بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمه الله وبركاته

عبّر عن إعجابك



كانت امرأة جميلة بمكة، وكان لها زوج، فنظرت يوماً إلى وجهها في المرآة فقالت لزوجها: أترى أحداً يرى هذا الوجه لايفتن به؟ قال: نعم، قالت: من؟ قال: عبيد بن عمير. قالت: فأذن لي فيه فلأفتننه، قال: أذنت لك.

فأتته كالسائلة فخلا معها في ناحية من المسجد الحرام، قال: فأسفرت عن مثل فلقة القمر، فقال لها : يا أمة الله! قالت: إني قد فتنت بك فانظر في أمري.

قال : إني سائلِك عن شيء فإن أنت صدقتني نظرت في أمرك.

قالت : لا تسألني عن شيء إلا صدقتك.

قال : أخبريني لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟ قالت اللهم لا. قال : صدقت.

قال : لو جيء بالموازين وجيء بك لا تدرين تخفين أم تثقلين أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟

قالت : اللهم لا، قال : صدقت .

قال : فلو وقفت بين يدي الله للمساءلة أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟ قالت : اللهم لا، قال : صدقت.

قال : اتق الله يا أمة الله، فقد أنعم الله عليك وأحسن إليك.

قال : فرجعت إلى زوجها فقال : ماصنعت؟ قالت : أنت بطال ونحن بطالون! فأقبلت على الصوم والعبادة .

فختم كلامه بامتداحها « فقد أنعم الله عليك، وأحسن إليك» من رجل غريب، أتت لتتحداه، فغير أحوالها، فكيف إذا صدرت من زوج حبيب قريب إلى القلب.

عبّر لها عن إنجذابك لجاذبيتها، فإنها ستحقق أموراً عظيمة لم تكن بالحسبان وهنئ نفسك على الزواج من امرأة تجمع هذه الصفات الجميلة، ستجد تطوراً ملموساً في العلاقة بينكما وفيما امتدحت به.

أقبل عبد مملوك على عبدالله بن جعفر بن أبي طالب فمدحه وأثنى عليه، فأمر له عبدالله بن جعفر بمال كثير وكسوة ورواحل.

فقدّم أيها الزوج بعض الكلمات الدافئة التي تشعرها بحبّك سيكون تأثيرها كالسحر في تجاوبها دون حساب ولاتردد، وستبذل كل ما في وسعها من أجلك.

عندما آذت قريش الصحابة في مكة هاجروا إلى الحبشة، فأرسلت قريش إلى النجاشي ملك الحبشة رجلين صديقين له، معهما الهدايا فكلماه ليردهما فطلب النجاشي حضور الصحابة، فتكلم جعفر بن أبي طالب وبين له دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وتعذيب قريش لهم، ثم قال في خاتمة حديثه ممتدحاً له : فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك.

فرد عليهم النجاشي فقال : انطلقوا راشدين، ثم قال لقريش، لا والله لا أردهم عليكم، فنخر الرهبان البطاركة ولم يرضوا بذلك فقال لهم : وإن نخرتم.

فالثناء الصادق والتقدير يجعل الطرف الآخر يتحمل كل المصاعب والآلام من أجلك «اخترناك ورغبنا فيك».

إن المدح والثناء الصادق يجعل الزوجة تتمسك بالصفات التي استحقت بها الثناء وان رافق ذلك بعض الملاحظات البسيطة، فإنها ستحرص على تلافيها.

عندما تخلف كعب بن مالك عن الخروج إلى غزوة تبوك، ورجع النبي صلى الله عليه وسلم جاء المنافقون إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخذوا يعتذرون بأعذار واهية، ثم جاءه كعب بن مالك فقال : والله يا رسول الله، ماكان لي من عذر، ووالله لقد كنت في أقوى وأيسر حال، فقال صلى الله عليه وسلم : « أما هذا فقد صدق، فقم حتى يحكم الله فيك». فأثرت هذه الكلمة تأثيراً بالغاً في كعب «أما هذا فقد صدق» إذ جعلته يتحمل هجر النبي صلى الله عليه وسلم وكان الصحابة أحب الناس إليه، بل وحتى زوجته عندما طلب منها النبي صلى الله عليه وسلم أن تفارقه من غير طلاق حتى يحكم الله فيه، بل وصلت إليه رسالة من ملك غسان يدعوه إليه حتى يجعله في موضع له شأن فحرّق الرسالة إلى أن نزلت توبته من السماء، فقال بعدها كعب للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله إن الله إنما نجاني بالصدق، وإن من توبتي إلا أتحدث إلا صدقاً ما بقيت.

فلم لا يمدح الزوج دائماً طريقة تدبيرها وطهيها ثم يكتفي بالملاحظة أن الطعام اليوم هو دون مستوى الكمال الذي اعتدت عليه منك بدلاً من أن يقارنها بطهي والدته أو اخته أو زوجة أخيه.

إن الثناء الصادق يجعل الشخص الآخر يشعر بأهميته.

أرسل ملك اليمن إلى مكة عشرة من الإبل، وأمر أن لا ينحرها إلا أعز قريش، فبقيت هذه الإبل عند الكعبة، دون أن يجرؤ على التقدم إليها أحد. فخرج أبو سفيان من بيته ومضى إلى الإبل فنحرها معلناً على الملأ أنه أعز شباب قريش، فتقدم إليه أبو طالب وهو ابن عمه فقال لأبي سفيان: أأنت أعز قريش؟ فرد أبو سفيان : من كنت أنت ابن عمه فإنه عزيز بعزك وبانتسابه لك فتبسم أبو طالب وجاء عتبة بن ربيعة والد هند زوجة أبي سفيان فقال له : أأنت أعز قريش؟ فرد أبو سفيان : من كان صهرك فكأنه يعتز بعزك، فهو عزيز بك، فتبسم عتبة ورجع راضياً.

فإبداؤك الإعجاب بالزوج وبأخلاقه وإنجازاته وصفاته، والتحدث له عن نفسه تجعله يقضي ساعات معك. حتى ولو كان في صدره وقلبه ضيق وضجر فإنه سيذهب ما في قلبه وينقلب إلى رضاً.

منقول

قد جفَّ حبر قلمي حين مر على تلك السطور ..

فماذا عساه أن يكتب في مدحكَ أخي الكريم

جزاك الله خير الجزاء على هذه الاختيارات الرائعة التي عودتنا عليها ...



أما أسلوب المديح والثناء الصادق .. البعيد كل البعد عن شيء من المداهنة أو المجاملة ( إن كان لا بأس به ) فهو أسلوب

جذابُ خلاب رائع ... حقيقيٌّ واقعيّ .. يلامسُ شعاف القلوب ... أيا كان ذلك المدح الصادق موجهاً ..

من الزوج إلى زوجته أو من الزوجة إلى زوجها ...


فالله نسأل أن يجعلنا من أولئك القوم ... فما أحلاها من حياة


تقبل فائق تقديري وعاطر امتناني ؛؛؛

لا اله الا الله محمد رسول الله