المناهي في الدعاء - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المواضيع المميزة المواضيع المميزة في المنتدى

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 13-11-2003, 12:40 AM
  #1
متفائل
عضو دائم
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 70
متفائل غير متصل  
المناهي في الدعاء

المناهي في الدعاء

ثبت من هدي النبي صلى الله عليه و سلم مداومته على الذكر، وأنه كان مْوْزَعاً بالسؤال، والدعاء، حتى كان يذكر الله تعالى على كل أَحيانه. وثبت من هدي النبي صلى الله عليه و سلم تعليمه لأُمته الدعاء، وتلقينهم إياه، كما في حديث تعليمه صلى الله عليه و سلم لأصحابه الاستخارة كما يعلمهم القرآن، رواه البخاري، وحديث تعليمه صلى الله عليه و سلم لأصحابه الاستعاذة من أربع كما يعلمهم السورة من القرآن: "اللهم إني أ عوذ بك من عذاب جهنم...." الحديث، رواه مسلم. وبجانب هذا دَلَّت آيات القرآن العظيم، وأحاديث النبي الكريم صلى الله عليه و سلم حماية هذه العبادة العظيمة من الغلط، والاعتداء، فجاء النهي عن هجر الدعاء مطلقاً، وعن جره حال الرخاء، وعن الكسل في المسألة والطلب، وإذا دعا المسلم رَبَّه، فهو منهي عن الاعتداء، فجاء النهي عن الاعتداء في الدعاء مطلقاً، ومنه النهي عن دعاء غير الله، وعن دعاء المرء على نفسه، وعن طلب تعجيل العقوبة في الدنيا، وعن الدعاء على غيره ظلماً، وعن تعليقه، وعن تحجر الدعاء، وعن رفع الصوت به. وجاء النهي عن الغلط في ألفاظ الدعاء خروجاً عن الوارد، والنهي عن التفصيل في الدعاء، وعن الاستعجال به قبل استفتاحه بالحمد والثناء، وعن استبطاء الإجابة واستحسار الداعي، وعن رفعه بصره حال الدعاء في الصلاة، وعن الدعاء بظهور الكفين، وعن الإشارة فيه بأصْبَعَيْن. ومن وظائف المسلمين لحراسة هذا الدِّين: قيام الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم بالنهي عن التجاوز عن التجاوز في الذكر والدعاء، في وقائع يشق حصرها، منها: النهي عن الاجتماع للدعاء، وعن التسبيح بالحصى، وعن القيام للدعاء، إلى غير ذلك، مما يفيد أهمية هذا الكتاب وأنه ليس بِدْعاً في الباب، وأن من النصح للمسلمين، وحراسة هذا الدِّين: القيام بواجب هذه الوظيفة في التنبيه على ما لحق هذه العبادة العظيمة: "الذكر والدعاء" من الغلط، والاعتداء، حتى يقوم المسلمون بهذه العبادة خالصة من شوب الإحداث والبدعة.

والآن إلى سياق قدر مبارك من أدلة التصحيح من الكتاب والسنة وآثار صالحي سلف هذه الأمة:
قديم 13-11-2003, 12:47 AM
  #2
متفائل
عضو دائم
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 70
متفائل غير متصل  
النهي عن هجر الدعاء مطلقاً:

قال الله سبحانه﴿ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ﴾ (غافر/60).

النهي عن هجر الدعاء حال اليسر والرخاء:

قال الله تعالى: ﴿ وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً فلما كشفنا عنه ضُرَّهُ مَرَّ كأن لم يدعنا إلى ضُرِّ مَسَّه ﴾ (يونس/12). ونظائرها في : (الإسراء/67) و(لقمان/32) و(الزمر/8،49) و(فصلت/51).

وهذا خلاف هدي الأنبياء عليهم السلام فهم كما قال تعالى : ﴿ إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين ﴾ (الأنبياء/90). "يدعوننا" أي: يعبدوننا، رغباً في رحمة الله، ورهباً من عذاب الله.

