العصفورة الحكيمة
يحكي أن عصفورة كانت تعيش أعلى شجرة كبيرة هي وأطفالها الصغار، وفي يوم عادت فرأت أطفالها الصغار منزعجين؛ لأنهم سمعوا الفلاح صاحب الأرض والشجرة يتفق مع أبنائه على قطع الشجرة، ويطلب منهم الذهاب إلى جارهم للقدوم لمساعدتهم في قطع الشجرة، فتهزّ العصفورة رأسها مطمئنة أطفالها وتستمر حياتها عادية والأطفال لا يفهمون شيئًا، وتمر الأيام والشجرة لا تُقطع والحوار يدور بين الفلاح وأبنائه، وهو يرسلهم إلى الجيران واحدًا بعد الآخر طلبًا لمساعدتهم والعصفورة مطمئنة ولا تتخذ أي إجراء، حتى جاء اليوم الذي قال فيه الفلاح لأولاده: غدًا سنحضر نحن بأنفسنا لنقطع الشجرة ولا نطلب المساعدة من أحد. عندها انزعجت العصفورة الأم، وطلبت من صغارها الاستعداد للرحيل، وهنا سألها أطفالها: لماذا هذه المرة إنه نفس الحديث لم يتغير ولم يحدث شيء في المرات السابقة؟! فأخبرتهم العصفورة الحكيمة أنه في هذه المرة اختلف الأمر؛ لأن الفلاح اعتمد على نفسه فأدركت أنه أصبح جادًّا وسيقوم بقطع الشجرة فعلاً، ولكنه عندما كان يعتمد على الآخرين أدركت أنه لن يفعل شيئًا…
أظن أنكم فهمتم القصة؟!
الشاهد أن هذه القصة تتعلق بمسألة مصيرية وهي الاختيار للزواج فالأمر يحتاج إلى جدية وعزم وتصميم لن يتوافر إلا للخاطب و المخطوبة ، فإذا علمتم ذلك فإن المبادرة يجب أن تمتلكوها أنتم ولا تنتظروا أحدًا أن يقوم بما يجب أن تقوموا به بأنفسكم.
إن الزواج طائر ذو جناحين… جناح العاطفة وجناح العقل، وجناح العاطفة أدناه القبول وعدم الشعور بالنفور، وأعلاه الإحساس بالميل… أما جناح العقل فإنه يشمل التكافؤ الاجتماعي والاقتصادي والعلمي والنفسي والعلمي والجيني، بل وحتى الشكلي بمعنى الشكل الذي تفضله من حيث اللون والطول والنحافة وغيرها…
كما يجب وضع معايير و أولويات للاختيار،و يجب العلم بأنه لا يمكن الحصول على كل ما نريده من الصفات؛ ولذلك علينا أن نحدد ما هو الذي يأخذ في الترتيب رقم واحد ثم اثنين وهكذا، حتى نصل إلى آخر القائمة، وما هو الشيء الذي يمكن أن نقبل فيه التنازل قليلاً، وما هي درجة التنازل؟! وهكذا ثم ننظر نظرة شاملة إلى الاختيار، ولا تنسوا الاستشارة و صلاة الاستخارة والدعاء، ولا تنسوني من الدعاء أخوكم الفقير لله المحتاج للدعاء الأبيض الناصع