الزوج المعقد/ الزوجة المعقدة - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المتزوجين مواضيع تهم المتزوجين من الرجال والنساء.

إضافة رد
قديم 19-05-2017, 12:41 AM
  #1
رجل الرجال
عضو المنتدى الفخري
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 4,415
رجل الرجال غير متصل  
الزوج المعقد/ الزوجة المعقدة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه.

يتكون المجتمع من أسر وتتكون الأسرة من أفراد وبالعكس تنشأ الأسرة من اجتماع فردين من أسرتين بالزواج يرث الأفراد من أسرهم عبر خطوط الوراثة الجينية صفات بدنية ونفسية تؤطر سلوكياتهم بإطار معين فينقل الابن والابنة من هذه الأسرة هذا الموروث للأسرة معه إلى الزواج بالمقبلة والمقابل من الطرف الآخر للزواج ويحمل هذا الطرف الآخر معه ما ورثه من أسرته, ويضاف إلى هذا ما تأثر به كل طرفٍ من الزواج مما تم تحميله في ذاكرته من سلوكيات أسرته ومجتمعه في البيت والشارع والمدرسة.
وتبدأ رحلة الحياة الزوجية بالتفاعل الجميل المثالي لشهر العسل ومع الأيام يحدث التماس الطبيعي في السلوكيات فيحدث التصادم بين فردين هما قوام هذه الأسرة وبين هذا الفرد من الأسرة وبقية الأسرة التي ينتمي لها الفرد المقابل كزوجة الابن مع أسرة زوجها والزوج مع أهل زوجته.
يوضح هذا المدخل هذا الدرس وهو بعض الأسر يتعمق فيها نوع من الحساسية المفرطة تجاه ذاتها وما تحب وتجاه نظرتها لغيرهم ونظرت غيرهم لهم وتتميز بأفق ضيق غالباً فتتضخم المواقف في نظرهم وترتفع درجة ردة فعلهم تجاه أي موقف مهما كان بسيطاً فيقفون عند مواضيع بسيطة يتجاوزها غيرهم ولا يقفون عندها ويكثرون التفسير والتأويل وتفسير النيات ويسببون الكثير من الحرج لأنفسهم ولمن حولهم ويغلب وصفهم بكلمات عامية بسيطة توضح ما أقصده هنا مثل (آل فلان : نفسيات أو معقدين أو يُهَوِّلُون من التهويل).
تستقبل هذه الأسر المبادرات الكريمة من الأسر التي تحيط بها ولا تبادر هي بشيءٍ من ذلك إلا لحاجة وتكثر فيما بين أفرادها وبينها وبين تلك الأسر المحيطة الزعل والتشاحن والقطيعة بحجج واهية.
تعتبر هذا الأسر ما تقوم به أنه من الفطنة وحفظ الحق الشخصي والكثير من المبررات التي تسكن فيه ما تراه في أعين من حولهم من اشمئزاز من سلوكياتهم, ويكثر لدى أفراد هذه الأسرة عبارات مثل .( فلان لا أحبه وفلان لا يحبني وفلانة تكرهني وفلانة تحتقرني وآل فلان) كما يكثر بينهم تفسير النيات والبحث ( وش تقصدين ووش يقصدون بهاللي سووه).
من هذه النماذج زوج الابنة الذي يغضب كثيراً لأي موقف من أهل زوجته ولا يتجاوز التفاصيل ومع الأيام الكل يداريه حماية لترابط الأسرة مع مشاكله مع أخوانه وأخواته نتيجة هذه الحساسية تجاه أي موقف فيحرج زوجته وأهلها وتحترق هذه الزوجة من صراعات زوجها مع أهلها وصراعاته النفسية مع أهله هو وكذلك زوجة الابن التي لا تدع أي موقف يخصها أو يخص غيرها إلا وتستعرض فيه قدراتها على التفسير والهمز واللمز مما يحرج زوجها مع أهله من تصرفاتها مع صراعاتها مع إخوانها وزوجاتهم وأخواتها وبقية أسرتها.
