تحياتي أعزائي الكرام.
اسمعوني جيدا. همس اريد ان اخبرك شئ لكن ارجو ان لا تزعلي وانت كمان يا براءة. انتم أخواتي في الله لذلك يحق لي ان اتكلم معكم كأخواتي.
أولا همس، كنت معاك الى الأخر. أعطيتيني من تجربتك و خبراتك ما لا استطيع ان اعوض لك. ان شاء الرحمن سادعو لك مدى العمر. في أواخر رسائلك لاحظت انك استعملت المزيج من القلب والعقل. وانا الآن اتبع خطتك بالتفصيل. ما عدى امرا لم تنتبهي له. لأني خضت المعارك مع خطيبتي فيبقى الجرح جرحا اتعلم منه. ما حصل اليومين دول كان فلما يعيد نفسه. أذكر انني فعلت بالضبط نفس الحراكات هذه و هي فعلت نفس الردات وانتابها نفس الردات. معنى الكلام انها تعيد الكرة مرة تلوا الاخرى. و هذا شئ لمسته بيدي. تعاليمك لي كانت جيدة ولكني افكر الى ما بعد الآن! هذه المحنة تخطيناها هل ستعاود المشاغبة من جديد؟ لا احد يعلم. الوقت سيعلمنا. سأكون لي تعليق على آخر كلامك لي عن الجفاء و الغموض في ردي على براءة ان شاء الرحمن.
براءة، انت نسخة عن خطيبتي لذلك اشعر انك تعلمي كل العلم ماذا يدور برأس خطيبتي و ما هي أساليب التعامل معها. انت ايضا معك حق في اقوالك لأنك وضعت نفسك محل خطيبتي و عرفت ماذا يصلحها. أقول لك انني هجرتها ٤ ايام وكانت تتعذب فيها. يعني صراحة، انا ما عندي قلب حتى اعذبها أكثر من ذلك مع العلم انها قد تحتاج درسا اكبر من الذي سويتها بها لعنادها وانانيتها. انا من النوع

الذي يكره التعذيب و التجريح. اتمنى لو اجرح نفسي و لا هي. هذه بجيناتي يا دكاترة. لأنك أشبه بخطيبتي فأنت تدليني على الطريقة المثالية لتأديبها لأنك أظن تعلمي ان عنادها لا يزول بحرب يومين و لا عشرة و واثقة من الامر لأنك تتكلم عن تجربة عشتيها. انا آسف ان أقول لا أستطيع اكثر من هذا. هذه قدرتي. يعني اذا نوعيتها لا تبالي بجرحي لمشاعري كي تغير موضوعا لا يعجبها فهي ليست نوعيتي انا. بل نوعية انسان آخر شبيه لها بتصرفاتها حتى يأكلوا بعض حتى يفرقهم الموت.
ردا على همس مجددا. جلست مع احد رفاقي من السعودية وتباحثنا الموضوع و قرأت له نصائحكم. كان قد أعجب بمساعدتكم و نصائحكم الحمد لله. لكن انتابه شك مثل ما انتابني انها قد تعود الى ما كانت عليه اذا عدت كما كنت انت. يعني قال لي عليك ان تغير نفسك كي تبقى خطيبتك فرحة. قال لي ان خطيبتي تحب الغموض. تحب ان تعذبها بحبك و لا تحب ان تعطيها كلام الحلو مجانا فلن تشعر فيه او تقدره. قال تريدك ان تعذبها حتى تحصل عليه والتاريخ شاهد على ذلك. فحينما كنت احبها من دون شرط كانت تستهين وتطنش هذا المجهود و لا تقدره. اما حينما لا تريها الكلام الحلو الا بأوقات خاطفة فتظل تطلب المزيد و تريد ان تتقرب اتجاهك أكثر (كما قالت:ليتك بجنبي، متى ستأتي لتزورني ..الخ) يعني قسوتي جعلتها تحتاجني.
الآن و اخيرا حين ما فهمت من هي خطيبتي، شكرا للأخت همس و براءة، أقول ان هذه الطبيعة لا أقدر ان أعيش معها لأنها تعارض طبيعتي انا ولن اغير طبيعتي كي تصلح لطبيعتها و حاجتها. يعني لا اعاند و لكن انا منفتح الى التغير بأشياء صغيرة وليس بأشياء كبيرة. مثل الغموض! هذا ابدا ليس من طبعي لأن فيه الكذب و لست معتادا عليه. اذا كنت انوي ان اعيش براحة مع خطيبتي فكأنها تقول لي عليك بالغموض والشدة معاي وشيء من العذاب. كلها صفات لم أملكها ولا اقدر ان املكها بسبب الجينات وبسبب طبيعة الحياة التى عشتها. لعل رجل آخر عنده من الشدة ما عنده بدمه يستطيع ان يشبع غريزة المحتاج للشدة لكني لست هو.
