الى الأخت الغالية جدا...
لكِ مني خالص الدعاء بالتوفيق والسعادة..
عذرا فسأعود لأكرر طلبي لكِ لأنني ربما لم أوضحه بشكل جيد..
لم أقل أحبي زوجك! فهذا أعلم مدى إمكانيته!! بل كنت أتمنى أنك لم تحاولي -حاليا- الاهتمام بزوجك وذكر عبارات المجاملة والمدح والثناء او " يعطيك العافيه حياتي اهم شي راحتك انت انا مو مهم لا تشيل همي )) أو مثيلاتها... بل أتمنى أن لا تتعبي نفسك نفسيا! بها فأثرها سيكون عكسي! ولا حتى الاهتمام- المبالغ - في الشكل أو البيت بل أتمنى منك الحياة الطبيعية الهادئة البعيدة عن الضجيج والضوضاء والتعب .. مارسي حياتك الاعتيادية بزيادة شي واحد فقط!
وهو بناء نفسك! فأنا أدرك تماما ربما أكثر من الآخرين حجم الانهيار النفسي الذي تعيشينه...وأدرك حاجتك الى ترابط داخلي وإيجاد فسح للسعادة والبهجة وهي ضروريات لا يمكن الاستغناء عنها او على الأقل الراحة والهدوء بعيدا عن لضغط النفسي المتواصل نتيجة وجود واجبات تجاه رجل لا تملكين ان تبتسمي حتى في وجهه!
لذلك اتمنى منك ان تصرّي وتحاولي وتضغطي بشتى الوسائل على زوجك ان يسمح لك بإكمال تعليمك لا أقول اطلبي فواضح أن زوجك متمسك بأفكاره وأن الوضع يتطلب صراع! لكن أكرر صارعي من أجل نفسك وحياتك ومستقبلك!...
استخدمي مشاعره استغليها في كسب قلبه لهذا الأمر! إذا كنت ترين أن اللطف واللين والكلمة الحلوة مؤثرة فاستخدميها! وإذا رأيت العكس حاولي بطريقة مناسبة إقناعه بتوفير مجال لك للإحتكاك بالعالم الخارجي وخصوصا التعليم والإحتكاك بالصالحين فالمرء شيطان! والاثنان شيطانان والثلاثة جماعة! والأخ الصالح أكثر الأمور متعة في هذه الدنيا الزائلة!
أما داخل عالمك الصغير فاهتمي ببناء نفسك إيمانيا! اتخذي لنفسك جدول معين او خطة مصغرة... برنامج وقت لحفظ القرآن وقت آخر لممارسة الرياضة وقت ثالث للانترنت... وقت رابع للقراءة المنوعة... وهكذا... بمعنى آخر انسي تماما وجود مشكلة الزوج تخيلي أنه غير موجود وعيشي حياتك استمتعي بها بعيدا عنه... لكن فيما شرعه الله..
لا أريد ان أفرض عليك اي أمر لكن حبذا لو تضغطي على نفسك بهذا الموضوع مثلا فيه مواقع كثيرة فيها مجموعات تحفظ القرآن... ممكن الانتساب الى أحدها.. ابحثي عن مواقع جادة وذات توجه ثقافي وإسلامي وشاركي فيها ليس فقط بموضوعات اجتماعية بل ثقافية فكرية تربوية وهكذا عطائك ونجاحك سيكون ممتع جدا جدا جدا لك
القراءة إذا كنت ممن لا يحبذها ابتدأي بقراءة القصص والرويات ثم اتخذي كتيبات قصير وسريعة وشيئا فشيئا ستتعلقين بها وستجدينها بديلا رائعا وممتعا..
الحياة ليست هي الزوج فحسب بل الحيالة واسعة جدا لكن قليل من يعرف اغوارها.،
أمر أخير.. قيام الليل.... شيء لا يمكن وصفه! أثره غريب عجيب بشكل لا يصدق.. لا أظنه يخفاك لكن من باب التذكير لي ولكِ
أما مسألة تغيير شخصيته ؟؟؟
فأنا أدرك أنك ربما لن تقتعني بها لأنني حينما كنت أشعر بالفشل أموت ألف مرة بل أحقد على من نصحني بالمحاولة! لأنني ظننت انه يضحك علي أو نصحني نصيحة لا تناسبني! بالطبع ليس ذنبه لكنت كنت أشعر (بالقهر!) لمَ لم يفهمني احد!