مثال ذلك حفلة بمناسبة تجاوز ابنة الأسرة المرحلة الابتدائية ولسبب غير مقصود لم يتم دعوة بنت هذه الزوجة التي تنتمي للنماذج التي وضحتها مثل سمعت الأسرة التي لديها الحفلة بأن تلك الأسرة ستسافر بعد الامتحانات أو غير ذلك من الأسباب هنا تقف هذه الزوجة بكل قواتها وقدراتها وتسخر زوجها لشن حرب على الأسرة التي أقامت الحفل وتخلق مشاكل من لا مشكلة أو مشكلة لا تستحق كل هذه الإثارة وتستنكر الأسرة التي أقامت الحفلة كل هذا الهجوم وكيف تناست هذه الزوجة كل التكريم السابق لها وتناست أفعالها تجاه ابنتهم بمواقف مماثلة, وهنا يتضح الفرق فهم لم يروا أن ما حدث من تلك الزوجة تجاه ابنتهم يستحق التضخيم وتجاوزوه أما هي فلا وألف لا.
تكبر هذا الزوجة بهذا العقلية وتكبر معها الضغائن وتنتج المزيد من أفرادها وارثي هذه الجينات المعقدة.
والسؤال لكي نستفيد من هذه المكاشفة كيف نتعامل مع هذه الأسرة
هذه الأسرة فيما بينها وبين أفرادها يعرفون بدقة كيف يتعاملون مع بعضهم البعض ولا يعيشون بغير هذا الأنماط من السلوكيات المورثة والتي يعززونها في أجيالهم من باب ( لا تخلي أحد يدوس لك على طرف أو لا تسكت عن حقك أو لا تسمح لأحد بأن يجرحك ويطبقون هذه العبارات على أقل الحقوق والتفاصيل التي تتجاوزها الأسر الكريمة تقديراً لحسن التعايش فيما بينهم واستدامة لحسن العشرة بالمعروف.
المطلوب هو كيف تتعامل الأسر الكريمة ذات الأفق الواسع والتي تتمتع بالحلم وتجاوز الهنات واللمم من الأخطاء ومبادلة الخطأ بالصفح لترقية المقابل للأفضل, الحقيقة أن أفراد الأسر المعقد على اسمهم من تسمية المجتمع لهم متعبون في تعقيدهم لمن حولهم فيقابلون البساطة بالتعقيد والسماحة بالغضب وتطويل وتضخيم المواضيع ولعل الحل المناسب هو الحزم بالمقابل وقطع المواضيع وعدم الالتفات لما يصدر عن هذه الأسر المعقدة من تضخيم وتجاوز كل ما من شأنه شعللت التفاعلات الأسرية فالرد عليهم والبحث عما يرضيهم يشبع نهمهم للتعقيد.
ولعل الأدب الكريم في القرآن الكريم بالإعراض عن الجاهلين خير علاج.
وهذا كله غير من يرثون في أبدانهم ونفسياتهم ما يجعلهم مستعدين لهذا التعقيد أكثر من غيرهم.
نسأل الله العلي القدير لنا ولك ابني وأخي وابنتي وأختي القارئة أن يجعلنا محبوبين متحابين فيما يرضيه وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
__________________

لتوفير الجهد والوقت للجميع :
1- كتابة الوقائع ثم المشاعر ثم المطلوب.
2- ما أقوم به هو التعامل مع عقل صاحب أو صاحبة المشكلة وشخصيتهما ونظرتهما للحياة لترقيتها للأفضل بإذن الله على ضوء ما يكتبان هنا.
3- لا بد أن تكون لدى صاحبة أو صاحبة الموضوع الرغبة في القبول بالنصح والرغبة في التغيير لا طلب الدوران معه على محور شكواه والبكاء معه.
4- لا يمكن بعد الله أن أعدل من ظروف الكاتب أو من شخصيات أطراف العلاقة في مشكلته إلا بتواصلهم معي هنا شخصياً.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:07 PM.


images