العفو أختي الكريمة، ومشاركتي في أمرك هو أمر أعتبره واجب علي فأنتي بمثابة أختي ومن لم يقف مع أهله فليس به خير، ويزداد حرصي على ذلك لأن بعض الناس وأنتي منهم قد يشعر بشعور معين وهو خفيف ولا يدركه وقد يهول منه ويحتاج فقط إلى من يبين له الوضع فهو كالغمامة المعتمة التي تحوم فوق رأسه ويحتاج فقط إلى هواء خفيف ليزيلها عنه، لأن أؤمن أن كثير من مشاكلنا أو همومنا التي قد نشعر أنها كبيرة أن نضخمها بسبب سوء تقديرنا لحجمها قد لا نشعر أنها سهلة جداً أو أننا نستطيع التعامل معها بسهولة، وبما أننا لا نرى فإن الأخرين خصوصاً العقلاء أو من لديهم رأي راجح يستطيعون رؤيتها بسهولة وتشخصيها وبالتالي إزالتها وتوجيهنا الوجهة الأنسب، وحين قلتي أنكِ أحياناً تشعرين أنكِ أماً سيئة أزداد حرصي فأنا أرى فيكِ أماً متميزة، فمن المحزن أن يشعر المتميز أنه سيء، فكان اهتمامي وحماسي من هذا المنطلق لأعطيكِ الصورة الحقيقة عنكِ، ولو كنتي غير متميزة أو كنتي سيئة أو فاشلة، لتعاملت معكِ بلغة أخرى وتوجيه مختلف، لكن بما أنكِ رائعة فكان يجب أن أنبهكِ على ذلك.
بالنسبة لتصرفات أطفالك، في بداية دخولك لهذا الموضوع كنت أعتقد أن هناك مشكلات عميقة تواجك مع أطفالكِ، ولذلك قلت لكِ ماهي، فكانت الأجابة أنهم يتأخرون في تبديل ملابسهم، وهذه ليست مشكلة أبداً، ومع قليل من الحزم والتوجيه المستمر سيستجبون، ولكن لا تتذمري كثيراً حتى ولو لم يستجيبوا مع الوقت، فالأطفال أناس حركيون بشكل رهيب وقد ينسون مثل هذه التوجيهات الدقيقة لأنهم حين يدخلون البيت يريدون مايحبونه سواء من ألعاب أو غير ذلك. أبنتنك تناقش لأنها ذكية ولها شخصية، ولو لم تناقشك وكانت مجرد أبنة طيوووبة مرة وبس تسمع وتطيع فعلكِ أن تقلقي لأن ذلك يعني أن لا شخصية ولا قرار لها، أنا أحب أن يكون لدي طفل مشاغب على أن يكون طفل هادئاً، ولا أقصد مشاغب أي مؤذي أو كما يقال نجس لكن طفل يفكر يناقش يرفض، نعم هذا الطفل متعب ولكنه مطمئن على المدى الطويل، أما كلماتها التي تكسر قلبكِ لأنها تعرف أنها بتلك الكلمات تؤثر عليكِ وتستجلب ندمكِ، وتدرك أنكِ تتألمين، ولذلك هي تضغط عليكِ بوعي أو دون وعي منها فهي تلعب على هذا الوتر حين تشعر أنها ليست المتسيدة في ذلك الموقف، هذا ما أتوقعه، فيما يتعلق بالكبر، جميل ورائع جداً أن تجلسي معها وتحدثيها عن الكبر وسوءه وأنه لما يكون الواحد متفوق أو متميز يحمد الله بقلبه وغير كذا من التوجيهات التي تجعلها تبتعد عن ذلك، لأنه على مايبدو أن أبنتك ذكية وتفهم جيداً، وقد يؤثر عليها مثل ذلك النصح اللطيف والمقنع. لعلي أفهم شخصيتكِ جيداً فأنتي لا يقر لكِ قرار تريدين أن تنجزي بسرعة وتحققي كل شي بأكبر قدر ممكن من الوقت، إنه كالهم الذي تريدين التخلص منه، ولذلك ليس لديكِ وقت لتبرير كل صغيرة وكبيرة، وأحياناً ترفضين أمر معين لأنكِ تشعرين أن قولكِ نعم سيعيقكِ عن تنفيذ الخطوة التالية، وبالتالي كلمة لا أخصر الطرق، وأقول نعم هذه طبيعتكِ ويصعب تغييرها، ولكن هناك نقطة مهمة وهي ليس بالضرورة أن نبرر كل صغيرة لأطفالنا، فبعض الأحيان لا نحتاج لتبرير لأن عقولهم لا تدرك أو غير ذلك من الأسباب، أو أن عدم التبرير لن يؤثر في سلوكهم ويكون شيء غير منطقي لهم، ولكن أقترح عليكِ في حال كنتي مستعجلة وليس لديكِ وقت للتبرير أن تبرري لهم وبسرعة وتستمري في عملكِ، وصدقيني مثل شخصيتكِ حينما تقولين لا فإنه غالباً هناك مبرر صغر أو كبر هذا المبرر، لكنكِ لا تعرفين كيف توصليه، مثلاً الطفل قال أعطيني قطعة حلوى من الثلاجة في وقتٍ كنتي أنتي منهمكة في الطبخ بشكل كبير ومركز، تلقائياً قلتي لا، قال لماذا؟