النهي عن العجز والتكاسل عن الدعاء:

مسكين من تكاسل عن الدعاء، فقد سَدَّ على نفسه أبواباً كثيرة من الخير، والعطاء، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخلهم من بخل بالسلام" رواه أبو يلعى والطبراني وابن حبان، من طريق أبي يعلى. ورواه عبدالغني المقدسي في: الدعاء.

وفي لفظ:"إن أبخل الناس من بخل بالسلام، وأعجز الناس من عجز عن الدعاء".

النهي عن الاعتداء في الدعاء:

قال الله تعالى: ﴿ ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين ﴾ (الأعراف/55).فهذا يعم النهي عن كل اعتداء، وتجاوز في الدعاء،
ومن مشموله: الابتداع في الدعاء على أي وجه كان في: زمان أو مكان، أو مقدار، أو أداء.
وعن عبدالله بن مغفل رضي الله عنه أنه سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: أَيْ بُنَيَّ، سَلِ الله الجنة وتَعَوَّذْ به من النار، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: "سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء". رواه أحمد: 4/87، وأبو داود: 1/169، وابن ماجة: 2/1271. وقال ابن كثير في تفسيره: 2/222: إسناد حسن لا بأس به. وروى ابن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه رضي الله عنه قال: سمعني أبي، وأنا أقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها، وبهجتها، وكذا، وكذا، وأعوذ بك من النار، وسلاسلها وأغلالها، وكذا وكذا، فقال : يا بُنيَّ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: "سيكون قوم يعتدون في الدعاء" فإياك أن تكون منهم، إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها من الخير، وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر. رواه أبو داود: 2/161، وأحمد: 1/183.

دعاء غير الله تعالى دعاء عبادة، أو دعاء مسألة:

هذا أبشع أنواع الاعتداء في الدعاء، وهو كفر صريح ناقل عن الملة،موجب للردة، يستتاب فاعله، فإن تاب،وإلا قتل.

والقاعدة: أن صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله، شرك بالله، وكفر به، وفاعله مشرك كافر.

قال الله تعالى : ﴿ إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ﴾ (فاطر/14).وقال تعالى: ﴿ قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحداً ﴾ (الجن/20). وقال سبحانه: ﴿ ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ﴾ (المؤمنون/117). وقال تعالى: ﴿ ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون ﴾ (الأحقاف/5).

وقد أجمع على تحريم ذلك المسلمون، وأنه شرك أكبر.
قديم 13-11-2003, 12:55 AM
  #3
متفائل
عضو دائم
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 70
متفائل غير متصل  

التفصيل في الدعاء: اعتداء:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك" رواه أحمد، وأبو داود. ولحديثي عبدالله بن مغفل، وسعد بن أبي وقاص السابقين.

النهي عن دعاء المرء على نفسه أو على غيره ظلماً وأنه اعتداء:

قال تعالى: ﴿ ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولاً ﴾ (الإسراء/11). أي: ويَدْعُ المرء المتضجر على نفسه وولده، مثل دعائه رَبَّه بالخير لنفسه، وولده، وهذا من عجلة الإنسان أن يسأل الشَّرَّ كما يسأل الخير. وهذا من الاعتداء في الدعاء. وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم على أبي سلمة، وقد شَقَّ بَصًرٌه، فَأَغْمَضهُ ثم قال: "إن الروح إذا قُبِضَ تبعه البصر" فَضَجَّ ناس من أهله، فقال: "لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يُؤَمِّنُوْنَ على ما تقولون" ثم قال: "اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره ونَوِّرْ لَهُ فيه" رواه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم". رواه مسلم، وأبو داود، وزاد: "ولا تدعوا على خدمكم". ودعاء الكفار على المسلمين ظلم واعتداء فلا يُستجاب، ولهذا قال البخاري رحمه الله تعالى في :"صحيحه": "11/199200": "باب قول النبي صلى الله عليه و سلم: يُستجاب لنا في اليهود، ولا يستجاب لهم فينا" وساق حديث عائشة رضي الله عنها.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في شرح الترجمة المذكورة: "أَيْ لأنا ندعو عليهم بالحق، وهم يدعون علينا بالظلم" انتهى.
وقال: ويستفاد منه: أن الداعي إذا كان ظالماً على من دعا عليه، لا يستجاب دعاؤه، ويؤيده قوله تعالى: ﴿ وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ﴾ انتهى.

