطه على وجه امرأة مبتسمة ، وما يزيدها حلاوة أنها صدقة تؤجرين عليها .
امنحيهم حبيبتي ابتسامتك وانظري إلى وجهك كم هو جميل ، أسعدي بها أبناءك واستقبلي بها زوجك .. وتعَلميها إن لم تكن من طبعك .. وصدّقيني إن جميع الأمور لابد لها من أن تحل مهما عظمت ، ولكن لا تنسى أنك في مملكتك الخاصة ، وأن السعادة تبدأ من بين شفتيك .
العدد (9) يونيو 1997 ـ ص : 32 الفرحه
منقول