لكن مع الزمن وحين رأيت النتائج أدركت ان من يبذل جهد يحصل عليه... لكن تبقى المشكلة الزمن! يحتاج الأمر الى زمن!
مشكلة زوجك ليست بعيدة عن مشكلة زوجي.... استطيع أن أصفها بـ الشخصية السلبية
ليس لديه استعداد حتى في تغيير حياته! يعني قد يعيش تعيس ورغم ذلك ليس لديه رغبة في تغيير هذه التعاسة!
يدرك أن الطرف الآخر لا يحبه لكنه لا يقوى حتى على التفكير في الحل ولا يقدر على المواجهة!
يملك أن يتزوج أخرى ولكن لا يفكر خوفا وهربا وسلبية!
حتى في اتخاذ موقف! حتى في ان يغضب أو يصرخ أو يرفض أو يمنع كل ما يملكه هو الرأي السلبي او الأخف مسؤولية...
ولذلك هذا النوع من الصعب التعامل معه! فحتى الشخص العصبي يمكن ان تختار معه طريقة للإقناع لكن شخص يرفض التفكير بل يهرب من المواجهة فتلك مشكلة لأنه يغلق عنك كل مفاتيح الحل...
ورغم ذلك ليس هناك شيء اسمه مستحيل! بل كل شي ممكن مادام جائزا! لان الله قادر عليه وكفى!
لكن المشكلة هي انتِ- لا تزعلين علي ترى ما أقدر على زعلك- أشعر أنه ليس لديك رغبة في محاولة تغييره وليس الأمر عدم إمكانية! وأتساءل كيف تقررين الاستمرار معه وفي نفس الوقت لن تغيريه وسيبقى بهذه العقلية وهذا التفكير؟!! لست أدري غاليتي ولكن أتمنى أن لا تكوني سلبية مثله! وتظلين تتعذبين وتتألمين بقية حياتك! وأنت تدركين ان الوضع ليس يوم ولا اثنان ولا عشرة! بل عمر بأكمله!!
حاولي تغيير شخصيته فيما يتعلق بأمورك أنت! كالتعليم والوظيفة!... ثم غيريه فيما يتعلق بالأمور التي تمثل مستقبلكما معا...
اضغطي عليه من ناحية تغيير مستوى علاقته بربه! لانه فعلا أمر جدا مؤثر ليس عليكما فقط بل حتى على الأطفال ستكون خلافات كثيرة مستقبلا إذا كبر الأطفال وبدأت قرارتهم الخاصة بالظهور!... ذكريه بالله استغلي الفرص لذلك... الأحداث السياسية......... مشهد تلفازي ...ممكن يكون الأولاد وسط مناسب لهذا الأمر... بل يمكنك الاتصال باحد المراكز الدعوية في منطقتك أو بلدك- بعض المراكز يمكنها ذلك- السعي في الاتصال به --ليس الاتصال لهاتفي بل المقصود الاحتكاك- والتعرف عليه والارتباط به وتقديم نصائح ودعوات لمحاضرات وانشطة و برامج وهكذا
لا تتركيه ليس من اجله بل من أجلك أنتِ! حاليا نعم ربما لا تستطيعين المحاولة لكن بعد فترة تطول أو تقصر ستحاولين رغم عنك! لأن الشعور بأنك تموتين ببطء! سيجعاك تثورين من جديد تحاولين إنقاذ نفسك!
أما بالنسبة لكِ فالمجال واسع جدا للتأثير عليه ليس فقط من الناحية الإيمانية بل من مختلف النواحي لكن للأسف يتطلب عطاءا انثويا لست أدري لكن أتوقع أن ظروفك النفسية حاليا ربما تمنعك من ذلك...
لدي الكثير الذي أقوله لكن لست أدري عن رغبتك في سماعه! ربما فرصة أخرى...
وأعتذر إن قسوت لكنها قسوة المحب الناصح...
لمحة اخيرة من قال إنك لا تستحقين؟ ! بل تستحقين الكثير.. وأنا أول من يؤمن بذلك..
لك كل الدعاء بالتوفيق