النهي عن الدعاء بالإثم وقطيعة الرحم:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "لا يزال يستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم مالم يستعجل.." الحديث، رواه مسلم.
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها، مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم، مالم يعجل يقول: قد دعوت ودعوت فلم يُستجب لي". رواه الترمذي، الحاكم، وزاد: "أو يدخر له من الأجر مثلها" وصححه، ووافقه الذهبي.

النهي عن تعليق الدعاء وأنه اعتداء:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن: اللهم إن شئت فأعطني فإنه لا مستكره له" متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له" متفق عليه. وفي لفظ لمسلم: "وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه".

النهي عن استعجال الإجابة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "يستجاب لأحدكم مالم يعجل، يقول: دعوت فلم يُستجب لي" رواه البخاري: 11/140، ومسلم: 4/2095. وفي لفظ لمسلم: "لا يزال يستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم مالم يستعجل" قيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال: "يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أَرَ يستجب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء".
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "ما من مسلم يدعو بدعوة، ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجِّل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" رواه أحمد، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها، مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم، مالم يعجل يقول: قد دعوت ودعوت فلم يستجب لي" رواه الترمذي، والحاكم، وصححه، ووافقه الذهبي.
وانظر رحمك الله إلى ما ثبت في "الصحيحين"من قنوت النبي صلى الله عليه و سلم على رَعْل وذَكْوان، شَهْراً يدعو عليهم،ففيه من الفقه أن لا يستبطئ الداعي الإجابة،وكيف يا عبدالله لا يستبطئ الواحد الواحد منا الاستجابةوقد سَدَّت طُرُقَهَا معاصينا؟فلا حول ولا قوة إلا بالله.

النهي عن الاستحسار:

الاستحسار: ترك الدعاء تَعَباً ومَلَلاً، قال الله تعالى في مدح ملائكته: ﴿ وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يتسكبرون عن عبادته ولا يستحسرون. يسبحون الليل والنهار لا يفترون ﴾ (الأنبياء/1920). لا يستحسرون، أي: لا يتعبون.
وذكر الزبيدي في: "تاج العروس 11/12" : وفي الحديث: "ادعوا الله ولا تستحسروا" أي :لا تملو انتهى. والأحاديث في النهي عن استبطاء الإجابة، دالة على النهي عن الاستحسار، ولهذا جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في رواية له عند مسلم: "قيل: يا رسول الله: ما الاستحسار؟ قال: يقول: قد دعوت فلم يستجب لي: يستحسر عند ذلك ويدع الدعاء" .
قديم 13-11-2003, 01:00 AM
  #4
متفائل
عضو دائم
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 70
متفائل غير متصل  
نهي الغافلة قلوبهم عن الدعاء:

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غَافِلٍ لاهٍ".رواه الترمذي: 5/517، والطبراني في الدعاء: 2/812 وغيرهما وفي سنده مقال، والأكثر على تضعيفه لكن له شاهد من حديث عبدالله ابن عمرو بن العاص في: "مسند الإمام أحمد: 2/177".

النهي عن ترك افتتاح الدعاء بالحمد، والثناء، والصلاة واللام على رسول الله صلى الله عليه و سلم:

افتتح الله كتابه بالحمد والثناء: ﴿الحمد لله رب العالمين ...﴾ السورة.
وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلاً يدعو في صلاته، لم يحمد الله، ولم يصل على النبي صلى الله عليه و سلم فقال صلى الله عليه و سلم: "عَجِل هذا"، ثم دعاه، فقال له، أو لغيره: "إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله، والثناء، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم ثم يدعو بما شاء" رواه أبو داود: 2/162.

