إن النساء رياحين
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الكريم ، وبعد
في خارج المنزل
هوفي خارج منزله قرآن يمشي على الأرض.
الحكم البليغة لاتفارق لسانه .
طبيب بارع يعالج مشاكل أصدقائه ومعارفه وجيرانه .
ابتسامته لاتفارق ثغره .
وقلبه يتسع لمشاكل الجميع .
أما حلمه عن تهم الناس وسوء معاملتهم فقد بلغ ذروته .
في داخل المنزل
وعند عتبة المنزل ، وقبل دخوله البيت ومع دعاء الدخول الى المنزل ، يخلع ذلك اللباس ويستبدله بلباس آخر لايصح لأحد أن يراه به ا لا أهل بيته .
وينعقد لسانه عن تلك الحكم البليغة فينسى مواعظه .
تختفي تلك الابتسامة الرائعة ويحل مكانها جبين مقطب .
يصبح صدره ضيقا حرجا كأنما يصعّد في السماء .
أما آخر ما يحمل في جعبته من حلم فقد فرغ تماما وتصدق به على آخر صديق قابله قبل دخوله المنزل .
فهوغير مستعد لأن يسمع من زوجته شكوى ، أوطلبا من طلبات المنزل ، أو أمرا يخص أحد الأبناء . لقد انتهى عمله بمجرد دخوله بيت الزوجية .
فماذا يتحمل ؟
هل يتحمل الناس خارج المنزل ؟ أم يتحملهم داخله ؟
هو بشر يريد من يتحمله ويخفف عنه همومه وأحزانه .
وكلام لاحصر له ولا عد ، تسمعه الزوجة المسكينة وعليها أن تتحمل صابرة .
كيف لا ! والكتاب الذي أهداها اياه بالأمس يقال فيه" حين قدوم زوجك لابد وأن ترسمي على شفتيك ابتسامة عذبة تزيلين بها همومه وأحزانه وأن لاتطالبيه بأي طلب أو تشتكي اليه أمرا "
أيها الزوج :أما آن لك أن تعلم بأن للمرأة هموما وأحزانا تفوق همومك وأحزانك ، وأنها كائن حي رقيق تحتاج الى من يطببها ويساعدها ويعطيها من وقته ، فاذا كنت أنت ----
أيها الزوج الحنون --- بعيدا عنها وعن مساعدتها ومداواتها ، فالى من تسعى من الأصدقاء ؟
فهي لاترتضي سواك صديقا ولاترتضي سواك طبيبا .
واعلم أن جلوسها في البيت لايعني شعورها بالراحة والهدوء ، فان لديها أبناء تتعامل معهم وتربيهم لتنشئهم نشأة صالحة ، وكل هذا يحتاج منها الى جهد نفسي وقلبي وجسدي أكبر من الجهد الذي تقوم به أنت في مكتبك ، ولو تبادلت معها الوظيفة لما استطعت عليها ساعة من نهار ، كيف لا ؟
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعادل وظيفتها بالجهاد في سبيل الله والذي هو ذروة سنام الاسلام .
ان النساء رياحين خلقن لكم .... وكلكم يشتهى شم الرياحين
منقول