رد : محتارة في الانفصال عن زوجي
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اختي حيره
أرغب أن أكتب لكِ مافي خاطري لعل الله ينفعكِ به ..
و هو رأيي الخاص الذي يعبر عن شخصيتي فقط ..
بمعنى أنني لا أفرضه عليكِ .. فقط خذي ما يناسبكِ و دعي ما لا يناسبكِ :
1- أنتِ و زوجكِ تفكران بنفس الطريقة
كل منكما يحب الآخر و يعرف أن الآخر يحبه
2- كل منكما يتبنى فلسفة أن الحب تضحية
لذلك فكل منكما يختبر الآخر و يريده أن يثبت حبه
و يتنازل بلا شروط .. و يُضحي .
3- و لعل زوجكِ هو الطرف الأضعف بينكما لذلك
لا يريد أن يظهر ضعفه و حاجته إليك
فترينه أكثر تشرطاً و أقل رغبة في التنازل لكِ .
4- الحيرة التي تعانين منها أعتقد أن زوجكِ أيضاً يعانيها و ربما أكثر منكِ .
فهو حينما يفكر بطلاقكِ يتألم لأنكما تحبان بعضكما و حينما
يفكر بالتنازل و إعادتكِ للبيت يخشى من تغير مشاعرك نحوه بسبب مرضه .
5- هو الآن ينتظر قراركِ النهائي .. لأنكِ إذا اخترتي الطلاق
فسيكون ألم الطلاق أخف عليه و سيكون ضميره نحوك أكثر ارتياحاً .
و إن اخترتي استمرار الزواج فيجب أن تعودي بنفسك و تتنازلي
لتصله الرسالة منك أنكِ تحبينه فعلاً و انه رقم واحد في حياتك دون منازع .
6- و الحقيقة التي أراها واضحة أمامي أن للحب فلسفة أخرى و هي : الانانية
أنا أحب لأني أنانية أنا أنانية لأنني لا أستطيع أن أحرم نفسي ممن أحب ..
و لأجل انانيتي في الحب و لرغبتي في القرب من حبيبي أضحي له و أتنازل .
7 - رزقكما الله الحب و التوافق النفسي - ماشاء الله - و هو من أروع النعم الربانية .
و حرمكما الله تعالى الطفل .. نعم يا أختي زوجكِ لم يحرمكِ الإنجاب بل الله تعالى
حرمكما إياه - لحكمة يعلمها - و نجهلها نحن البشر القاصرون .
8 -هذا الحرمان الذي كتبه الله عليكما هو من اقوى الأمور التي ربطتكما
و اظهرت معدن و مشاعر كل منكما للاخر و هو ما يجعلكما اكثر تمسكاً ببعضكما .
9- في رؤيتي أن تحرمي نفسك من انسان تحبينه و رزق رزقكِ الله به
لأجل رزق بالولد و هو رزق في علم الغيب .. قد يأتي بالزواج من غيره أو لا يأتي
و زوج آخر قد ياتي أو لا يأتي به الله اصلاً .. خسارة كبيرة .
10 -الطلاق من أشد الأحوال ألماً على المرأة لأن في الزواج ذكريات جميلة
فما بالكِ بامرأة مثلكِ تحب زوجها كل هذا الحب ماذا سيفعل بها الطلاق
و أكثر من ذلك : كم سنة ستحتاجين من عمركِ لتنسيه و تتهيئ
نفسياً و عاطفياً لزوج آخر .. و على قدر قوة الحب نحتاج وقتاً أطول للنسيان .
11 - إذا قررتي العودة إلى زوجك فنصيحتي ان تنسي أمر الإنجاب بمعنى لا تركزي عليه
ليس لأنه مستحيل _ فالله على كل شيء قدير _ يقول للشيء كن فيكون ..
و لكن حتى لا يكون هذا الأمر ضاغط نفسي لكِ و لزوجكِ .
12- أجعلي بينكما أهداف مشتركة و انشغلا بها معاً
مثل أن تنشئي مشروع تجاري أو غيره .. و ابتعدي تماماً عن أي مشروع
يتعلق بالأطفال .. حتى إن قررتي كفالة يتيم فاجعلي ذلك سراً عن زوجكِ .
13- لا تنسي الدعاء و الإنطراح بين يدي الله ليشفي زوجكِ و كل مسلم
و أن يرزق كل محروم و محرومة بالذرية الصالحة لكن كما أخبرتكِ
بدون أن يحس زوجك .. الله الذي حرمكِ قادر أن يعطيكِ متى شاء
و مهما دعوتِ الله فلا تستعجلي الإجابة أبداً .. فالحياة اختبار
و الله تعالى يختبرنا : إلى متى سنظل نحسن الظن به و نرجو رزقه
إلى النهاية أم أن صبرنا سينفد بسرعة .
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يذهب حيرتكِ و يشفي زوجكِ و يرزقكِ الذرية الصالحة
و كل مسلم و مسلمة .
__________________
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .. و احفظوا عني :
إن لم تكن إنسان إرادة تلتزم بفعل ما تريد فكن إنسان شغف و أحب ما تريد الالتزام به و ستنجح بإذن الله .
التعديل الأخير تم بواسطة هند (أمة الله) ; 07-04-2014 الساعة 12:47 AM