، هنا وأنتي منهمكة بالطبخ أو التقطيع ليس لديكِ وقت لتشرحي السبب، والسبب الحقيقي أنكِ مشغولة في الطبخ، وتستطعين أثناء تقطيعكِ وبسرعة أن تقولي حين أفرغ من الطبخ سأعطيك الحلوى أنا الآن مشغولة، أو تقولي أن كثر أكل الحلوى مضر لصحتك، وبهذه الطريقة تكوني أقنعتي الطفل وبررتي له السبب، وهكذا أثناء التنظيف أو العمل أو الكتابة أو القراءة أو غير ذلك من الحالات. أما المسؤولية فأبنائكِ مسؤولين، وكونهم ينسون أحياناً فهذا شيء طبيعي في كثير من الأطفال، وماعليكِ سوى مشاهدة أطفال العوائل الأخرى لتعرفي حقيقة روعة أبنائكِ وروعة أمهم وأثر التربية عليهم، وما شهادة الناس عن أبنائكِ إلا دليل على ذلكَ، ولكنكِ بحكم التماس الدائم معهم لا ترين ذلك الجمال وهذا التميز. لن أقول لكِ أستمري على هذا النمط من التعامل مع أطفالكِ، لأني أعلم أنكِ ستستمرين بحكم شخصيتك وطبيعتك، ولا تقلقي أبداً أنكِ توجهي ضغوطات لأبنائكِ، هم مرتاحون ولديهم أوقات كثيرة للتنفيس في المدرسة وفي حلقة القرآن الكريم وفي ألعابهم. تأكدت 100% أن فهمي لشخصيتكِ مطابق لما أعتقده حين قلتي أنكِ تأخذي وبشكل مبالغ إذا كنتي سببتي أي مضايقة أو أزعاج لمن هو خلفكِ يقود سيارته، وهذا دليل على أن معدنكِ أصيل، فأنتي فقط لا يهمكِ مصلحة نفسكِ إنما تحرصي على راحة الأخرين، ومع أن ذلك سلوك نبيل ورائع جداً إلا أن صاحبه أحياناً يكون مبالغاً فيه، لذلك يلوم نفسه لو شعر أنه مقصر أو لم يؤدي الأمر على الوجه الأكمل، ومن هنا يأتي لوم النفس وعدم فهمها والأحساس بأنها سيئة أو مقصرة بالرغم من أنه في الحقيقة ليس فيكِ أي تقصير ولم تعملي الخطأ، ولكن عقلكِ دائماً قلق بشأن الأمور المتصلة بك وبما هو حولكِ، وبما أنه دائماً كذلك فإنه لابد من الأخطاء أو سوء التقدير أو الشعور بالتقصير وبالتالي تلجأي إلى عتاب النفس بشكل كبير، وهذا ينعكس سلباً حيث ترين أنك مقصرة وغير ذلك من الأحاسيس السلبية، وهي في الواقع غير حقيقية، لذلك حين تأتيكِ مثل هذه المشاعر حاولي أن تطرديها فهي غير حقيقية أبداً، ومع الوقت ومع طردكِ إياها حين تأتي إليكِ فستختفي بأذن الله تدريجياً. مشكلتنا وبالذات الناس الطموحين لا ننظر إلى جمالياتنا ونظن أن الناس هم أكثر تميز وأبداع وتوفق وتربية وغيرها، في المقابل هؤلاء الناس الذين نراهم بتلك النظرة هم في الحقيقة لا يرون انفسهم كذلك بل يرون أنفسهم فاشلون، وهذا أمر يكاد يكون عاماً في الحياة وفي طبيعة البشر، فالناس ينسون مزاياهم التي أعطاه الله لهم وينظرون إلى غيرهم أنهم مميزون، بالرغم أنهم ليسوا كذلك، ولذلك حاولي دائماً يا أختي الفاضلة ان تنظري إلى كثير ممن هم دونكِ، وتأكدي أن قريب من 90% من سكان العالم لايمكلون وليس لديهم مالديكِ من نعم وراحة، تذكري كيف أنتي متزوجة ولديكِ أبناء وسكن وأكل وعلم وثقافة وقدرات، ولديكِ زوج حالته المادية جيدة، بينما غيركِ الكثير والكثير من البشر لا يملكون ذلك ويعانون أشد المعاناة، وهذا التفكير والأحساس سيساعدكِ على عدم لوم نفسكِ وعلى شيئاً