زوجتي .. هديتك أسرجت قناديل أشواقي
زوجتي الغالية...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هديّتك الناعمة المعبّرة عن وجدانٍ حيٍّ صادق، ومعنًى سامٍ، وصلت إليّ موقّعة بذوقك الرفيع، وعذوبة سطورك اللطيفة الحانية، وقد أعادتني إليك، أعادتني إلى بنفسج الحبّ الأول والآخر، أعادتني إلى هدوئك، ورقّة شعورك، أعادتني إلى أكمام الورود التي تداعب النسيم مع خلجات الأصيل! كان لهديتك وقعٌ خاصٌ بأسر الروح، فسبحان الله الذي أنطق نبيه -صلى الله عليه وسلم- بنور الحكمة من فوق سبع سماوات: "تهادوا تحابوا".
فقد أحسست أنك معي بكل روعة الذكرى، معي بهذا القلب الوفيّ الأبيض كأزهار النرجس، معي بعطر الماضي، وأنفاس الحاضر، وبهاء المستقبل الواعد بإذن الله، على الرغم مما يعجّ في فضاء الأمة من حرائق! فهل لنا –أيتها الرائعة- أن نسرّج قناديل أشواقنا؟! وهل لنا –يا واحة حبّي- أن نسيّج هذا التواصل بقبسات الإيمان؟! فأنا زهرة حزينة في هذه الغربة، وأنتِ بستانيَ الرحب، أنا كتاب مغلق وأنتِ تفاصيلي، أنا في غربتي خفقة طيبٍ وأنتِ كل هذا الشذى، أتراني أحبّك أنهارًا من الفلّ، أناديك أنت يا قامة النخل.. يا أغلى حروفي!! أنتِ توقّعين مع كل نبضٍ إليّ: ما أجمل عودتك!! وهل تظنين –يا عبق أيامي- أني لن أعود؟! أنا عائد إليكم بعون الله! عائد إلى حمائم الروح، عائد إلى أشجار عائلتي غصناً غصناً، عائد إلى رُبا بلادي حيث أبتكر مواعيد خضراء تليق بأحجارها وأطيارها! عائد إلى شموسها الطازجة حيث الضياء يوصلنا بالضياء، عائد إلى مرابع الأهل حيث المؤانسة تجدّد إلى المؤانسة، عائد إليك حيث تنتظرين إيابي ساعة ساعة!! عائد إليك –يا وجد عمري- كي نطرّز معًا بساط أحلامنا القادمة، عائد إليك مع أناشيد العنادل كي نقنص لحظات الفرح من بين دفاتر الأسى!! عائد إليك كي أغادر ما لم أكن أغادر، عائد إليك من صقيع النفي كي أرسو على شواطئك الدافئة!! فهل أليقُ الآن يا غاليتي بأقمار وصلك!
منـــــــــقول
ـــ إلى كل زوج تلقى هدية غالية من زوجته الغالية