خذ هذه الإجابة من كتاب كسر المرأة لمحمد بن محمد الجيلاني وسوف تدعو لي :
(( وهناك صفات مهمة جداً ـ في نظري ـ لكنها ليست بأهم من الشرطين الأولين [ الدين والخلق ] . منها : ثالثاً : أن تكون الزوجة جميلة .وهذا أمر نسبي يختلف من شخص لآخر ، لكن المغالاة فيه غلو وإسراف وضياع وعاقبته ـ في الغالب ـ وخيمة .لا ننكر على الرجل الذي يريد الزواج أن يبحث عن امرأة جميلة لأن هذا أمر جبله الله في نفوس الخلق ، والإنسان بطبعه يميل إلى الجمال ، فلو خير إنسان بين شيئين أحدهما أجمل من الآخر لاختار الأجمل ، بل النظر إلى المخطوبة أمر به الشارع الحكيم صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث من أجل أن يقتنع الرجل بمن يريدها .
عن جابر بن عبدالله قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا خطب أحدكم المرأة ، فإن استطاع أن ينظر منها ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل » وقوله صلى الله عليه وسلم للمغيــرة بن شعبــة حينما خطــب : « انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما » وقارن ـ أخي الكريم ـ موقف النبي صلى الله عليه وسلمأشرف خلق الله أجمعين ـ حينما عرضت عليه تلك المرأة نفسها فقالت : يا رسول الله ، جئت أهب لك نفسي ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصعد النظر فيها وصوبه ، ثم طأطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئاً جلست ، فقام رجل من أصحابه . فقال : يا رسول الله ، إن لم تكن لك بها حاجة فزوجنيها .. الحديث . قارن هذا بموقفه صلى الله عليه وسلم في موقف غزوة بني المصطلق ، كما روى الإمام أحمد (6/277) عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما قسّم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق ، وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن الشماس ، أو لابن عم له ، وكاتبته على نفسها ، وكانت امرأة حلوة ملاحة ، لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها ، قالت : فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي ، فكرهتها ، وعرفته أنه سيرى منها ما رأيت ، فدخلت عليه ، فقالت : يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه ، وقد أصابني ما لم يخف عليك ، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس ، أو لابن عم له ، فكاتبته على نفسي ، فجئتك أستعينك على كتابتي ، قال : فهل لك خير من ذلك ؟ قالت : وما هو يا رسول الله ؟ قال : أقضـي كتابتك وأتزوجك ، قالت : نعم يا رسول الله ، قال : قد فعلت » . فالمقصود أننا لا نُنكر على الرجل أن يبحث عن جميلة تسكن نفسه إليها ، وإنما ننكر على من جعله همه وغلا فيه حتى ولو كانت المرأة المطلوبة ليست صاحبة دين وخلق . الجميلة قد يذهب جمالها وقد تعتاد النفس رؤيتها فتملها ، والغنية قد يذهب مالها وتصبح فقيرة ، لكن يبقى الدين والخلق . مــاذا ينفع الجمال والمرأة سافرة مبدية محاسنها لغير زوجها بلبسها العاري ومشيها المتهتك ؟! ، وربما تكون سيئة الخلق لا تعرف لزوجها حقوقاً ، ترى لنفسها عليه منّة وفضل ، وهي لا تعرف حقوق ربها فضلاً عن حقوق زوجها !.بعض النساء ( الجميلات ) يرون أنهن دخلن في صفقة تجارية : هي بجمالها وهو بماله ! وهذا أمر معلوم ومعروف ، بل وصل الحال ببعضهن إلى أن من دفع لها أكثر من العرسان كانت له فبئس الصفقة والتجارة التي تذهب وتضمحل مع الوقت لأن العلاقة التي أُسست كانت على أمر مادي ولم تلتفت إلى الأصل : الدين والخلق )) .