يعتبر الحديث عن العلاقات الجنسية واحدا من المناطق المحظورة فى الثقافة العربية بشكل عام. وحتى فى بعض الأوساط المنفتحة لا تتم مناقشة هذا لموضوع إلا فى حدود. وفى بعض الأحيان يصل الأمر إلى حد اعتبار مجرد الكلام فى هذا الموضوع عيبا، ويوصف من يتعرضون لمناقشة هذا الموضوع بأنهم "قليلوا الأدب". أما من يحاولون مناقشة الموضوع على مستوى أوسع من خلال وسائل الإعلام فيتم وصفهم بأنه من الكتاب الإباحيين أو من دعاة الانحلال. وهى تهمة سهلة، وشائعة طالما تم إلقاؤها فى وجه من يحاولون مناقشة هذه الظاهرة بشكل جاد، أو يحاولون البحث عن أسباب حقيقية للكثير من مشاكل العلاقات الاجتماعية بين الرجال والنساء، والتى يعتبر الجنس واحدا من أسبابها الرئيسية.
فعلى سبيل المثال، لا يتم الحديث إلا همسا عن وجود علاقة قوية بين العلاقات الجنسية، وارتفاع نسبة الطلاق. وربما لا يكون السبب فى معظم الأحوال هو فشل أحد الجنسين فى إشباع الطرف الآخر، بل يمكن أن يكون السبب هو الجهل، وانعدام المعرفة بأصول وقواعد الممارسة الجنسية، أو حتى الجهل بان هناك علاجات ممكنة لتلافى مثل هذه المشاكل. وربما لو تمكن الزوجان بصراحة من وضع الأمور فى نصابها الطبيعى لتم وضع حلول ناجحة يمكن أن تؤدى لاستمرار العلاقات الزوجية بشكل أفضل.
أن مفتاح السعادة الزوجية لا يعتمد على طرف واحد فقط من أطراف العلاقة. وإنما يكمن فى توافر علاقة حب مستقره ودائمة فوق فراش الزوجية. وتقول إنه فى بعض الأحيان أن الزوجان اللذان يعانيان من مشاكل جنسية لا يعترفان بهذا، حتى لا يوصف الرجل بأنه فاشل أو عاجز جنسيا أو توصف المرأة بأنها "قليلة الأدب". وفى هذه الحالة يتجاهل الزوجان الأسباب الحقيقية المشكلة، ويبدآن لا إراديا فى اصطياد الأخطاء لبعضهما البعض. فمثلا نجد بعض الأزواج يلقون على زوجاتهم يمين الطلاق بسبب عدم إعداد الطعام للزوج. وفى بعض الأحيان ينفجر الزوج فى وجه زوجته بسبب عدم كيها للملابس أو غيرها من الأسباب الواهية. وفى الحقيقة فإن مشكلتهما هى عدم الصراحة مع النفس واللجوء لطبيب متخصص وعرض المشكلة عليه.
وفى الغرب يوجد ما يسمى بمستشار الزواج الذى يمكن أن يعرض عليه الزوجان مشكلتهما، فيرشدهما المستشار إلى أنسب الحلول. كما أن تسرع كل طرف فى تبرئة نفسه وإلقاء التهم على الطرف الآخر يعتبر من الأسباب التى تؤدى لإفشال الكثير من العلاقات، وهدم الكثير من الأسر التى كان من الممكن تلافيها ببساطة. فمثلا يتسرع الزوج فى اتهام الزوجة بالبرود، ويمكن أن يكون ذلك غير حقيقى. وفى هذه الحالة، تتفاقم المشكلة التى ربما تعود فى جذورها لعدم الممارسة بأسلوب صحيح أو عدم الوعى بأهمية بعض الممارسات المرتبطة بالعلاقة الجنسية سواء قبل الممارسة أو بعدها.
