الإخوة الأفاضل الكرام
والأخوات الفضليات الكريمات
بارك الله فيكم جميعاً , وشكري جزيل وموصول لكل من تفضل علي بمشاركته القيمة وبرغبته في إلقاء بعض الضوء على تساؤلي وطلبي للنصيحة .
وأعتذر للجميع شديد الإعتذار أنني لن أستطيع أن أرد على كل مشارك بإسمه , فبفضل الله قد زادت مشاركاتكم الكريمة عن توقعي وأسأل الله أن يجزيكم بها كل خير
واسمحوا لي أن أصنف من رد علي إلى أصناف , ومن ثم أجيب كل صنف من المشاركين الكرماء بما يرد على صنف مشاركته .
فلقد إنقسمت أراءكم الكريمة إلى الأتي :
1- هناك من شجعني على المضي قدماً في هذا الزواج وبدون أي تردد
وهؤلاء أشكرهم شكراً جزيلاً وقد إستفدت من كل كلماتكم , واسمحوا لي أن أقف بمزيد من الإحترام والإجلال لمن شارك من الأخوات بهذا الرأي , فهذا يعني انهن قد بعدن تماماً عن الميل الشخصي والعاطفة , وفكرن بعقل وحساب للأمور أغبطهن عليه , فمن الصعب أن أوفيهن حقهن بارك الله في عقولهن المستنيرة .
وأرجو أن لايفهم أحدكم أنني قد عزمت على الأخذ بهذا الرأي , فالأمر مازال يمثل لي قلقاً كبيراً , وأرجو قراءة ردي هذا لآخره ليفهم الجميع موقفي جيداً .
===================================
2- وهناك من أبدى إعتراضاً مطلقاً على هذا الزواج وإنزعاجاً كبيراً وبدون إبداء أسباب , وجل من فعل ذلك من الإخوات بالطبع وأنا أعذرهن تماماً وأقدر مشاعرهن وأشكرهن على رأيهن , وإن كن قد ألقين على ضميري مزيداً من العبء , فإن كان هذا حالهن , فمالذي سيكون عليه حال زوجتي ؟
==================================
3- هناك من وافق أو نصح بهذا الزواج , ولكنه علقه على شرط إخباري لزوجتي أولاً ثم موافقة زوجتي
ولهؤلاء أقول :
أما إخباري لزوجتي فإنني إن عزمت على هذا الزواج فلابد وحتماً سأخبرها أولاً , فهذا حقها الشرعي ولا أقبل على الإطلاق أن أحرمها منه أو أن أظلمها , فأقابل ربي ظالماً أعوذ بالله من الظلم والظالمين , وما لا أقبله على نفسي لاأقبله على غيري .
أما موافقة زوجتي عن طيب خاطر فهي المستحيل بعينه , فأنا أعرفها وأحفظها
وهي من المستحيل أن ترضى بذلك وخاصة لأنها تحبني وأحبها
نعم أستطيع أن أجعلها توافق وأعلم أنها ستوافق , ولكن ستكون موافقتها هذه ليست عن طيب خاطر أبداً , وإنما ستحمل الكثير بل والكثير جداً من المرارة والألم , وهذا ما يؤرق ضميري أكثر .
وأرجو أن لايذهب ظن أحدكم أنني سأجبرها على الموافقة بالضغط عليها مثلاً , فهذا أيضاً لا أستستيغه ولا أجيزه لنفسي أبداً , ولكن لي طريقتي الناعمة بدون ضغط والتي ستجعلها توافق ولكنها ستكون موافقة بآلام كبيرة وإحساس مرير .
أما من خاف أن تطلب زوجتي الطلاق , فهذا لن يحدث بفضل الله وأنا على ثقة من ذلك , فمن الصعب جداً على زوجتي وعلي أنا شحصياً أن نفترق ومهما كانت الأسباب فبيننا عمر 20 عاماً بها الكثير والكثير وبيننا أولاد يحبهم كلانا حباً لا مزيد عليه ولايرضى لهم أي منا أن يتألموا أبداً , وهم بالتأكيد سيتألمون إن إفترق والدهم المحب عن والدتهم الحنونة .
===================================
4- هناك من خشى علي أن تكون مشاعري هذه مجرد شفقة وستزول مع الوقت
ولهؤلاء أقول :
بارك الله فيكم لإخلاصكم النصح , وهذا إحتمال قائم إن أنكرته أكون غير منصف , وأنا أعرض لكم الأمر بمنتهى الإخلاص وبمحاولة ضخمة لفصل المشاعر عن العقل وكأن المشكلة خاصة بغيري وليست لي شخصياً , وأنا أفعل لذلك لأستطيع أن أحصل بالتالي على آرائكم الحيادية المنصفة بدون أن أؤثر عليكم بمشاعري الشخصية .