هذا أفضل تفسير يفسر قلة التقدير من ناحيتها و قلة التعبير و كثرة التطنيش. يعني غرائزنا و احتياجاتنا انا و هي تختلف. نحب بعضنا ولكن لا نلتقي من حيث الاحتياجات. هذا يقنعني انها بعد هدوء اعصابنا و بعد ما يستوي غبار المعركة، انها ستعود وتطلب ما تحتاجه من جديد. (يا رب، أدعو الرحمن ان أكون مخطئ)
حين قلت ان الحل يكمن في ثلاثة أشياء، كنت اضحك على نفسي لأن هذا ليس انا. بل هو الحل لها هي. اما الحل برآيي هو انها تتنازل عن بعض حاجاتها و انا اتنازل ايضا و نلتقي في الوسط حيث كلانا يغير نفسه للآخر. حينها نلتقي. اما ان اتغير انا حتى تفرح هي وانا انتظر الفرح فلن يحصل. أقول هذا لأن براءة تذكر أشياء ما زالت موجودة فيها لا تناسبني انا و قد تناسب زوجها. (ما بروح احكيله مباشرة لا، بصير اعاند فيه واستفز فيه..) هذا الشئ الذي أذبح نفسي عليه. هو ان تحكي لي خطيبتي مباشرة عن ما في قلبها ولا تخبئ علي مشاعرها. أرجو منك السماح اخت براءة. لا انوي ان اذايقك بشئ. انا لا اقول انك سيئة او اي شيئ من هذا القبيل، لكني اضرب مثلا عذرا.
اعتقد انه سهل ان يتعلق الانسان بإنسان ولكن صعب ان يلتقي طبع بطبع. الأولى لأن الانسان يحب العيش مع الآخرين بطبيعته والثانية لأن ما احد منا لم يتقاتل مع اخوانه او اخواته في حياته.
على كل بالرغم من فلسفتي التافهة اريد تعليقا على هذا الاكتشاف من فضلكم. قد أكون مخطئ و انتم من تنصحوني لأني أثق بكم.
اتمنى ان تعذروني اذا كان الكلام غير لائقا فأنا جاهل بعض الاحيان وارجو ان لا تحكموا على حماقتي
تطورات: لقد قمت بالخطوة الأولى على حسب تعليمات همس. اتصلت بها في الصباح نصف ساعة قبل ما تركب الى المدرسة. اولا ردت أختها و حين ذهبت لتنادي خطيبتي لم تصدق خطيبتي. سمعت خطيبتي تقول لأختها احلفي انه خطيبي؟ فحلفت أختها الصغيرة. كأن خطيبتي لم تصدق لأنها تعرفني زعلان و مطنشها. على كل بدأت بكلاما طيب و قلت لها انني اريدك ان تعرفي انني احبك للأبد و اتنفسك في الصباح و اتغذى روحك عند الظهر و احلم بك في المساء ...الخ.. فلم تصدق قالت لي : أأنت طبيعي؟ يعني أعتقد انها صدمت ولا ما رأيكم؟. فردت لي الكلام و زادت فيه الحمد لله. قلت لها ان هناك موضوع اريد التحدث معك فيه. اذهبي الى المدرسة، خذي بالك من نفسك و علميلي متى كان عندك الوقت يا عمري؟ كانت فرحة جدا حتى لما قلت لها: لن آخذ من وقتك بعد قالت: فداك الوقت كله لك.
الآن منتظر الخطوة الثانية ان شاء الله على حسب تعليمات الأخت همس. سأطمنكم كيف يجري ذلك ايضا.
براءة: خلينا نعطيها مهلة لعلها تابت حقا و لعلها أكلت جزاؤها و عرفت حجم خزان الغضب لدي. لكن أريدك ان تعرفي اني قرأت كلامك و كلام همس مرات و كل نصيحة تخزن في خزان الخبرة.
ارشدوني يا أعزائي انا جد مشكور لكم..
جعله الرحمن في ميزان حسناتكم.
عذرا مقالة طويلة قد زهقتكم معاي في قصتي .انا فقط افضفض. لا الوم خطيبتي.