الحب بين الأزواج.. هل يبعث على الإدمان ؟
(30/1/2004)
توصل علماء أمريكيون إلى أن الحب يؤدي إلى الإدمان مما يفسر بقاء الأزواج معا لمدة طويلة قد تستمر إلى نهاية العمر. وقاموا بإجراء أبحاثهم على فئران الحقل لأنها تتزاوج مع نفس الشريك طوال مدة حياتها. وتوصلوا كذلك إلى أن الجسم يفرز مادة تشعر بالراحة والاسترخاء وأن هذه المادة تؤدي إلى الإدمان بحيث تبقي الأزواج مرتبطين ببعضهم.
فقد وجد العلماء أن هناك غدتين في مقدمة الرأس لهما دور أساسي في الشعور بالارتباط وهما نفس الغدد التي تدفع الإنسان إلى الإدمان على المخدرات والجنس و الطعام. فالعلماء يفيدون أن الوقوع في الحب يزيد من إفراز هذه الغدة. وهذه الاكتشافات من شأنها أن تزيد معرفة العلماء عن أمراض أخرى يعاني منها البشر مثل الوحدة و الاضطرابات النفيسة الأخرى. وكدليل اكبر أن المشاعر مصدرها الدماغ هو دراسة جديدة تشير إلى أن هرمون الاستروجين يدفع النساء إلى أن يصبحوا اكثر عرضة للتأثر بالإرهاق والاكتئاب، مما يفسر أن حالات إصابة النساء بأمراض نفسية اكثر نتيجة عن الإرهاق. وفي المقابل وفي دراسة طريفة حول الحب، قدرت دراسة سابقة أن العمر الافتراضي للحب هو ثلاث سنوات حيث يقول الباحث الأمريكي "وليام روبسون" بأنه عندما يصل الحب إلى نهاية عمره الافتراضي وهو ثلاث سنوات يصبح نور الحب خافتا، وقد يتطلب ذلك ما يقرب من العام حتى يدرك طرفا علاقة الحب هذه الحقيقة المرة التي تغلفها الحياة المشتركة.
وللأسف قد يتحول ذلك الحب الكبير إلى كراهية ونفور وإهمال وعدم اهتمام، وقد يحدث في أحيان كثيرة أن يحاول أحد الطرفين الخلاص من شريك حياته. يؤكد "روبسون" ، بأن كيمياء المخ المسيطرة على عملية الحب تظل تولد شحنات حب وطاقة عواطف لمدة 3 سنوات ثم تتوقف تلك الشحنات وكأنها بطارية فرغت ولا يمكن إطلاقا إعادة شحنها. وكان الاعتقاد السابق هو أن العمر الافتراضي للحب يبلغ سبع سنوات.. لكن خبراء الزواج والعلماء أكدوا هذه الحقيقة بأن الحب يعيش ثلاث سنوات بالإضافة إلى سنة تأرجح ثم ما يحدث بعد ذلك ينتمي إلى علاقات الدفء والإخلاص وليس للحب.. وهذا ينتشر في المجتمعات التي تعتبر توقف الحب بين الشريكين "فضيحة" ومن المطلوب عند ذلك الاستمرار في إظهار الحب وتمثيل دور المحبين من أجل حفظ ماء الوجه ووضع العلاقة المشتركة في إطار اجتماعي مناسب، وهذا ليس من مظاهر الحب الحقيقي بل هو عملية تجميل اجتماعي ليس إلا.
وهذه الحقيقة العلمية تجد ما يساندها على أرضية الواقع.. حيث أن قصص الحب الشهيرة الواقعية أو الخيالية عمرها قصير ولا تتعدى المدى الزمني من 3 إلى 5 سنوات على الأكثر.. تبدأ مثيرة.. نارية.. وتعيش فترة معقولة بعواطف ملتهبة ثم تنتهي بفعل فاعل يخرج من داخل المحبين وبعد رفع الراية البيضاء التي تشير إلى الاستسلام لأمر الحب.. ترتفع الراية الحمراء التي تنذر بالشرر أو الراية السوداء التي تشير إلى الغرق والضحية بالطبع أحد الطرفين.. ولهذا يجب توقع ذبول شجرة الحب بعد سنوات لا تزيد على 5 أعوام ولا بد من وضع بعض الخطط التي قد تعيد للحب بعض حرارته أو تحافظ على ما بقي منه.. مع عدم التعجل وطلب الانفصال.. فهناك أبناء.. وعشرة وأصول اجتماعية وغير ذلك من مظاهر الحياة التي تحمي الزواج كنظام لا بد وأن يستمر حتى مع انتهاء العمر الافتراضي للحب..!
ارجو ان تستفيدو من هذا المقال المنقول للفائده