بسم الله الرحمن الرحيم
)وإن خفتم أّلا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم أّلا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم( الآية 3 سورة النساء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، قرائي الكرام أحييكم لأناقش معكم تشريع اسلامي وقانون سنه الله للذكور من خلقه من بني البشر المؤمنين لكن العجيب الإناث من خلقه المؤمنات من البشر لا يوافقن على تنفيذ هذا الحق والقانون الذي منحه الله سبحانه للذكور المؤمنين من عباده، والسؤال لماذا تعترض الإناث اذا أقدم أحد الذكور لممارسة حقه في هذا التشريع فتقوم قائمة الأنثى وأعني بها الزوجة على ذلك الذكر وأعني به الزوج؟ لنبدأ بمناقشة الموضوع من البداية وأطلب من كل من يقرأ هذا الموضوع أن يدلي بدلوه سواء كان رجل أم امرأة حتى نرى سبب تفاوت وجهات النظر،
من المعروف لدينا نحن المسلمون أن القرآن الكريم وهو كتاب العزيز الحكيم هو دستور البشر السماوي في هذه الحياة، فهو ينظم حياتنا الإجتماعية والعملية فكل التشريعات والأوامر والنواهي الواردة فيه لم تأتي جزافا لكن صدرت من عليم خبير بحياتنا، فالله سبحانه هو الذي خلق الرجل وهو الذي يعلم حاجات ورغبات هذا الرجل بما يتوافق وطبيعته كذلك هو الذي خلق المرأة ويعرف بحاجات ورغبات هذه المرأة بما يتوافق وطبيعتها، فمن القوانين والرخص الواردة في القرآن الكريم السماح للرجل أن يتزوج أكثر من زوجة واحدة واشترط أن يتوفر في ذلك التعدد هو العدل بين الزوجات لمن يرغب بالتعدد، اذا نخلص بأن التعدد هو الأصل في الإسلام، لكن الغريب حين يعزم الرجل لتطبيق هذا الأصل وهذا التشريع ووالأخذ في هذه الرخصة التي منحها اياه رب العالمين تقوم قائمة هذه الزوجة اعتراضا على ذلك التنفيذ لهذه الرخصة، فاعتراض الزوجة في هذه الحالة يتسبب لها في ارتكاب معصيتين،
1. أنها خرجت عن أدب طاعة الزوج، فهي حين تعترض مثل هذا القرار الذي هو اتخذه فهي لا تعلم بطبيعة تكوينه كرجل ومدى احتياجه للزوجة الثانية، فعلى سبيل المثال: فحين تشاهد طفلا يلعق التراب أثناء اللعب به ويستطعمه، فقد أثبت علميا أن ذلك الطفل لديه نقص في الكلس أو بعض العناصر التي يحتاجها جسمه فيتجه بفطرته لمثل هذا الفعل، والمراد من هذا المثال أن الرجل حين يقدم على الإرتباط بزوجة ثانية فالزوجة الأولى لا تعلم مدى حاجة زوجها الجسمانية والنفسية لمثل هذا الأمر، فنجد بعض الأزواج الذين يقدمون على مثل هذا الفعل يحبون زوجاتهم ولا يوجد أي خلاف بينهم وبين زوجاتهم لكن الزوجات تتفاجأ بزواج زوجها عليها للمرة الثانية فتعترض على هذا القرار لكنها لو أنها سمحت وصبرت لصار هذا الأمر في صالحها أكثر من أي وقت آخر، ربما تتساءلين أختي الزوجة الكريمة وكيف يكون هذا في صالحي؟ والإجابة الله سبحانه وتعالى جعل هذا الرجل خليفة في الأرض فجعله قيم على المرأة ومسئول عنها فكلما اتسعت دائرة المسئولية لهذا الرجل نجده بحكم تكوينه أكثرا أداء لطبيعته وأكثر تحملا لمسئولياته، فدائما تجدين الرجل الذي يدير شركة أو مؤسسة كبيرة هو ناجح في حياته العملية أكثر من الرجل الذي يدير شركة أو مؤسسة صغيرة كأن يدير ادارة بها موظف واحد لأن امكانيات هذا المسئول الثاني أقل بكثير من المسئول الأول ونتاج الدائرة الكبيرة أكثر من نتاج الدائرة الصغيرة، ونجد أن الدائرة والمؤسسة الكبيرة في اتساع دائم وعمل متزايد لكن الدائرة الصغيرة احتمالات فشلها واردة اكثر من الدائرة الكبيرة، ضربت لك هذا المثال لأبين طبيعة الرجل اتجاه مسؤولياته وأين يكون نجاحه