وفى معظم الأحيان ترفض السيدات التحدث مطلقا عن ما يحدث فى غرف النوم إلا فى أضيق الحدود. وفى أحيان أخرى يلجأ الزوج الذى يشعر بأن لديه مشكلة فى قدراته الجنسية إلى أساليب خطيرة وغير علمية للعلاج. فبعض الأزواج يلجأون إلى الأوهام المرتبطة فى أذهانهم بشأن العلاقة بين الخمر أو المنشطات الأخرى أو المخدرات بحجة أنها يمكن أن تزيد من قدراتهم الجنسية أو تمنحهم وقتا أطول فى الممارسة. فى حين تؤكد الدراسات العلمية أن المواد المخدرة مثل الكوكايين والمورفين تؤدى للضعف الجنسى، بل ويمكن أن تسبب العجز الكامل فى كثير من الأحيان.
و إنه من الصعب تحديد سبب واحد مسئول عن البرود الجنسى الذى يمكن أن يعانى منه أحد الزوجين. فهناك أسباب عديدة متداخلة منها الأسباب العضوية والنفسية والتربوية المرتبطة بالثقافة والنشأة، وكلها أسباب تؤدى لحدوث هذا البرود خصوصا مع غياب النزعة الرومانسية والملاطفة قبل حدوث العلاقة بين الزوجين. وهذا واحد من الأسباب الخطيرة التى تؤدى للبرود الجنسى. أما مفتاح العلاج فيكمن فى المصارحة والثقة بين الزوجين لحل أية مشكلات تنشأ فى العلاقة بينهما. أما أبرز الأسباب العضوية المسببة للبرود فهى تتراوح ما بين عدم اكتمال المظاهر الأنثوية، وصغر حجم عضو المرأة، و صغر حجم العضو الذكرى وسرعة القذف بالنسبة للرجل.
ومن الملاحظ فى مجتمعاتنا العربية أن السيدات كثيرات الشكوى من تفضيل الأزواج للسهر مع الأصدقاء حتى ساعات متأخرة من الليل، وهو ما يمكننى تفسيره بأنه محاولة صامته لتجنب الممارسة الجنسية مع الزوجات. كما أن الأوضاع الاقتصادية وتزايد الهموم اليومية والمالية، والأعباء الملقاة على عاتق الرجل العربى تعتبر من الأسباب التى تزيد من ظاهره البرود الجنسى عند الرجال.
أن من بين الأسباب التى تؤدى للبرود الجنسى فى العلاقة بين الرجل وزوجته أن المرأة العاملة تواجه ضغوطا بسبب مسئولياتها المزدوجة فى العمل وفى المنزل، ومسئوليات تربية الأولاد، ومتابعة شئونهم طوال الوقت تؤدى بها إلى أن تقلل من اهتمامها بحياتها الجنسية، وبعلاقتها مع زوجها مما يقود فى النهاية إلى فقدان القدرة والرغبة فى التجاوب مع متطلبات الزوج.
وتشعر بعض الزوجات بالألم أثناء ممارسة العلاقة الزوجية. وهو ما يدفعهن إلى التسرع باتهام الزوج بالمسئولية عن ذلك. وهو ما يؤدى بالزوج إلى حالة من الإحباط، وتدفعه إلى الإحجام عن الممارسة الشرعية. وربما يصاب بحالة من فقدان الثقة بالنفس لشعوره بعجزه عن الممارسة السليمة. وأحيانا يمكن أن يؤدى ذلك بالزوج إلى البحث عن علاقات أخرى خارج إطار مؤسسة الزواج، ويتحول فى النهاية إلى الخيانة الزوجية. بينما يمكن أن تكون المشكلة ليست فى الرجل وإنما تكمن فى وجود اضطرابات فى أداء الوظائف الجنسية للمرأة نفسها. ولو أنها بحثت هى وزوجها عن الحل بشكل صحيح، أو تم اللجوء إلى طبيب متخصص لأمكن تحجيم المشكلة ووضعها فى إطارها الطبيعى.
وفى النهاية يمكن أن نقول أن أهم وصفة للقضاء على المشاكل الجنسية بين الأزواج هى التغلب على الرتابة والملل فى العلاقة الزوجية، مما يؤدى لعلاقة زوجية ناجحة، مستقرة وسعيدة.
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ول
تحياتي