من القناعة، وقبل هذا الأستمتاع والأستلذاذ بما لديكِ من نعم أنعمها الله عليكِ بالنسبة للعيش في بريطانيا، تعمدت لأترك هذه النقطة في أخر الرد، أختي الكريمة أتفهم مدى خوفكِ وحرصكِ على أبنائكِ كي لا يتأثروا بالثقافة الغربية، وأرى شيء من المبالغة في هذا الحرص، ومع ذلك اتفهمه لأنكِ مطلعة على بعض الأمور في ذلك البلد، وأيضاً هذا نتاج شخصيتكِ التي تتخوف من كل صغيرة وكبيرة، زوجكِ معه الجنسية البريطانية كلكم تحملونها، أيضاً هو لديه أعمال تجارية في ذلك البلد، وهذا يعني أن الرجل قد أسس الكثير من حياته ومستقبله ومشروعه التجاري في بريطانيا، بمعنى أن الأنتقال من ذلك البلد قد يكلف نوعاً ما خصوصاً أن البلاد العربية ليس فيها مايشجع للتجارة، ماعدا بلدان الخليج، ويبدو أنكم لستو خليجين لأنه من الصعوبة لغير الخليجي أن يؤسس عملاً تجارياً خاصاً به في تلك البلدان، في المقابل في الوقت الذي يحاول ويسعى أن يشد كثير من العرب رحالهم إلى بريطانيا والأستقرار بها للأمن الأقتصادي والبحث عن لقمة العيش تحاولين ان تعودي إلى البلاد العربية، هذه نظرة أقتصادية ومستقبلية. النظرة الأخرى هي النظرة التربوية، ابنائكِ الآن يدرسون في مدارس غربية وسيدرسون إن لم يكونوا كذلك، هذا أمر، الأمر الأخر هو أنهم يدرسون في حلقات تحفيظ القرآن وقريبين من المسجد، الأمر الثالث هو أن هؤلاء الأطفال يعشون في ظل عائلة متدينة، تحفيظ القرآن مع القرب من المسجد مع العائلة المحافظة والحريصة على نشأة أبنائها تنشة دينية، كل هذه العوامل تؤهل على أن ينشأ الطفل نشأة محافظة حيث يتعلم الكثير والكثير من أمور دينه ومايجب عليه وما لا يجب وعن الحلال والحرام، أيضاً هو يختلط مع أبناء مسلمين، ماعدا في المدرسة يحتك مع البريطانيين، ولكن لا أعتقد بأن الثقافة البريطانية على علاتها ستجرفهم إذا كانت العوامل الأخرى موجودة ومستمرة معهم، نعم قد يتأثرون بالبريطانيين في أشياء يسيرة ولكن لا أرى أن ذلك سيشكل ثقافتهم ودينهم وعقليتهم وفهمهم للحياة، فأعرف كثير من الأخوة من مختلف الجنسيات هنا في أمريكا بالرغم من أن أبنائهم يدرسون في مدارس أمريكية إلا أن أخلاقهم وتدينهم لم يتأثر، وهنا لا أتحدث عن العوائل الغير محافظة أو الغير حريصة على تربية أبنائها، إنما أتكلم عن العوائل المحافظة التي هي مثلكم، وبالتالي لا خوف على ابنائهم، الأمر الأهم هو أننا في عصر العولمة والفضائيات والأنترنت، فابنائك سيكون لهم أحتكاك أكثر وأكبر في الثقافة الأسلامية والعربية من الأجيال الماضية التي عاشت بالغرب لأنهم دائماً متصلين بتلك الثقافة عن طريق الفضائيات والأنترنت والتقنيات المختلفة وسهولة التنقل والزيارات للدول العربية، ولذلك لا أرى خوف كبير على مستقبل العوائل والشباب والأطفال المسلمين في الدول الغربية إذا كان والديهم وأهلهم محافظين وحريصين على تدين أبنائهم، وفي المستقبل القريب سيكون التواصل بين الشعوب والعالم أيسر، ولذلك الطفل في الدول العربية لا يختلف عن الطفل العربي في الدول الغربية لأن كلا الطفلين يتعرضون لنفس الاحتكاكات والاجواء إلى حد مشابه، وهنا تنتفي أهمية العيش في الغرب أو في الدول العربية، ولو كان الأمر قبل ثلاثين سنة لكان الحديث مختلف لكن الآن أرى أنه ليس هناك قلق كبير في هذا الموضوع. وفقكِ الله أختي الفاضلة، وحقق لكِ مرادكِ، وأتمنى أن أكون قد ساهمت في شيء من خلق الأرتياح لكِ وأن أكون وفقت في طرح رؤيتي، وإن كان لديكِ فكرة معينة تحتاجين مناقشتها والحوار حولها فلتأخذي راحتكِ في طرحها. |
