اسمح لي أن أقول لك أنك تخلط الأمور ببعضها، الحب طبع بشري لايعارض محبة الله، ولو وصل الحب لغاية كبيرة مالم يؤدي إلى محرماً.
ولو أنزلنا فهمكَ هذا بأن الحب يعني طغيان ذلك على الإنسان لتكون المحبة للمحبوب أكبر من حب الإنسان لله، لأنزلنا ذلك على كل المشاعر الإنسانية، فيكون حب المرأة لطفلها وتعلق قلبها به هو تعلق بغير الله وبالتالي فإن الله قد يعاقبها لأن قلبها تعلق بغير الله!، وقل ذلك على من تعلق قلبه بحب السفر أوالصيد أوالمال أو غير ذلك من الهوايات المباحة وقضى وقته وفكره فيها لاعتبرنا ذلك من غلبة العقل والقلب على صاحبه مما يعني بالنهاية على حد قولك أن الإنسان يعذب بمحبوبه لأنه أخلص الحب لغير الله على حد زعمك، وهذا فيه خلط كبير. إن المباحات ياعزيزي لا تعارض حب الله ولا تعارض غيره مهما أوغل المرء فيها مالم يؤدي ذلك إلى ضرر أو محرم، فلقد وسع الدين للناس حياتهم وسهلها فلا نحاصر الدين في زاوية ونجعل فهمنا له عوقاً على الناس من المباحات وأن يعيشوا بفطرتهم وطبيعتهم الإنسانية. ثم إن أغلب البشر بل كثير من المسلمين من لاتجده يصلي أو يعبد الله أو يكون محسناً لله، وهؤلاء مخطؤون، فلماذا نخطئ ونحشر معهم من تمتع بالمباحات وأحبها حباً جماً، ونجعل ذلكَ تعلقاً بغير الله، ياعزيزي أرجو ألا يكون حديثكَ وكأنه بيدك الأمر لتحكم على هذا بعدم التعلق بالله أو بالتعلق بالله، أما ابن القيم وسواه فكلهم علماء لهم قدرهم ولهم شأنهم، ولكنهم يضلون بشراً يؤخذ من كلامهم ويرد، ولو رجعنا لبعض العلماء المتقدمين لرأينا منهم كلاماً لطيفاً عن الحب، ولم يلجأوا إلى اعتباره شركاً بالله أو غير ذلك من التفسيرات التي تحول إلى التعقيد في الدين وتصويره ضد الطبيعة الإنسانية، ولو آمنا بما يقولون وماتفهمه أنت لقلنا أن الرسول يقصد بالمتحابان شيء آخر غير تلك المشاعر المعروفة في الحب، لا أدري لماذا يتعامل الرسول مع الظواهر الطبيعية والعاطفية والإنسانية ببساطة الإنسان وسماحة الإسلام بينما الآخرون يعقدون ذلك بفهمهم، ولن يشاد أحد الدين إلا غلبه. أختم بكلام مقتطف من كتاب طوق الحمامة للإمام أبو محمد علي ابن حزم رحمه الله "الحب - أعزك الله - أوله هزل وآخره جد. دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة. وليس بمنكر في الديانة ولا بمحظور في الشريعة، إذ القلوب بيد الله عز وجل وقد أحب من الخلفاء المهدبين والأئمة الراشدين كثير، منهم بأندلسنا عبد الرحمن بن معاوية الدعجاء، والحكم بن هشام، وعبد الرحمن بن الحكم وشغفه بطروب أم عبد الله ابنة أشهر من الشمس، ومحمد بن عبد الرحمن وأمره مع غَزلان أم بنيه عثمان والقاسم واُلمطرف معلوم، والحاكم المستنصر وافتتانه بصبح أم هاشم المؤيد بالله رضي الله عنه وعن جميعهم وامتناعه عن التعرض للولد من غيرها. ومثل هذا كثير، ولولا أن حقوقهم على المسلمين واجبة - وإنما يجب أن نذكر من أخبارهم ما فيه الحزم وإحياء الدين وإنما هو شيء كانوا ينفردون به في قصورهم مع عيالهم فلا ينبغي الإخبار به عنهم - لأوردت من أخبارهم في هذا الشأن غير قليل." |
مرحباً أيها الأستاذيين الرجل الأنيق ومعدن الرجولة ..
أحترم وجهة نظركما وأعتذر من الأستاذ حمد لكن أحببتُ أكتب هل تعتقد كان حب خديجة رضي الله عنها يُنسيها حبّ الله ! حتى الحب والتعلق كان لله فرق شتان مابينهما .. وماقاله ابن القيم وووو كله مستمد من كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم .. |
والأغرب كيف يستطيع الانسان التحكم بمشاعر الحب ويخفضها من الدرجة القصوى إلى درجة الإعتدال!
|
لاأحد سيستطيع أن يجيب عليك السؤال أيها الأستاذ الفاضل إلا لمن تعلق قلبه بالله حق التعلق فقط .. |
مواقع النشر |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|