وقال الله تعالى: ﴿وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين﴾ (يونس/10).

النهي عن استبدال لفظ وارد بغير الوارد:

عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم: "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت نفس إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت. فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به".
قال: فرددتها على النبي صلى الله عليه و سلم فلما بلغت: "اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت" قلت: ورسولك، قال: "لا: ونبيك الذي أرسلت" متفق عليه.

النهي عن الدعاء بتعجيل العقوبة في الدنيا:

عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم عاد رجلاً من المسلمين قد خَفَتَ فصار مثل الفرخ، فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: "هل كنت تدعو بشيء، أو تسأله إياه؟" قال: نعم، كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبني به في الآخرة فعجله لي في الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "سبحان الله، لا تطيق أو: لا تستطيعه أفلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار؟" قال: فدعا الله له فشفاه. رواه مسلم، والترمذي، والنسائي.

النهي عن تحجر الدعاء:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه و سلم في صلاة، وقمنا معه، فقال أعرابي وهو في الصلاة: اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً، فَلَما سَلَّم النبي صلى الله عليه و سلم قال للأعرابي: "لقد حَجَّرْت واسعاً" يريد رحمة الله رواه البخاري، وغيره.

الدعاء بأمر قد فُرغ منه:

كما في حديث أم حبيبة رضي الله عنها رواه مسلم، وهو مشهور.

السجع المتكلف في الدعاء اعتداء:

السجع هو: موالاة الكلام على روي واحد. وقصد الداعي السجع في الدعاء، وتكلفه، مانع من الخشوع المطلوب في الدعاء، مناف للضراعة والابتهال، لهذا صار النهي عنه. أما السجع الذي لا يقصده الداعي ولا يتكلفه، فهو الذي يصدر من الداعي من غير قصد السجع ولا تكلفه، كما في بعض الأدعية الواردة، ولهذا تكون في غاية الانسجام. قال الله تعالى: ﴿ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين﴾ (الأعراف/55).
قال بعض المفسرين: "معناه التكلف في الأسجاع" انتهى. وهذا من التفسير ببعض المعنى. وعن ابن عباس رضي الله عنهما في وصيته لمولاه عكرمة رحمه الله تعالى: "فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب". رواه البخاري: 11/138 وترجم عليه بقوله: "باب ما يكره من السجع في الدعاء". وَرَوَى ابن وَهْب في كتابه عن التابعي الجليل، وأحد الفقهاء السبعة المشهورين: عروة بن الزبير، أنه كان إذا عُرض عليه دعاء فيه سجع عن النبي صلى الله عليه و سلم وعن أصحابه، قال: "كذبوا، لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا أصحابه سجّاعين". ذكره الطرطوشي في: "الحوادث والبدع/157". وقد كان النهي عن الدعاء المسجوع من بواعث الحافظ أبي القاسم الطبراني المتوفى سنة360 رحمه الله تعالى على تأليفه كتاب: "الدعاء" فإنه قال: "هذا كتاب ألفته جامعاً لأدعية رسول الله صلى الله عليه و سلم، حداني على ذلك أني رأيت كثيراً من الناس قد تمسكوا بأدعيةٍ سَجْعٍ، وأدعيةوضعت على عدد الأيام مما ألَّفها الوراقون لا تُروى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا عن أحد من أصحابه، ولا عن أحد من التابعين بإحسان،مع ما روي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم من الكراهية للسجع في الدعاء والتعدي فيه" انتهى.

قديم 13-11-2003, 01:07 AM
  #5
متفائل
عضو دائم
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 70
متفائل غير متصل  
النهي عن رفع الداعي بصره إلى السماء حال الدعاء في الصلاة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء أو لتخطفن أبصارهم" رواه مسلم: 1/321.