اخي الفاضل Neat man
اولا اشكرك جزيل الشكر علئ وقتك واهتمامك وجزاك ربي عني خير الجزاء فعلا كماقلت ابنتي ذكية جداً وكل من يراها يقول انها كبيرة واكبر من عمرها لسعة مداركهاً فهي ماشالله تقرأ كثيررا وتسال كثيرا وتنصت وتفهم ربما كما حللت الموضوع انا فعلا احيانا اشعر بانني لا اعرف كيف اوصل المعنى بشكل يتناسب مع اعمارهم فتراني اتحدث معهم كشخص كبير وان لم يستجيبوا انهي الموضوع بكلمة لا وانتهى بعد قراءة كلامك البارحة حاولت قدر الامكان ان اشرح لهم كل شي وان اخذ الامور ببساطة مر اليوم بسلام ولكني في نهايةًاليوم اصبت بكآبة لاتوصف !! ربما لاني كبت كثيرا ... ربما مع التعويد ومحاولة ان اجعل لي متنفساً لكل هذه الانفعالات يتحسن الوضع لدي سؤال اتمنى ان تجيبني عليه ابني ذو ال6 سنوات عصبي بشكل واتوقع انني السبب في ذلك .. مالحل معه ؟؟؟ بالنسبة لتصورك لحياتنا هنا كمً كنت اتمنى لو كان تصورك لحياتنا هو الحقيقي ولكن الحقيقة انه لايوجد مسجد في منطقتنا واولادي لا يذهبون لحلقة القرآن للاسف فقط المدارس الانجليزية وفقط يوم السبت يذهبون لخمس ساعات مدرسة عربية وانا اقوم بتعليم القرآن في المنزل واللغة العربيةًوالانكليزيةً لذلك اشعر بالمسؤولية والضغط الدائم ... جزاك الله خير مرة اخرى لاني فعلاً استفدت من كلامك واعاود قرائته عدة مرات اشكرك اخي |
التربية بلا حدود كان عنوآن الدورة اللي انطرحت في المتلقى العائلي طبعاً كان بحضور المستشاريين التربويين على مستوى العالم العربي كان فوق ما تتخيل رائع بخصوص الموضوع اللي انطرح حالياً حسب ما استفدت من الدورة التربية تنقسم الثلاث أقسام رئيسية 1- البيت 2- الإعلام 3- المجتمع الخارجي { المقصود المجتمع المدرسي } اذا فرضاً تحكمنا بالأول والثاني كيف راح نتحكم بالثالث ؟!!! واذا تحكمنا بالثالث بنسبة معينة كيف نوازن بينهم كلهم ؟! عقدت الأمور زيادة يمكن البعض يقول الدورات لها تأثير لحظي او وقتي وبعدين خلااااااص الشخص يرجع لـ طبعه انا اقول لا اذا انتي حابة تربين جيل واعي ومثقف وصالح ,,, راح تحاولين تطبيق كل شي تعلمتيه بحذافيره طبعاً نسيت اكتب أهم شي العناصر الرئيسية في التربية { الأم } و { الأب } دور الأب شبه غائب فـ مسكينة الأم هي الأساس في تربيتهم وهي الملامة اذا حصل تقصير او سلوك اذا بدر منهم سلوك خاطئ عموماً أنا مع الدورات التثقيفية والتربوية لأن أثرها كبيييييييييييييييييييييير |
الأب الغائب هو في الحقيقه شخص غير واثق بنفسه ، متردد ، ينقصه النضج والتوازن
تجرد من لباسه ووضائفه التقليديه دون ان يجد له ملبساً بديلا متعصب لدوره وموقفه مثل الأب المتسلط فالفارق ان الاخير يعيش داخل الدور ويؤديه باهتمام وحرص دون ان يهرب بينما الغائب فرض القوانين واستغال وتجرد من دوره ولباسه التربوي ولايلبث ان يجد نفسه عاريا ومهملا وغير مقدر المجتمعات التي يسود فيها هذا الصنف تعرف زياده مرعبه في بناء دور المسنين لان ابناء الاب الغائب استغالوا هم كذلك من اداء دور رعاية الاب المسن واداء واجباتهم اتجاهه |
مواقع النشر |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|