أكثر، فنخلص هنا أن الرجل او الزوج حين تتسع دائرة مسؤولياته ويكون له اكثر من زوجه فعوامل نجاح حياته الإجتماعية أكثر لو أنه اقتصرت مسؤوليته على زوجة واحدة فقط، ولهذا السبب حين اشترط القرآن في حالة التعدد بالعدل بين الزوجات لكي تكون كفاءة ادارة فروع تلك الشركة التي اتسعت في مسار واحد فلا يجوز أن يتفوق فرع شركة على آخر من حيث الإنتاج والكفاءة لأنهم كلهم يمثلون شركة واحدة، فإن حدث تميز بين أي فرع من الفروع وفرع آخر فسيحدث خلل لهذه الشركة والمسؤول الأول عن هذا الخلل هو مديرها العام الذي أساء تنظيم ادارة شركته، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة. ومن جانب آخر فالمرأة أو الزوجة التي هي تمثل أحد فروع تلك الشركة الكبيرة فهي بطبيعتها سوف تعمل جاهدة في أن يكون صيت الفرع التي هي فيه أكثر من صيت الفروع الأخرى حتى يكافئها مديرها عن عملها وتحصل منه على ترقية في عملها مما يجعلها دائما في منافسة مع زميلاتها في الفروع الأخرى للشركة، لكن لو كانت هذه المرأة تعمل في مؤسسة أو دائرة صغيرة لا تملك فيها سوى مكتب صغير ومجموعة أوراق متناثرة قليلة على مكتبها فلن تتفتق ملكاتها في الإبتكار والمنافسة لأن عملها محدود وواجباتها معروفة فينظر لها مديرها مجرد موظفة لا أكثر لكنه لن يكتشف امكانياتها وملكاتها وابداعها الا اذا كانت تلك المراة في موقع المنافسة مع أخريات هن يساوينها في الوظيفة والمدير لكل هذه الفروع واحد فهنا تتجه تلك المرأة بطبيعتها لتتميز عن بنات جنسها بقدراتها وملكاتها. أما المعصية الثانية التي تقع بها الزوجة فهي اعتراضها الغير مبرر على رخصة وردت في كتاب يجب أن لا نعترض على أي شيء يرد به لأن صاحب هذا الكتاب هو أدرى بما سن وشرع، والغريب بالأمر نسمع من البعض من يقيد هذه الرخصة في أمور دون أخرى فيجيزها لمن زوجته مريضة او بها عقم إلى آخره، وكأنهم يشاركون الله سبحانه في تشريعه فيضعون لقانونه لائحة تفسيرية لتبرير تنفيذ هذا القانون، والحق أنه يجب أن يذعن كل مؤمن ومؤمنة لكل حرف بهذا الكتاب سواء كان أمرا أو نهيا دون أن نناقش ونبرر كما يحلو لنا ولأهوائنا، فمنذ الخليقة التعدد موجود والكثيرون من الرجال يتزوجون أكثر من زوجة فما زالت الدنيا بخير وها هي الحياة لم تتأثر في زواجهم ولم تحدث كارثة أو مصيبة بسبب هذا التعدد، لكن كل ما في الأمر من اعتراض الزوجة من تنفيذ هذا التشريع هو الغيرة على هذا الزوج والحجر عليه وأن يكون ملكا لها هي فقط ولا يتدخل في شأنه أحد وإن كان ذلك التدخل من خالق هذا الزوج، أليست هذه بمعصية؟ وكلمتي للزوجة الكريمة فحين تعترضين قرار زوجك في عدم اقدامه على زواجه الثاني أو تعملين على افساده فهل فكرت بالإجابة حين يسألك رب العالمين يوم القيامة لماذا اعترضت على أن يتزوج زوجك بزوجة ثانية ألم أضع أنا هذا التشريع وهذا القانون؟ فماذا يكون جوابك لله سبحانه، هل ستجيبين أنا أغار عليه ولا أريد امرأة تشاركني فيه، فإن كان الله سبحانه قد قسم له في حياة الدنيا لزوجك بزوجة ثانية فكيف تعترضين على ما قسم، فحالك كحال من ينتحر فهو كأنه يشاطر الله سبحانه في ملكه، فالله سبحانه أحياة والمنتحر هو الذي قرر متى يموت، فإجابتك أيتها الزوجة لربك يوم القيامة لن تشفع لك في أن تخلصك من عذاب رب العالمين لأنه لا يسمح لمن يعترض أو يشاركه في تشريعاته فهي لله جميعا،
أختي الزوجة الفاضلة ربما كنت قاسيا معك في حديثي لكني وددت أن أبين وجهة نظري في هذا الموضوع فإن كانت لديك وجهة نظر أخرى اطرحيها للنقاش، ولك مني خالص تحياتي.