إلى المطلقات والمطلقين.. تذكرة
قالت الأخت الداعية، في حديث فضائي بإحدى القنوات، إن المرأة المطلقة، حين تغادر - برغبتها - منزل زوجها بعد وقوع طلاقها، تأثم.. ويأثم زوجها إن أجبرها على الخروج من بيته بعد تطليقها.
حين سمعتها فكرت بقصص الطلاق التي نسمعها من حولنا، كم من امرأة طلبت الطلاق من زوجها، بلحظة غضب، ثم حملت حقيبة ملابسها.. وغادرت بيتها.
وكم من زوج نطق بأبغض الحلال ثم فتح باب بيته وألقى زوجته في الشارع!
وهناك من يأخذ زوجته بزيارة إلى بيت أهلها فتفاجأ به يطلقها خلال ساعات، بدون سابق إنذار، ولا أسباب أو أعذار.. هكذا بمنتهى النذالة.. وكأنها لم تكن يوماً شريكته ورفيقة حياته!
وبالأمس رأيت مشهداً في مسلسل تلفزيوني عربي، كان الزوجان فيه يتحاوران بحدة وغضب، وهما في السيارة، فقد الزوج أعصابه وأعماه الغضب، فأوقف السيارة في الشارع وقال لزوجته «أنت طالق.. انزلي من السيارة»، ففتح لها الباب ورماها في الشارع، وانطلق بسيارته!
الداعية قالت إن على المطلقة أن تبقى في بيت طليقها، طوال فترة عدة الطلاق، وأنه لا يحق لها أن تخرج منه، ولا أن يخرجها أحد منه، بدليل قوله عز وجل {لا تخرجوهن من بيوتهن، ولا يخرجن، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة} - سورة الطلاق.
قالت ان الله قد انتزع ملكية البيت من الزوج وأعطاها للزوجة خلال عدة الطلاق، ولا يحق لمخلوق أن يخرجها من بيت الزوجية قبل انتهاء العدة، حتى يأتي الله أمراً كان مفعولاً.. وإن لله في هذا الأمر حكمة، وهي أن يبقى الزوجان على تماس، تحت نظر بعضهما، وتحت سقف واحد، وقد يكون هذا سبباً في إعادة لم شملهما، وترميم ما بينهما، بعد أن يهدأ الغضب، وتمر الأيام، وقد يلعب الأولاد دوراً في الجمع بين والديهما فيعدلان عن الطلاق قبل انتهاء العدة. ذكرت الداعية كيف سمعت عن امرأة تركت بيت زوجها بعد أن طلقها، وذهبت تقضي العدة في بيت أهلها، فزارتها الداعية وأمرتها بالرجوع إلى بيت زوجها وإكمال شهور العدة هناك، فاستعجب أهل المطلقة كيف تذهب ابنتهم إلى بيت رجل طلقها وما عاد يربطها به علاقة؟.. قالوا إن الناس «ستأكل وجوههم» بالنقد، وأن العادات والتقاليد تقضي أن تخرج المطلقة من بيت الزوجية فور طلاقها.. فردت عليهم الداعية بقولها «إن الأعراف والتقاليد التي تناقض أوامر الله نسحقها بأقدامنا.. فلترجع إلى بيت زوجها حتى انتهاء العدة».
وفعلاً عادت المطلقة إلى بيت زوجها، وتؤكد الداعية - جزاها الله خيراً - أنه لم تنتهِ العدة إلا وعاد الزوجان إلى بعضهما، وهما الآن يعيشان بسعادة وتوفيق من الله.
فلنتعظ أيها الأخوة، ولنتذكر أوامر الله حتى في أحرج ظروفنا، لأنه، تبارك وتعالى، لم يأمرنا بشيء إلا لخير فيه لنا.. فتخيلوا معي لو أن كل المطلقين والمطلقات نفذوا أمر الله، واستمروا في بيت واحد خلال أيام العدة.. كم من العلاقات كانت ستتعافى وتعود أقوى من السابق؟.. ولاسيما وأننا نسمع أن الإحصائيات تؤكد أن معظم الطلاقات باتت تتم بسرعة وسهولة، وبلا أسباب جوهرية مقنعة، خاصة في السنة الأولى من الزواج، تحت تأثير شياطين الغضب والعناد؟!
منقول للكاتبه
هيام المفلح