
الزنجبيل..صيدليه من الطبيعه..والبعض يستخدمه كبديل للفياجرا!!
بدأت المنظمات العالمية في اعتماد الأعشاب كعلاج بديل للطب الكيميائي، على الرغم من الثورة العلمية الهائلة وتشعب الاكتشافات الحديثة، واستخدام الهندسة الوراثية والجينات في علاج بعض الأمراض. وقد تحملت البشرية ضريبة باهظة إثر استعمال الكيماويات في العلاج وفي مقاومة الحشرات والآفات التي تصيب المحاصيل الغذائية، لانها بقدر ما تعالج فانها تسبب أضرارا أخرى غير منظورة، لذلك اتجهت الابحاث العلمية الحديثة الى صيدلية الاعشاب الطبيعية التي اكتشف اهميتها العرب قديما ونقلها عنهم الغرب، وهو ما يؤكده التراث العلمي لابن سينا وابن البيطار والبيروني وغيرهم من أفذاذ الطب العربي .
وازدادت في الآونة الاخيرة الكثير من الأمراض المزمنة نتيجة لتغير الانماط الغذائية التي أدت الى الاصابة بأمراض القلب والاوعية الدموية والسرطان والسمنة والشيخوخة والضغط والسكر. وأكدت نتائج الابحاث وجود علاقة بين الامراض والتغذية.
وهناك وظائف علاجية أثبتتها الدراسات لبعض الاغذية علاوة على طعمها ورائحتها وغيرها من الخواص العضوية التي اكتشف العلماء ان لها تأثيرا مباشرا في وقاية الجسم من الكثير من الأمراض. و عرف الانسان منذ زمن بعيد الفوائد الكثيرة للنباتات والاعشاب الطبيعية واستعمالها في الشفاء من أمراض عديدة وهو ما يطالب به الآن الطب الحديث. وانتبهت الكثير من الدول المتقدمة الى أهمية طب الاعشاب ففي أمريكا حاليا 25% من الأدوية المصنعة والغالية الثمن من خلاصات أعشاب طبيعية خلقها الله سبحانه وتعالى .
ومن ابرز النباتات المفيدة في الطب الطبيعي الزنجبيل ذلك النبات المعمر التي أكدت الأبحاث العلمية الحديثة ان له فوائد كثيرة. و ورد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى {ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا} سورة الانسان الآية 17وفي الطب النبوي قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: "اهدى ملك الروم الى رسول الله (ص)جرة زنجبيل، فأطعم كل إنسان قطعة، وأطعمني قطعة". وقال ابن القيم رحمه الله: "الزنجبيل معين على الهضم، ملين للبطن تليينا معتدلا، نافع من سدد الكبد العارضة عن البرد والرطوبة، ومن ظلمة البصر الحادثة عن الرطوبة كحلا واكتحالا، معين على الجماع، وهو محلل للرياح الغليظة الحادثة في الأمعاء والمعدة، وهو بالجملة صالح للكبد والمعدة". وروى أبو مقاتل عن أبي صالح عن سعد عن أبي سهل عن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص): "أربع عيون في الجنة: عينان تجريان من تحت العرش إحداهما التي ذكر الله {يفجرونها تفجيرا} والأخرى الزنجبيل، والأخريان نضاختان من فوق العرش احداهما التي ذكر الله {عينا فيها تسمى سلسبيلا}، والأخرى (التسنيم)".