أنا عن نفسي وعن مشاعري أشعر أنها أكبر كثيراً من مجرد شفقة , ولكن العقل لا يمنع أن يكون ماذهبتم إليه صحيحاً !!
لذلك سؤالي لكم وأنا أعرف إن إجابته صعبة , ولكن من يدري فقد يستطيع أحدكم أن يجيبني عليه فدائماً من يكون خارج الدائرة تكون نظرته أشمل وأوسع , وأنتم خارجها أما أنا فغارق وسطها , وسؤالي هو :
كيف أستطيع أن أميز مشاعري وأن أعرف هل هي مجرد شفقة أم هي أكبر كثيراً من ذلك ؟؟
=================================
5- هناك من خشي علي أن تكون الفتاة على غير ماظننت , وأن اكون مخدوعاً بظروفها .
ولهؤلاء أقول :
ثقوا بارك الله فيكم أنني أعلم تمام العلم بصدق كل ما حكيته لكم , وماكان هذا ليفوتني أبداً , فأنا على يقين لا يقبل أي شك في صدق كل ماحكيته , فخذوا الأمر على هذا وأفيدوني بآرائكم جزاكم الله خيراً .
================================
6- هناك بعض الأخوات الفضليات ممن أردن الإستزادة في تفاصيل القصة , وكيف ساعدت هذه المرأة , وماهي حدود علاقتنا الشخصية ؟
ولهؤلاء أقول :
في البداية حضرت إلى مدينتا مع خالها والذي أعرفه ويعرفني جيداً , ويثق بي ثقة بالغة , فجعلني الله سبباً في أن أجد لها وظيفة
ثم اضطر خالها إضطراراً قهرياً لمغادرة المدينة فأوصاني بها خيراً لثقته في ديني وخلقي وأنها إن ضاقت بها السبل فسوف تتصل بي , وغادر خالها على أمل أن يعود كل فترة قصيرة ولكنه لم يفعل لأسباب قهرية .
عرفت منها أنها غير مرتاحة في وظيفتها , فوفقني الله لإيجاد وظيفة أخرى أفضل لها
ثم قمت بإيجاد المسكن المناسب لها القريب من وظيفتها الجديدة وقمت بتدبير أمر إنتقالها إليه .
وقمت بترتيب سفرها الدوري إلى أهلها
وقمت بمساعدتها في كثير من التعاملات الرسمية التي تجهلها تماماً
وكل هذا كان يتطلب إتصالات تليفونية بيننا , ومقابلات شخصية في وجود نساء آخريات زميلات لها ( وبإختصار كأني معقب وسائق لها ولكن بصحبة بعض زميلاتها )
وتمكنت بفضل الله من أن أغير لها الوظيفة مرة ثالثة ولكن هذه المرة في نفس جهة العمل وبأعباء وظيفية أقل , وبمرتب أكبر .
ولم تتجاوز علاقتنا حدود الشرع , ولكن كثرة الإتصالات في الفترة الأخيرة والتي صاحبت كثرة مشاكلها جعلتني أتحرج من الوقوع في مخالفات شرعية , فقد بدأ ميل طبيعي لأحدنا تجاه الآخر ونحن بشر معرضون للفتنة وللمعصية , وكثيراً ما إستطاع الشيطان لعنة الله عليه أن ينهي أمراً شرعياً وفيه طاعة لله وتقرباً منه إلى نهاية بعيدة عن الشرع قد تجلب المعاصي والسيئات , وهذا ما أخشى على نفسي وعليها منه وأسأل الله أن يعيذنا منه .
صحيح إلى الآن لم يقع مايمكن أن يغضب الله , ولكن إتقاء الشبهات أولى بل هو فرض
وكمثال فقد لاحظت نفسي , فإذا قامت بالإتصال بي في وأنا في العمل قمت من فوري بصرف أي شخص أمامي لكى لا يسمع مكالمتي معها .
وهي بدورها تتجنب الإتصال بي في البيت , وأنا أفهم أنها تقصد بالتأكيد إبعادي عن الحرج مع زوجتي .
ولأن رسولنا الكريم علمنا أن " الإثم ماحاك في صدرك وخشيت أن يطلع عليه الناس "
فأنا أخشى أن أقع في هذا الإثم أو أن أوقعها فيه لأن الأمر بدء يحيك في صدري وبدأت بالفعل أكره إطلاع الناس عليه وأسأل الله العفو والعافية لي ولها ولجميع المسلمين .
