(يارب مايطلع مكرر ولا راح أبطل من جد إحباااط)
السلام عليكم
لقد كانت العيون من اهم ما استوقف المرأة لمعرفة مواطن تأثير الجمال فيها،فأخذت تجتهد في التوصل الي البحث عن وسائل تجميلها وتزيينها لإبراز سحرها وجمالها.
ومن وسائل الزينة المهمة التي كانت شائعة قديما عند جميع النساء بصرف النظر عن القطر او الحقبة الزمنية التي مازالت علي اهميتها الي الوقت الحاضر هي.... التكحل بمادة الاثمد الشديدة السواد، وكانت العيون الكحيلة عند العرب في العصر الجاهلي من اجمل العيون وقد شبهت بعيون المهاة وتغني بها الشعراء في كثير من اشعارهم، فهذا علقمة الفحل يقول
في ذلك: بعيني مهاة يحدر الدمع منهما
بريمين شتي من دموع وأثمد،
كما أقر الاسلام التكحل ايضا من خلال احاديث النبي علية الصلاة والسلام التي حفز فيها النساء علي التزين بمادة الكحل فقد قال (ص): (عليكم بالأثمد فانه يجلو البصر)، ولم يقتصر اهتمام المرأة العربية في تجميل وتزيين عينيها بل اولت الحاجبين نفس القدر من الاهتمام تقريبا، فقد اتبعت طريقة تدقيق الحاجبين واطالتهما بالاثمد والظاهر ان هذه الطريقة من الزينة التي تعرف بالتزجيج كانت مفضلة في المجتمع العربي وقد وردت في ابيات من الشعر منها:
اذا ما الغانيات برزن يوما
وزججن الحواجب والعيون،
ولا يزال التزجيج مستعملا عند النساء في الوقت الحاضر وفي معظم اقطار العالم، والحاجبان بصورة عامة علي نوعين، المقرونة وهما اللذان يلتقي طرفاهما، اما النوع الثاني فهي البلجاء، وتعني ان يكونا مقطوعين ويكون ما بينهما نقيا من الشعر وقد مالت العرب قديما الي هذا اللون من الحواجب .ولا يفوتنا ان نذكر ان بعض المصادر تذكر علي لسان ام سنان الاسلمية التي حضرت زواج الرسول صلي الله عليه وسلم من صفية: (اننا مشطناها وعطرناها ونمصناها وعندما اعرس رسول الله غدونا عليها فسألناها عما رأت فذكرت انه سر بها ولم ينم تلك الليله ولم يزل يتحدث اليها)، وفي العصور اللاحقة استخدمت المرأة الاصباغ في تزيين حاجبيها وأصبحت المرأة العباسية تتخذ من الاصباغ وسيلة لرسم حاجبيها كما يحلو لها .
وعرفت المرأة العربية زينة اخري هي الخضاب (التلوين) بالحناء، وذلك بنقش وصبغ الايدي والارجل بها وكذلك استخدمت الحناء بصبغ الشعر كما كانت تستعمل في صبغ الشعر مادة اخري تمزج مع الحناء تعرف بـ(الكتم)، وهي خلطة قيل عنها انها تجعل الشعر اشد سواداً ونعومة، ونالت الحناء الاعجاب خاصة ما كان في اطراف الاصابع، ويبدو ان الميل الي التزين بالحناء كان عاماً ومن الطريف والمؤسف في نفس الوقت ما ذكره ابن الجوزي في هذا الصدد انه شب حريق هائل في دار المملكة في بغداد في ليلة من ليالي سنة 515 هجرية عندما اسندت احدي الجواري شمعة الي خيش بينما كانت تختضب بالحناء فعلقت به النار فما تجاسرت علي النطق فاحترقت الدار ويضيف ابن الجوزي بان السلطان كان نائما علي السطح فنزل وهرب الي سفينة ووقف وسط دجلة.
وعرفت النساء العربيات اصباغا اخري منها ما كان يستخدم في تلوين البشرة، كالابيض والابيض المائل الي الصفرة وكذلك عرفن احمر الخدود، ومن اشهر تلك الاصباغ كان (الاسفيذاج) ... وبالرغم من اننا لم نتوصل الي المعني الدقيق للكلمة في المعجمات اللغوية الا ان الذي يسعفنا هو ان اللفظه لاتزال تطلق في بعض المناطق العراقية ومنها بغداد الي يومنا هذا علي مادة كلسية بيضاء، تحرق ثم تسحق ويطلي بها الوجه بعد ان يبل بالماء ليكسبه لونا ابيض، ويبدو ان المرأة العربية وخصوصا العباسية كانت قد استعملت مواد اخري لتجميل خدودها وذلك باستخدام اصباغ الخدود التي كانت تحصل عليها من لحاء شجر الجوز وقشر ثمارها، اضافة الي ما ذكرته المصادر التأريخية من استخدام خليط كن يتضمخن به ليكسب وجوههن حمرة واشراقا، وأضافت تلك المصادر ان هذا الخليط لاتستعمله الا ذوات العز والثراء وكانت العرب تسمي اولئك النساء بالعواتك.
همسة وردة