موطنه وخواصه
بدأت زراعة نبات الزنجبيل في مناطق آسيا الاستوائية، حيث ينمو بكثرة في الهند والفلبين والصين واندونيسيا وباكستان وجامايكا.. وتجفف جذوره وسيقانه المدفونة في الأرض سطحيا "الريزومات" ويتم طحنها. وتستخدم سيقانه في استخلاص العطور. ويتميز الزنجبيل بطعمه الحريف القوي المميز اللاذع والحار الأمر الذي يؤدي لاستعماله كنوع من أنواع البهارات في الطبخ وفاتح للشهية. كما يدخل في صناعة أنواع من الحلوى والمربى ولاكساب النكهة للبسكويت بالبهار والكعك وبعض أنواع البودنج.. و استخدمه الغرب منذ نحو 2000سنة ونقله الاسبان الى أمريكا وتتعدد استخداماته في الطب الشعبي، حيث يستعان به لتسخين وتدفئة المعدة وطرد الرشح والزكام والبرودة. كما ان له تأثيراً نافعاً في السعال والكحة المصحوبة بالبلغم، لقدرته على اذابته وطرده من الرئتين، ويؤخذ كطارد للغازات. ويعتبر من المطهرات الجيدة للجهاز الهضمي ويستعمل خارجيا كلبخة على الركبة أو القدم لزيادة تدفق الدم في هذه المناطق لتقليل الألم في حالة الروماتيزم. و يدخل الزنجبيل الطارج في الأطعمة المستخرجة من البحار والانهار مثل السمك والمحار والروبيان وذلك لامتصاص وازالة السموم اذا وجدت مع هذه الأغذية. علاوة على
انه يضاف الى الاعشاب الطبيعية الأخرى حتى يحسن من مفعولها وتأثيراتها الطبية على الجسم وبالتالي حماية المعدة من التهيج .وفي هذا المجال أعلنت باحثة أمريكية في علوم التغذية أن الزنجبيل الذي يعرف باسمه العلمي "زنجيبار أوفيسينالي"، يساعد في تخفيف آلام الصداع الناتجة عن التوتر النفسي والاجهاد العصبي. وأوضحت لوريل فوكيف أخصائية العلوم الغذائية ومؤلفة كتاب "أسرار المعالجة العشبية للسيدات" ان فعالية الزنجبيل تكمن في قدرته على تقليل انتاج مركبات "بروستاجلاندينز" المسببة للألم في الجسم فضلا عن كونه يرخي الاعصاب والعضلات فيساعد على الاسترخاء والشعور بالراحة وتخفيف التوتر والعصبية المسببة للصداع. وقالت في تقرير لها نشرته مجلة "الصحة الطبيعية" الأمريكية "إن مزج الزنجبيل مع البابونج وزهرة الزيزفون يعطي مشروبا أقوى وأكثر فعالية في إزالة الصداع. ولعمل هذا المشروب تنصح فوكيف باضافة ملعقتي طعام من الزنجبيل الطازج المطحون الى كوبين من الماء وتسخينه وتغطيته لمدة خمس دقائق، ثم اضافة ملعقة طعام من زهور الزيزفون المجففة وأخرى من البابونج، وتبخيره لمدة 10دقائق ثم تناوله ساخنا. وتقول فوكيف ان شرب أربعة أكواب منه يوميا يضمن الحصول على أ
فضل النتائج .ويبين الدكتور أحمد حراز أخصائي البذور والنباتات والعقاقير الطبية ان الزنجبيل عبارة عن نبات ينبت تحت التربة مثل درنات البطاطس. وهو عشب عطري له رائحة نفاذة مميزة طيبة يعرف بها وهو حار الطعم لاذع وله عدة سيقان هوائية طويلة ورقه رمحي الشكل أخضر تتفرع كالاصابع وزهره أصفر ذو شفاه أرجوانية وتحصد اوراقه عندما تبدأ في الذبول وتقلع السيقان الأرضية وتكوم وتفصل في محلول سكري عدة مرات ثم يطحن بعد تجفيفه ويحفظ للاستعمال بعد ذلك. والجزء الفعال المستخدم طبيا هو الأوراق والجذور والسيقان الأرضية وذلك لاحتوائهم على مادة الجنجرول ومواد كبريتية. كما ان الجذور تحتوي على أصماغ وراتنجات دهنية ونشا وزيت طيار يعطيه الرائحة العطرية المميزة وراتنج زيتي غير طيار (الجنجرين) الذي يعطيه الطعم اللاذع، ولحفظ الزنجبيل أطول فترة ممكنة يخزن في اماكن غير مغطاة مع نبات الصعتر الذي يغطيه به او يوضع مع الفلفل الأسود وذلك لحمايته من التسويس والتآكل لفرط رطوبته. ومن انواعه البلدي، الشامي، العجم،الفارسي، الكلاب، الهندي (هو المعروف والمستعمل) ويسمى بالكفوف.
غذاء ودواء
الدكتور محمود مصطفى أستاذ علوم وتكنولوجيا التغذية بجامعة المنوفية بمصر اذا نظرنا الى الزنجبيل كغذاء فانه يلعب دورا هاما لاكساب الطعم المميزة والمحبب للاغذية المختلفة اضافة الى ذلك كما قال (ابقراط) فانه دواء، حيث تناوله يؤدي الى الشفاء من العديد من الامراض .وأظهرت بعض الدراسات أهمية الزنجبيل كأحد الأدوية الهامة في الطب الشعبي الحديث، حيث انه يتميز باحتوائه على زيت طيار له تأثير مطهر ومضاد لفعل الميكروبات .وفي الوقت نفسه له رائحة عطرية محببة وجزء آخر غير طيار يتفاعل مع مكونات الغذاء الأخرى خلال الميتابولزم لاحداث التغيرات العلاجية المطلوبة . وبناء على ذلك فان للزنجبيل خصائص مطهرة ومقوية ومضادة للحمى .كما ان ماءه من الأدوية الفعالة في علاج العين.وأشار الدكتور محمود الى أهمية الزنجبيل الغذائية فهو اسم شائع في كل منزل في العالم حيث يدخل في صناعة الخبز والفطائر و المربات والحلويات أو كمشروبات خفيفة .كما انه يضاف كبهارات في الأطعمة، و يتم استعماله في شكله الطازج أو الجاف .
