قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: ((تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس)) نَوَّه الرسول الكريم في هذا الحديث الشريف على اختيار الزوجة، فربما تكون هذه الزوجة حاملة صفات وراثية لا تتفق مع الزوج، حيث يجنى من ورائها هذه التشوهات الخلقية للذرية أو أمراض موروثة، وهذا ما أثبته العلم الحديث، فقد أنفقت بعض الدول من إجراء التحليل قبل عقد القران خشية وتحسباً، فهل المقصود في مقالنا هذا أن المرة هي سبب التلوث هنا ؟.. حاشى أن تكون المرأة هي المقصود لأن ما نَوَّه عنه في الحديث أمور ظاهرية كالحول وخلافه فهي أمور موروثة في النطف الجنسية أنثوية كانت أو ذكرية ينجم عنها تزايداً مطردا، في أعداد المواليد المتوحشة وذوي العاهات، يبدأ هذا التلوث في النطفة، ذلك المخزن الوراثي الضخم الذي يتضمن أسراره ما يتوه فيه العقول، الذي يتعرض لعمليات من التباديل والتوافيق قد تربوا على البلايين، وأي خطأ حتى لو كان وحيداً لابد أن يترك بصفته الخاطئة مع المخلوق الذي سيفد فيما بعد إلى الحياة.
فهل تعلم أن آلية الوراثة برأي العلماء أكثر تحسساً بملوثات وسموم البيئة لأدركنا كم من الأخطار تنتظر الذراري لقد أثبتت التجارب أن بعض ملوثات البيئة بوسعها الولوج في النطف الجنسية والت يتسبب في إتلاف الجينات أو إحداث خلل في وظائفها الحيوية ينجم عنها طفرات جينية تؤدي إلى اختلال تكوين أنسجة الجسم وأعضائه، مما يصيب الفرد بالعديد من الأمراض الوراثية والتشوهات فالتعرض للانفجارات النووية والإشعاعات والغبار الذري والمواد المشعة سبباً في حدوث تلف في المادة الوراثية، وما حدث في مدينة هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين يقدم الدليل الدامغ، حيث لم تظهر أي علامات ظاهرية حينما تعرضوا للأشعة، ولكن بعض عدة سنوات حينما أنجب هؤلاء بدأت المواليد الشاذة المشوهة تفد إلى الحياة، فأثر هذه الأشعة ظل باقياً في الغدد الجنسية.
غير التلوث الإشعاعي فقد عرف أيضاً أن البعض المواد الكيميائية أثراً سيئاً على النطف الجنسية فقد رصد الباحثون ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة التشوهات الخلقية تبين وجود تشوهات وتغيرات غير طبيعية في الحيوانات المنوية أثرها الناجم من مادة كلوريد الفينيل، ومازلنا نستخدم أكياس البلاستيك في كل مخابزنا بدل أكياس الورق مع أن البلدية منذ سنوات منعت تداول أكياس البلاستيك لما لهذه المادة من أضرار على صحة الإنسان.
وفي دراسات أخرى تعرف على تركيز الرصاص في دماء رجال المرور بدرجة مقلقة فوجدت علامة مباشرة بين زيادة نسبة الرصاص وبين زيادة نسبة التغيرات الكروموسومية لديهم مما يؤدي إلى أمور سيئة تظهر في بعض التشوهات الخلقية في نسل هؤلاء الرجال لما يحدث في المادة الوراثية لحيواناتهم المنوية، وقد نَوَّه في مقال سباق بعنوان: الرصاص ورجل المرور بمحاولة وضع الكمامات الورقية لرجل المرور الميداني.

كشف الباحثون أيضاً أن بعض الأدوية البيطرية التي تختلف بقاياها في اللحوم والمنتجات الحيوانية يمكن أن تؤثر على نطف الرجال الجنسية وبالفعل منعت بعض الدول الأدوية من التداول واستعمال مثل افيوراز ليدن الذي كان يستعمل كمضاد للبكتيريا، حيث اتضح تأثيره على خصوبة الرجال ويحدث تغيرات في التركيب النسيجي للخصيتين وحدوث تشوهات في الحيوانات المنوية، وهناك الكثير والعديد من الأبحاث والدراسات لا تعفي بعض الملوثات البيئية وسمومها من مسؤولية تلويث النطف الجنسية وحجم المساهمة في إصابة الأجنة بصنوف العاهات الخلقية والتشوهات هذا ما يفعله التلوث بنطفنا، وهناك الأجنة في الأرحام وتزايد ولادة الأطفال ذوي العاهات والمشوهين، فماذا نحن فاعلون للمحافظة على حيواناتنا المنوية من التلوث ؟.. لا نقول إلا أن نأخذ الحيطة والحذر قدر الإمكان مما نأكل ونشرب والتعامل مع تكنولوجيا العصر بكل مفيد وتجنب ما هو ضار، فكل شيء مقدرو عليه ولكل داء دواء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب د0فهد تركستاني
جريدة المدينة، العـدد (13436)، 3 ذو القعدة 1420هـ، الموافق 8 فبراير 2000م.

اخوي نرجو التكرم منك مشكورا كتابة موضوع في عالم الرسائل الخاصة للاهمية ....

تقبل تحياتي

__________________

عزيز المراقب العام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا لم افهم ما تصبوا اليه (كتابة موضوع في عالم الرسائل الخاصة للاهمية ) ارجوا من كريم فضل ايضاح هذه العباره شاكرا ومقدر كريم استحسانكم وتقبلوا تحياتي