قالت لأمي _والألم يعتصر قلبها_ : ((تزوجنا صغاراً ,كنت أحبه كثيراً وهو كذلك,تفانيت في خدمته وطاعته,أبذل كل ما في وسعي لأُقر عينه وأفرح قلبه وجسده ...
كان فقيراً,صبرت على فقره وقلة ذات يده .., لم أظهر التبرم أو التضجر من حاله , لم أحمَله فوق طاقته أو أُثقل عليه في الطلب ,بذلت مهجتي له ....,أمور الأبناء وحوائجهم أنا التي كنت أقوم بها ...,أسعى جاهدةً لأريحه ...
حتى ملابسه وحاجاته كنت أنا المتكفلة بها ,علاقتي بأهله على خير ما يرام ..
وفوق كل ذلك......؛تزوج عليََ بأخرى !

جرح قلبي الضعيف ,الذي طالما تفانى في حبه وإكرامه, وأنهك جسدي النحيل بالتفكير والهموم ...حتى ساءت حالتي النفسية ........ لماذا؟؟ ...لماذا؟؟
أهكذا يُقابل الإحسان؟؟
ويا ليت الأمر يصل إلى هذا الحد ,بل انقلب حبه بغضاً لي في حين أن حبه يأسر قلبي ويوثقه بالأغلال التي طالما سعيت لإذابتها ... ما أحب أن يُشاك بشوكة أو يُصيبه أذى ..
يدخل البيت مزمجراً وكذاك يخرج..!
علاقته بي ساءت ,وكذلك أصبحت علاقته بالأولاد .. كثير الخصام يفتعل المشاكل لأتفه الأسباب..

أحبه ,وأحب من يحبه .... حتى بعد زواجه لم آلُ جهداً في خدمته وخدمة زوجته ..
كم مرةٍ دعوت الله في بيته وعند كعبته أن يخرج حبه من قلبي ...وأن يريحني ويفرغ علي ََ صبراً))

ألهذه الدرجة أنت وفية أيتها المرأة !!
كل هذا الصدود والإعراض ..تقابلينه بالحب والإخلاص!!
ولكنََ قلبك لا يعترف إلاََ بأول سـاكنيه , حتى وإن كان هذا الساكن هو من يضرم النار فيه ويطعنه في لبِِِه طعنةً نجلاء على حين غرََة ...

هذه قصة جارتنا ,.....وغيرها كثير , حتى إن بُنيََاتها الآن يرفضن الزواج ألا أن تكون هي الزوجة الثانية عسى أن يحضين ببعض الود الذي تحضى به زوجة أبيهن !
لماذا أيها المعدد؟؟
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟؟
ثم...قبل كل شيء ؛ من الذي استن لك أن تتزوج بأخرى ؟؟
أليس الرسول العظيم صلوا ت ربي وسلامه عليه ؟؟
ولكن ..سائل نفسك..,هل أنا آخذ من فعله ما يوافق هواي فحسب و أترك ما عداه؟؟
قل لي !
كيف كان عليه السلام في تعامله مع أهله ؟.. أي أخلاق رفيعة كان يحتوي بها نساءه ؟
أي عدلٍ,..أي نبلٍ ,أي حلم ..
بل أي حب ٍ ,أي ودٍ ..أي لطف
هيا ..سائل نفسك..هل أنت كذلك مع كل زوجاتك؟.... هذا بغضِِ النظر عن الأمور المادية من نفقة ومبيت وغير ذلك ..فهذا أمر مفروغ منه .
أعرف... سوف تقول لي : على رسلك ِ....فقد قال حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم_معتذراً لربه عما يحدث منه من ميل قلبي لا يد له فيه : ((اللهم هذا قسمي فيما أملك ,فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ))
ولكني أقول لك أيها الأريب :
أليس مما تملك الكلمة الطيبة تزرعها في قلب زوجتك المحزونة تطفىء بها ناراً اشتد لهيبها ؟؟!
أليس مما تملك اليد الحانية تواسي بها نفساً مكلومة طُبعت على الغيرة وجُبلت على حب التملك ؟؟
لا أعتقد أنك قد تعجز عن مثل هذه الأشياء..

أيها الرجل...
أربأ بك أن تأتي يوم القيامة وشقك مائل ... فلا تضحي بأمور مصيرية كهذه من أجل امرأة !
أو من أجل هواك الذي مِلت معه , فهوى بك

أعذروني ..فإنني غضبى ...
واسمحوا لي بأن أقولها بملء فيََ ...
أكككككككككرهك.......