حروفي التي ستطبعها أناملي على هذه الصفحة ما هي الا ترجمة لوجع دفين يصيح بصمت كلما تجددت مواقف الإساءة للوالدين أمام عيني. ماذا أقول غير ليتني أفدى ترابكما أمي وأبي دعاءا خالصا لربي أن يطيل بعمركم ويشفيكم من كل مرض ويريحكم من كل هم. يؤلمني جدا جدا كيفية تعامل أبناء جيلنا الحالي مع والديهما ، في خضم زحمة المواضيع في هذا المنتدى تعالوا لنقف وقفة إجلال واحترام لوالدينا .. أمي : حبيبتي تحملتي مشقة حملي في بطنك تسعة أشهر وعانيتي من احتمال إجهاضي بسبب ضعفك… أخذت ألوانا من الأدوية حينذاك لتمنحيني الحياة بعد أمر ربي .. وأتيت للدنيا باكية لتحتضنيني وتطمئنيني بأنك قربي .. عانيتي من آلام العملية القيصرية ورغم ذلك اهتممتي بجميع التفاصيل الخاصة بي دونما توكلي أحدا غيرك للاهتمام بي .. كنت طفلة مريضة فذرفت الدموع جداولا على سجادة صلاتك ليشفيني ربي أنتي ايتها الرائعة ,,إنني اذرف الدموع وأنا اسطر كلماتي لك .. انقطعت عن العالم لتحضنني في البيت بسبب مناعتي الضعيفة الى ان اشتد عودي …كافحتي وجاهدتي لترينني البس مريول المدرسة متوجهة الى مدرستي بفرحة وخوف لأنني سأكون وحدي في يومي الأول من دونك أمي. توالت الأيام .. وكبرت .. كبرت على حساب صحتك ونضارتك لأغدو شابة ذات صحة ونضارة .. كبرت لأقبل يدك صباحا ومساءا داعية المولى أن يحفظك. ها أنا الآن زوجة وأحمل جنينا في جوفي وأشعر بمشاعر أمي حين كنت جنينا في جوفها .. أمي حبيبتي كلما رأتني دعت لي بأن يسهل الله ولادتي.. وجاءني المخاض.. رافقتني أمي للمستشفى واستغرقت 23 ساعة لأضع حملي .. كانت تنتظر طيلة هذا الوقت بين دموع ودعاء خبر سلامتي ولم تبارح المستشفى.. أتت ونظراتها تسبق خطواتها لتطمئن أن صغيرتها بخير ..كم كان حضنك دافئا أمي .. بحثت بعينيها الحانيتين عن حفيدها .. وجدته يا الله ليتني استطيع أن أعبر عن وجهها كيف كان وقتها … سأظل دائما أحتاج لأمي .. رجعت لوظيفتي … وطفلي بين أحن يدين في هذه الدنيا .. انه عند أمي وكم تحبك أمي . رجاء خاص : الى كل من يقرأ حروفي …اذا أغضبت أمك في يوم من الأيام أو لم تغضبها استسمح منها قبل يديها ورأسها واطلب منها ان تدعي لك … لا تجعل مشاغل الدنيا تأخذك منها وتجعلك مقصرا في حقها … فكما رعتك صغيرا .. تحتاج الرعاية منك كبيرا …. ليست المادة كل شيء في الدنيا … سؤالك عنها ..زيارتك لها …تعني الكثير الكثير … والله لو عرفنا قيمة أمهاتنا لأصبحت الدنيا بخير …هنيئا لمن كان والديه راضيين عنه. أبي : يا أبي ….أقف أمامك عاجزة عن قول أي كلمة … لست من الرجال الذين قدمت لهم الدنيا الراحة على طبق من ذهب … لا أذكر بأني كنت يوما من الأيام أقل من أقراني في أي شيئ … ليتني أستطيع أن أعطيك صحتي …حبيبي أبي أتعبتك الدنيا …وها أنت كما عهدتك منذ طفولتي شامخا كشجرة ضربت جذورها في عمق الأرض ووصلتها بقمتها أطراف السماء… تغمرنا بعطفك وحنانك في كل وفت وفي كل حين لتأخذ بيدنا وتدفعنا نحو أفضل المستويات التعليمية والعملية … أصبحت في ذمة رجل يا أبي … يقدرني جدا لأنك أبي… ودعني أبوح بسر لك يا أبي .. ما زال الحنين يشدني لأرجع ابنة الثمانية أعوام.. اخترت الثمانية لأني أذكر هذا العمر جيدا .. بضفيرتي الطويلتين … أجلس على رجلك تارة وأتعلق بظهرك تارة أخرى هاربة من موعد النوم …. يعز علي بأن أرى العمر يتقدم بك حبيبي … أدعو المولى عز وجل أن يطيل بعمرك ويهبك الصحة والعافية … و ان تبقى شامخا ما حييت . رجاء خاص : لا تبخسوا بحق آبائكم .. واذا أثقلت الدنيا بهمومها عليه كونوا له عونا وظهرا .. ليحس بأن جهوده قد أثمرت بكم. أمي ….. أبي …..لي معكم عودة. أحبكم. (((( |
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|