وهو من الاعشاب المفيدة خلال فصل الشتاء، اذ انه ينشط الجسم ويدفئه .ويمكن تحضير مشروبه باضافة ملعقة أو أكثر من مسحوقه الى كوب ماء مغلي، حيث تترك لفترة عشرة دقائق قبل تناولها، ومن الممكن وضع قليل من القرنفل أو القرفة .كما يمكن تقليل الكمية في حالة اعطائه للاطفال .
ويستفاد منه في اعداد حلوى يقبل عليها جميع أفراد الأسرة، خاصة انه يستخدم في حالات كثيرة كدواء ويمكن خلط كمية متساوية من عسل النحل والمكسرات مثل اللوز المبشور مع نصف ملعقة صغيرة من الزنجبيل، ويتم تسوية العسل باستعمال نار هادئة للحصول على تركيز عال وبعد الوصول الى الدرجة المطلوبة التي تتشابه الى حد كبير مع المربى يتم اضافة المكسرات المبشورة والزنجبيل (حوالي نصف ملعقة) مع التقليب المستمر للوصول الى القوام المطلوب، ويتم سكب الخليط في وعاء مدهون بالزبدة ويترك فترة ليتماسك ويقطع ويقدم كطبق حلوى مغذي ومفيد صحيا .
وأشار الدكتور أحمد حراز الى انه يمكن استخدام الزنجبيل كشراب بالقرفة لتقليل لذوعته .او يحلى بعسل النحل لعلاج البرد والكحة والزكام والمغص والروماتيزم والنقرس وتنشيط القدرة الجنسية والبصر وعلاج الذبحة الصدرية والصداع النصفي .وأيضا كدواء عام النفع، فهو معرق اذ يساعد في خفض حرارة الجسم أثناء الحمى، ومقو للقلب والمعدة ومعين على الهضم وملين للبطن بصورة معتدلة، كما له خصائصه المطهرة، فهو مفيد جدا في علاج العدواى المعدية المعوية، بما في ذلك بعض أنواع التسمم الغذائي، وطارد للغازات مضاد للقيء والغثيان. ويستخدم منقوعه قبل الاكل كدواء قوي المفعول في علاج القولون والاسهال والبواسير وأيضا لتوسيع الاوعية الدموية وعلاج بحة الصوت .وأكد الدكتور محمود الى ان هناك استعمالات أخرى للزنجبيل سواء في صورة مسحوق أو منقوع على سبيل المثال في توسيع الأوعية الدموية ومقو للقلب ، وملطف ومنشط للمعدة وكعلاج لعسر الهضم ومفيد للكبد والجهاز الهضمي ويدر البول . ولعلاج الدوسنتاريا والاسهال . ومشروب الزنجبيل يخفف من ألم الحيض وحالات تأخر الدورة الشهرية . كما انه له مفعول قوي لمقاومة نزلات البرد والانفلونزا نتيجة لتأثيره الفعال على الفيروسات المسببة
للمرض . الى جانب علاج التهاب الحنجرة والشعب الهوائية ، باضافة قليل من بودرة الزنجبيل على كوب من مشروب البابونج وعصير الليمون وعسل النحل .و يخلص الجسم من التقلصات و التقرحات بوضع منقوعه في ماء الحمام الدافيء، حيث يعمل على تنشيط الدورة الدموية . و يستعمل ايضا ككمادات لتلطيف آلام المفاصل.
ويذكر الدكتور مروان شبانة أستاذ العقاقير بجامعة القاهرة ان الزنجبيل من العقاقير التي تستخدم في الأغراض الصيدلية فبالاضافة الى فوائده لتطييب نكهة الطعام فهو أيضا طارد للغازات ويدخل في تركيب أدوية توسيع الأوعية الدموية .ويضاف مسحوقه الى مشروبات ليقوي المعدة وأيضا يخلط الى المركبات الحديدية ليحسن طعمها، ويمزج بصبغات الأسنان . و يطرد البلغم والمواد العفنة ويطرد الرياح ويقوي الأعصاب والجهاز المناعي بالجسم لتنشيطه للغدد .و يستخدم كمقوي للهرمونات والدم، وهو عموما منشط لوظائف الأعضاء ومطهر.
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة loverose233 ; 12-04-2004 الساعة 07:26 PM