كما ان إهتمامي بأمر عملها ووظيفتها قد يثير شبهة رؤساءها وزميلاتها , وحتى وإن قلت هي قريبتي فقد يستغربون لماذا لا يظهر لها أقرباء سواي ؟ وأنتم تعلمون ظنون الناس !
وبإختصار بدأت أشعر بالحرج , وبدأت أشعر أنني بإهتمامي هذا بأمرها فقد أثير شبهة , وكلنا مأمور شرعاً بإتقاء الشبهات , لذلك فأنا أمام خيارين لا ثالث لهما :
أ- فإما أن تكون علاقتي بها علاقة شرعية تماماً وأمام أعين الناس جميعاً كبيرهم وصغيرهم رجالهم ونساءهم , ومثل هذه العلاقة لا تقوم إلا بالزواج .
ب - وإما أن أتوقف عما أفعله تماماً , وأتركها لتواجه الحياة وحيدة بلا سند تقريباً .
وهذا الإختيار الصعب هو ما سألتكم عنه بسؤالي : ( هل أتزوج هذه الفتاة ؟ )
==================================
7- هناك من أصحاب الردود الكريمة من علق الأمر على العدل إن أنا قمت بهذا الزواج الثاني .
ولهؤلاء أقول :
الله وحده يعلم أن نيتي في العدل منعقدة تماماً , وأنني قد أتحمل أي شيء إلا أن أظلم أحداً وحتى لو كان ذلك على حساب نفسي , والله وحد يعلم أنني وفي كل أمور حياتي إن أضطررت لظلم فإنني أظلم نفسي ولا أظلم غيري .
ثم العدل المطلوب شرعاً أظنه سهل لمن كان يخشى الله , فكل المطلوب هو العدل في النفقة وفي المبيت وفي الحقوق الزوجية وفي المعاملة الشرعية بالحسنى , وهذا يسير لمن كان يخشى الله , أما العدل في مكنونات القلب والعاطفة فهذا ليس ضرورة شرعية .
وأنا عن نفسي ومن ناحية العاطفة وحتى إن تزوجت هذه الفتاة فلزوجتي الحالية مكانة كبيرة جداً في قلبي ولا أظن أن أحداً مهما كان يستطيع زحزحة هذه المكانة , فهي عشرة طويلة حسنة قدرها 20 عاماً .
==================================
8- هناك من نصحني بأن أحاول إيجاد زوج لها غيري
ولهؤلاء أقول :
بالفعل هذا مافكرت فيه في البداية , وأخذت أستعرض معارفي في ذهني وأيهم يصلح ولكن أغلب من أعرفهم من المتزوجين , والشباب الذين لم يتزوجوا لا أظنهم يقبلون أن يتزوجوا بمن عمرها 33 عاماً أي أكبر منهم .
ثم لما تطورت مشاعري نحوها , ظهرت أنا في ذهني كعريس قد يكون مناسباً لها , وهكذا تطور معي الأمر وبالتدريج , حتى أحسست برغبة عميقة وشخصية أن أتزوج أنا هذه الفتاة !!
================================
9- هناك من الإخوات من تألم لأن زوجتي تعد للعيد كل ماهو طيب بينما أنا أعد كل ماهو سيء !
ولهؤلاء أقول :
يعلم الله أنني أعد لزوجتي وأولادي العيد كأحسن ما يكون الإعداد , من الهدايا وإدخال البهجة والسرور , بل وعمل كل مايطلبونه بلا أي إستثناء مدام حلالاً وفي قدرتي .
==============================
وأخيراً بارك الله فيكم جميعاً وأشهد أنني قد إستفدت كثيراً من كل من شارك في موضوعي , وبالتأكيد ودائماً لا أقدم على أي أمر إلا بعد الإستخارة مرات عديدة وأيام طويلة , وسأفعل ذلك بكل تأكيد إن شاء الله .
ويبقى أت أعترف لكم أنني رجل يأخذ أصعب القرارات بدون صعوبة ولم أعاني يوماً في أخذ أي قرار , وآخذ قرارات تخصني وتخص الكثير من الآخرين , فعملي هو صناعة وإتخاذ القرارات , ولكني أقر أن هذه المرة مختلفة تماماً وأنني أجد بالفعل صعوبة كبيرة في أخذ القرار وللمرة الأولى في حياتي التي هي 44 عاماً ونيف .
لذلك فأنا مازلت في حاجة لآرائكم ونصحكم ولم أكتفي , فأرجو من كل من له رأي أن يتفضل علي به مشكوراً مأجوراً بإذن الله .
جزاكم الله كل خير
التعديل الأخير تم بواسطة غريب قادم ; 19-12-2007 الساعة 06:56 AM