النهي عن رفع الصوت بالدعاء والجهر به:

قال الله تعالى ﴿ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً﴾ (الإسراء/110).بصلاتك: أي بدعائك، قالت عائشة رضي الله عنها "أنزل هذا في الدعاء" متفق عليه.
قال تعالى:﴿ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين﴾ (الأعراف/55). قال بعض المفسِّرين: أي المعتدين برفع أصواتهم في الدعاء.

وقال ابن جريج في تفسيرها: "من الاعتداء: رفع الصوت والنداء والدعاء، والصياح، وكانوا يؤمرون بالتضرع والاستكانة". وقال سبحانه في الذكر: ﴿واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين ﴾ )الأعراف/205).

ومن الآثار:

النهي عن : اللهم ربَّ القرآن:


عن عكرمة قال: "كان ابن عباس في جنازة فلما وُضع الميت في لحده، قام رجل فقال: اللهم رب القرآن أوسع عليه مدخله، اللهم رب القرآن اغفر له. فالتفت إليه ابن عباس، فقال: مَهْ: القرآن كلام الله وليس بمربوب، منه خرج وإليه يعود" رواه البيهقي، والضياء، بسند ضعيف.

النهي عن الدعاء الجماعي:

عن أبي عثمان النهدي قال: "كتب عامل لعمر بن الخطاب إليه: أن هاهنا قوماً يجتمعون فيدعون للمسلمين وللأمير، فكتب إليه عمر: أقبل بهم معك، فأقبل، وقال عمر للبواب: أَعِدَّ سَوْطاً، فلما دخلوا على عمر، علا أميرهم ضرباً بالسوط" رواه ابن وضّاح في : "البدع والنهي عنها" ص/19، وابن أبي شيبة في: "المصنف : 8/558 رقم /6242".

النهي عن الدعاء بعد الاجتماع لقراءة القرآن:

قال الإمام مالك رحمه الله تعالى في قوم يجتمعون لقراءة القرآن: "لا بأس أن يجتمعوا ويكره الدعاء بعد فراغهم". ذكره الطرطوشي في : "الحوادث والبدع/63".

النهي عن القيام للدعاء عند خول المسجد والخروج منه:

أنكره الإمام مالك رحمه الله تعالى كما في: "الحوادث والبدع للطرطوشي/64".


وهذه أمثلة قليلة من الآثار، وإلا فهي كثيرة، وكلما بعد الناس من الصدر الأول، اتسعت دائرة التصحيح، لكثرة الإحداث، واللهم أعلم.
قديم 14-11-2003, 07:55 AM
  #6
keep-In-touch
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية keep-In-touch
تاريخ التسجيل: Aug 2003
المشاركات: 3,684
keep-In-touch غير متصل  


اخي جزالله خير وجعلها في موازين حسانتك..
لقد استفدت كثيرا من موضوعك..
بارك الله فيك..

__________________
والله العـظـيـم اشتـقنـالـكـم
قديم 14-11-2003, 07:22 PM
  #7
LILAC
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Sep 2003
المشاركات: 1,454
LILAC غير متصل  
الأخ متفائل

بارك الله وجزاك خيراً

على كل حرف خطته أناملك

ولا أضاع الله لك تعباً ونتمنى أن يستفيد منه جميع الأعضاء

* يُـثـبـت *

لتعم منه الفائدة

تحياااااااااتي

قديم 15-11-2003, 02:33 PM
  #8
متفائل
عضو دائم
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 70
متفائل غير متصل  
بسم الله الرحمن الرحيم

keep-In-touch

LILAC

شكر الله لكما ،
و بارك فيكما ،

و أسأل الله ان يعلمنا ما ينفعنا

و أن ينفعنا بما علمنا .
قديم 18-11-2003, 11:28 PM
  #9
LILAC
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Sep 2003
المشاركات: 1,454
LILAC غير متصل  
أخي المتفائل

طرح رائع جزاك الله خير ...

ونفع بك ...

* يُحرر من التثبيت *

تحياااااااااااتي
قديم 16-02-2004, 09:22 PM
  #10
الوليد
المدير العام
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 10,815
الوليد غير متصل  
نسخة لعالم المواضيع المميزة ...
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:19 PM.


images