معقول !!! هل يحبنا الله عزوجل لهذا الحد ولم نشعر بعد ؟؟؟
الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده وهو عزوجل عليم بهم وبطباعهم ( الأ يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )
لقد علم سبحانه أن الناس بشر مهما بلغوا من التقوى والصلاح والورع فلا بد أن يقترفوا بعض ما حرم عزوجل 0 ولهذا فتح لعباده باب التوبه ودعاهم اليه ( وتوبوا الى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون )
وزيادة للترغيب في هذا الباب ذكر الله جل وعلا أن فرحته بتوبة عبده أكبر من فرحة العبد نفسه وهذا ماثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب اليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه ، وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضجع في ظلها - قد أيس من راحلته - فبينا هو كذلك اذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك - أخطأ من شدة الفرح - )
( فانظروا معي ياأخوتي وتفكروا في مدى رأفة ورحمة الله عزوجل بنا ؛ نمد له يد الاساءه بعصيانه فيمد لنا يد الاحسان بغفرانه وفوق ذلك يغدق علينا من حبه وحنانه فرحا بتوبتنا )
وما أجمل تلك الحكايه التي ساقها ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين حيث قال : وهذا موضع الحكايه المشهوره عن بعض العارفين أنه حصل له شرود واباق من سيده 0 فرأى في بعض السكك بابا قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي ، وامه خلفه تطرده حتى خرج ، فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف مفكرا ، فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه ، ولا من يأويه غير والدته ، فرجع مكسور القلب حزينا 0 فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام ، فخرجت أمه ، فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه ، والتزمته تقبله وتبكي وتقول : ياولدي ، أين تذهب عني ؟ ومن يأويك سواي ؟ ألم أقل لك : لا تخالفني ، ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك ، وارادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت 0 فتأمل قول الأم : لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ماجبلت عليه من الرحمه والشفقة 0 وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم : ( الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها ) وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شئ ؟ فاذا أغضبه العبد بمعصيته فقد استدعى منه صرف تلك الرحمة عنه ؛ فاذا تاب اليه فقد استدعى منه ماهو أهله وأولى به 0 فهذه نبذه يسيرة تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده ؛ فرح أعظم من فرح هذا الواجد لراحلته في الأرض المهلكه بعد اليأس منها ؛ ووراء هذا ما تجفو عنه العبارة وتدق عن ادراكه الأذهان ) 0000