الحج أسئله وأجوبه - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

الفتاوى الشرعية الفتاوى الشرعية والدينية وخاصة فتاوى الأسرة والمجتمع

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 23-01-2004, 03:15 AM
  #1
زوج واقعي
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Sep 2003
المشاركات: 1,220
زوج واقعي غير متصل  
Post الحج أسئله وأجوبه

السؤال :
لقد عزمت على الحج هذا العام، وأرغب منكم بياناً مفصلاً عن أعمال الحج حتى أستطيع أداء المناسك على الوجه الصحيح، وأرجو التفصيل في ذلك ؛ لأن هذا يهم الراغبين في الحج ولقرب موسم الحج هذه الأيام . أثابكم الله وجزاكم الله خيراً.
الجواب :
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أيها المسلمون من حجاج بيت الله الحرام:أسأل الله لنا ولكم التوفيق لما يرضيه والعافية من مضلات الفتن، كما أسأله سبحانه أن يوفقكم جميعاً لأداء مناسككم على الوجه الذي يرضيه، وأن يتقبل منكم وأن يردكم إلى بلادكم سالمين موفقين، إنه خير مسؤول.
أيها المسلمون من الحجاج وغيرهم: إن وصيتي لكم هي تقوى الله سبحانه في جميع الأحوال والاستقامة على دينه والحذر من أسباب غضبه، وإن أهم الفرائض وأعظم الواجبات هو توحيد الله والإخلاص له في جميع العبادات ، مع العناية باتباع رسوله –صلى الله عليه وسلم- في الأقوال والأعمال، وأن تؤدى مناسك الحج وسائر العبادات على الوجه الذي شرعه الله لعباده على لسان رسوله وخليله وصفوته من خلقه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله –صلى الله عليه وسلم-. وإن أعظم المنكرات وأخطر الجرائم هو الشرك بالله سبحانه، وهو صرف العبادة أو بعضها لغيره سبحانه؛ لقول الله –عز وجل-: " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" وقوله سبحانه يخاطب نبيه محمداً –صلى الله عليه وسلم-:" ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين".
حجاج بيت الله الحرام: إن نبينا –صلى الله عليه وسلم- لم يحج بعد هجرته إلى المدينة إلا حجة واحدة وهي حجة الوداع وذلك في آخر حياته –صلى الله عليه وسلم- ، وقد علَّم الناس فيها مناسكهم بقوله وفعله، وقال لهم –صلى الله عليه وسلم- :" خذوا عني مناسككم".
فالواجب على المسلمين جميعاً أن يتأسَّوا به في ذلك، وأن يؤدوا مناسكهم على الوجه الذي شرعه لهم؛ لأنه –صلى الله عليه وسلم-هو المعلم المرشد، وقد بعثه الله رحمة للعالمين وحجة على العباد أجمعين، فأمر الله عباده بأن يطيعوه، وبين أن اتباعه هو سبب دخول الجنة والنجاة من النار ، وأنه الدليل على صدق حبّ العبد لربِّه وعلى حبِّ الله للعبد، كما قال الله تعالى:" وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" وقال سبحانه :" وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون" وقال –عز وجل-:" من يطع الرسول فقد أطاع الله" وقال سبحانه :" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً" وقال سبحانه :" تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم*ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين" وقال عز وجل :" قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون" وقال تعالى :" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم" والآيات في هذا المعنى كثيرة.
فوصيتي لكم جميعاً ولنفسي تقوى الله في جميع الأحوال والصدق في متابعة نبيه –صلى الله عليه وسلم- في أقواله وأفعاله لتفوزوا بالسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة.
إلى منى يوم التورية:
حجاج بيت الله الحرام: إن نبينا محمداً –صلى الله عليه وسلم- لما كان يوم الثامن من ذي الحجة توجه من مكة إلى منى ملبياً وأمر أصحابه –رضي الله عنهم- أن يهلُّوا بالحج من منازلهم ويتوجهوا إلى منى، ولم يأمرهم بطواف الوداع، فدلَّ ذلك على أن السنة لمن أراد الحج من أهل مكة وغيرهم من المقيمين فيها ومن المحلِّين من عمرتهم وغيرهم من الحجاج أن يتوجهوا إلى منى في اليوم الثامن ملبين بالحج، وليس عليهم أن يذهبوا إلى المسجد الحرام للطواف بالكعبة طواف الوداع.
ويستحب للمسلم عند إحرامه بالحج أن يفعل ما يفعله في الميقات عند الإحرام: من الغسل والطيب والتنظيف، كما أمر النبي –صلى الله عليه وسلم- عائشة بذلك لما أرادت الإحرام بالحج وكانت قد أحرمت بالعمرة فأصابها الحيض عند دخول مكة وتعذر عليها الطواف قبل خروجها إلى منى، فأمرها –صلى الله عليه وسلم- أن تغتسل وتهل بالحج ففعلت ذلك فصارت قارنة بين الحج والعمرة.
وقد صلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه-رضي الله عنهم- في منى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً من دون جمع، وهذا هو السنة تأسياً به –صلى الله عليه وسلم-، ويسن للحجاج في هذه الحالة أن يشتغلوا بالتلبية وبذكر الله –عز وجل- وقراءة القرآن وغير ذلك من وجوه الخير، كالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإحسان إلى الفقراء.

إلى عرفة بعد طلوع الشمس يوم التاسع:
فلما طلعت الشمس يوم عرفة توجه –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه –رضي الله عنهم- إلى عرفات منهم من يلبي ومنهم من يكبّر، فلما وصل عرفات نزل بقبة من شعر ضربت له في نمرة واستظل بها –عليه الصلاة والسلام- ، فدلّ ذلك على جواز استظلال المحرم بالخيام والشجر ونحوها.
فلما زالت الشمس ركب دابته –عليه الصلاة والسلام- وخطب الناس وذكرهم وعلمهم مناسك حجهم وحذرهم من الربا وأعمال الجاهلية، وأخبرهم أن دماءهم وأموالهم وأعراضهم عليهم حرام، وأمرهم بالاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم-، وأخبرهم أنهم لن يضلّوا ما داموا معتصمين بكتاب الله وسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- . فالواجب على جميع المسلمين من الحجاج وغيرهم أن يلتزموا بهذه الوصية وأن يستقيموا عليها أينما كانوا، ويجب على حكام المسلمين جميعاًَ أن يعتصموا بكتاب الله وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- وأن يحكّموهما في جميع شؤونهم وأن يلزموا شعوبهم بالتحاكم إليهما، وذلك هو طريق العزة والكرامة والسعادة في الدنيا والآخرة، وفق الله الجميع لذلك.
ثم إنه –صلى الله عليه وسلم- صلى بالناس الظهر والعصر قصراً وجمعاً جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين، ثم توجّه إلى الموقف واستقبل القبلة ووقف على دابته يذكر الله ويدعوه، ويرفع يديه بالدعاء حتى غابت الشمس، وكان مفطراً ذلك اليوم، فعلم بذلك أن المشروع للحجاج أن يفعلوا كفعله –صلى الله عليه وسلم- في عرفات، وأن يشتغلوا بذكر الله والدعاء والتلبية إلى غروب الشمس ، وأن يرفعوا أيديهم بالدعاء ، وأن يكونوا مفطرين لا صائمين، وقد صحّ عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه قال:" ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم ملائكته"، وروي عنه –صلى الله عليه وسلم- أن الله يقول يوم عرفة لملائكته :" انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبراً يرجون رحمتي، أشهدكم أني قد غفرت لهم" . وصح عنه –صلى الله عليه وسلم- أنه قال :" وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف".



__________________
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:43 PM.


images