أفـيدوني ... أفـادكم الله
مرض والد زوجتي، وسافر للعلاج في مدينة تبعد ما يقارب الألف كيلو (1000 كلم) عن المدينة التي أعمل بها وكان يجلس هو وزوجته مع ابنه ريثما يكتمل علاجه.. لكن أشتد به المرض حيث أكتشف الطب فيما بعد أنه مصاب بمرض خبيث (السرطان) "عافانا الله وإياكم" وتدهورت حالته الصحية. وطوال فترة مرض عمي التي استمرت قرابة الست أشهر رايته خلالها ثلاث مرات، وكنت أرسل زوجتي أحياناً بالطائرة لرؤية والدها وأحيانا أصطحبها معي بالسيارة (قرابة العشر ساعات) وأتركها تجلس معه فترة ثم تعود معي، وأستمر الحال على هذا المنوال، ناهيك عن الشد النفسي والعصبي ومرض أطفالي أحياناً وهم بعاد عني. وتوفى عمي إلى رحمة مولاه الكريم، وكان قد أوصى أبناءه بأن يتم دفنه في بلده، وتلبية لوصية الوالد فقد اجتهد الابن الأكبر رغم العبء المادي الذي يكلفه نقل الجثمان، ناهيك عن المبالغ التي صرفت في علاج الوالد بالمستشفى الخاص وأصبحت ديناً عليه، والمبالغ التي ساهمنا بها أنا وزوجتي حيث وصل الأمر إلى بيع جزء من الدهب، اما ابنة الأصغر فهو يعمل أيضا لكن عمله غير مستقر ومن النوعية المترددة المتهورة.
تم تجهيز الجثمان وتسفيره إلى بلد الأب يصحبه حماتي وابنه الكبير وزوجتي وأطفالي، ويبقى السؤال :-
* إلى متى سوف يستمر هذا الحال في رأيكم؟؟ وأقصد ما هو القرار الصائب، هل أرسل لزوجتي بالعودة الآن علماً بأنها البنت الوحيدة أما الابن الكبير سوف يجلس بضع أيام مع والدته ويعود إلى أسرته فله أبنا بالمدارس، وتظل الأم وبنتها "زوجتي" وحدهم.
* لا تقترحوا علي بأن يعود الأبن الأصغر للجلوس مع والدته فهو لا يعتمد عليه.
* لا أكذب عليكم.. أشعر بالوحدة والفراغ، أشتاق إلى أبنائي الصغار، أشتاق إلى زوجتي، تنهش جسمي الوساوس من كل صوب، أخاف أن أقدم على خطوة أندم عليها فيما بعد.
أفيدوني أفادكم الله بالقرار الصائب والرأي السديد .. فأنا في حالة تشتت زهني.
ولكم شكري