[SIZE="5"]آه..أصبحنا وأصبح الملك لله..ما أجمل هذا الصباح..وما أسعدني اليوم..يبدو أنني نمت ليلة البارح جيداً..لم أر أثناء نومي ما يزعجني..بصراحة لا أدري ما الذي أراه..لكني أقضي نومي منزعجاً على أية حال....
عفواً..نسيت أن أعرفكم بشخصي..اسمي (------)..عمري ستة أشهر..هل تريدون أن تعرفوا ماذا يزعج رضيعاً في مثل سني؟!!!
إنه ذلك الشيء المحطم..المعلق فوق رأسي..لعبة اشترتها لي أمي..فراشات تدور وتعزف ألحاناً موسيقية..كانت تشدني كثيراً بحركاتها ودورانها وأصواتها المنبعثة منها..لطالما تمنيت أن أعرف كنه ذلك الكائن العجيب..طالما حاكيتها وبادلتها الصراخ..اقصد!الغناء..حتى تمكنت من الإمساك بها..
كان ذلك الحدث الرهيب في الليلة قبل البارحة...أخيراً!أصبحت أسيرة قبضتي الصغيرة... لأني كنت!!أملك قوة كافية لأن أقتلعها من مكانها...آه..ماذا حدث..؟!!ما عاد ذلك الكائن يدور ولا يغني...لقد قضيت عليه..!!!!
ضحكت أمي ضحكتها الحنون..وقالت وهي تداعبني: سأشتري لك غيرها..
بالأمس لم يكن فوق سريري سوى ذلك الحطام..ساكناً هادئاً على غير العادة..ولكني قضيت نومي ساكناً هادئاً على غير العادة أيضاً...لذلك لا أريد لعبة جديدة يا أمي..
لطالما هدأت نفسي وسعدت في بيت جدتي..كانت دائماً تفتح المذياع على إذاعة القرآن الكريم.. كنت أستمع والسكينة تملأ نفسي الطاهرة..حتى أنني كنت لا أنام إلاَّ على صوت المذياع..ينشر الحق في أرجاء الغرفة...
جدتي توصي أمي دائماً بأن تمتنع عن شراء ملابس مرقعة بالصور المحرمة لي..وأمي تتعذر بأنها مكرهة لا مختارة..فهذا هو ما يعرض في الأسواق..
وأنا ببراءة الطفل ونقاء الفطرة..أصرخ:
"أبعدوا عني الصور..أبعدوا عني الموسيقى..أريد أن تحفني الملائكة..وهي تسبّح في نورانيتها تبعث الراحة والطمأنينة في نفسي المرهفة..
لا أريد تراقص الشياطين..ولا مزاميرها المزعجة.."..
أعرف أن أمي تريد راحتي..وسعادتي...ولكن عليها أن تعرف كيف تحققها..!!!
ليتها تعرف لغتي..!!!
أرجوكم..أنتم أخبروها...!.
[/SIZE]