~¤¦¦§¦¦¤~ لماذا يشغل الجنس جزءا كبيرا أحيانا من تفكيرنا؟ ~¤¦¦§¦¦¤~
د. هبة قطب
أستاذة الصحة الجنسية والاستشارات الزوجية
الجنس من الغرائز الإنسانية الأساسية مثل الطعام والشراب والنوم، والأمومة لدى الإناث، وبالنسبة للذكور فإن الأمور أكثر تعقيدا حيث تخلق الغريزة والرغبة عندهم سويا منذ يوم تخليقهم (وليس ولادتهم)، فيكونون أكثر دراية بما يحدث في جنباتهم النفسية والحسية ويستطيعون بسهولة ربط ذلك بالرغبة الجنسية والاحساس بالإثارة حتى من قبل الوصول إلى مرحلة البلوغ، وحتى ذلك الحين تتوقف الأمور في معظم الأحيان عند الميل.
إمّا عند بداية مرحلة البلوغ والتي تبدأ قبل حدوث الاحتلام عند الذكور بحوالي سنتين أو نحو ذلك، تتحوّل الأحاسيس إلى أحاسيس رغبة جنسية صريحة تنمو حتى تصل إلى ذروتها في مرحلة المراهقة، وهي السنين الأولى بعد حدوث الاحتلام، وحتى منتصف العشرينات تقريبا مع خضوع ذلك لعدة متغيرات مثل القالب الجنسي لكل شاب وظروفه المحيطة به مثل كم تعرّضه للمثيرات والمغريات، والأماكن التي يتواجد فيها، والثقافات التي يترعرع على أسسها، وأيضا اهتماماته الشخصية وكيفية قضائه لوقته، وعمّا إذا كان يمارس رياضة أم لا، وطبيعة تكوينه الجسماني، وفوق هذا وذاك، مدى التزامه الديني والذي هو أكثر الأسلحة فعالية في وقاية الشباب شرّ الفتن، وأكبرها فتنة الغواية الجنسية.
وعودة لسؤالك فأقول إن الجنس الآن موجود في كل مكان، في التلفزيون والإذاعات والشوارع والنوادي وحتى أماكن تلقي العلم، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله، وهذا من العوامل التي جعلت هذا الغول المسمّى بالجنس يملأ عليك تفكيرك أنت والشباب في مثل سنّك، أمّا ما جدّ على هذا الشيء فهو أن الفتيات أيضا انضممن لهذا الطابور الذي يملأ عليه الجنس تفكيره بسبب ما هو متاح من دواعي لهذا الفكر المحموم، ولكن هذا ليس عذرا للضعف أمام كل هذه المغريات، إذ أن هناك سؤالا يطرح نفسه وهو أين جهاد النفس إذن إذا ضعف الانسان أمام أي من المغريات؟، وأين السعي وراء المكانة التي وعد الله ورسوله بها من شبّ في طاعة الله؟!
وعموما أيها الشاب، إذا لم تترك الأفكار رأسك وتخرج إلى حيز التنفيذ أو العصيان فلا لوم ولا جُناح، ولكن هذا غير مضمون، أو على الأقل ليس طويل الأمد -إلاّ من رحم ربّي- وعلى ذلك فأنا دائما ما أنصح الشباب بمحاولة إخراج هذه الخواطر من رؤوسهم خشية الضعف الانساني وغلبة هوى النفس والاستجابة لزلاّت الشياطين، وإحلال مكان ذلك الانشغال بممارسة رياضة تُخرِج ما في أجسادهم الفتية من طاقة، وهذا هو أحسن الحلول وأكثرها فاعلية في هذا الأمر..وفّقكم الله لما يحب ويرضى، وأفرغ عليكم صبرا إلى أن يشاء أمراً كان مفعولا، ويسّر لكم طريقا يرتضيه لإفراغ طاقاتكم الجنسية بالزواج من الصالحات والصالحين بإذنه تعالى.
ما الانتصاب؟
ولنبدأ حكاية الانتصاب من بدايتها، فالانتصاب هو الاستجابة الجسدية العضوية للإثارة الجنسية، ويكون ذلك تبعاً لتطوّرات الدورة الجنسية، فأولاً يحدث التنبيه الحسّي ذو الطابع الجنسي، فتصل الإشارات العصبية التي تحمل هذا المعنى إلى المركز المعني في الجهاز العصبي، والذي يُصدر أوامره بدوره إلى الغدد المختصّة بإفراز المواد الكيمياوية الّلازمة من هرمونات إلى غازات إلى إنزيمات.....
ثم يسري كل ذلك في الدم وتستجيب الأعضاء المعنية بوجهٍ خاص لهذه الغازات السائلة والهرمونات، وأهمها غاز أوكسيد النيتريك، الذي يؤثّر على مستقبلات عصبية خاصة به موجودة بشكلٍ كبير في الأنسجة الانتصابية الموجودة بدورها في الجزء العلوي من العضو الذكري، وفي عضو البظر والشفرين الصغيرين عند المرأة، ولكن الانتصاب المعروف بشكلٍ أكبر هو الانتصاب الذكري حيث الطرف الإيجابي في العلاقة الزوجية، وحيث الوضوح بشكلٍ جلي وصريح.
فماذا يحدث إذن؟.. يعمل أوكسيد النيتريك والمستقبلات التي تتعاون معه على فتح جميع البوّابات والصمامات الموجودة في الأوعية الدموية في المنطقة التناسلية على مصراعيها، بحيث يتدفّق الدم في الجسمين الكهفيين في العضو الذكري.. وهما اللذان يكوّنان القِوام الصلب للعضو المنتصب، فيتحوّل العضو من كيان قصير ولين ومنكمش إلى آخر أطول وأعرض وأصلب، كما أنّه يغير اتجاهه من السفلي، والذي ينتج عن عدم صلابة العضو في وضع الاسترخاء، فيتجه لأسفل بفعل وزنه الذي تجذبه الجاذبية الأرضية، أمّا حال امتلائه بالدماء، فهو يعود لحجمه واتجاهه الأصليين، هذا الاتجاه الذي خرج به من الجسم حال تخليقه وهو للأمام ولأعلى قليلا بحيث يصنع مع الجدار الأمامي للبطن زاوية مقدارها 45ْ-55ْ وهي نفس زاوية ميل القناة المهبلية أيضا مع الجدار للبطن، فسبحان الله العظيم.
ومما هو جدير بالذكر أن الانتصاب الأنثوي يحدث بنفس الطريقة ولكن في عضو البظر والشفرين الصغيرين بمقدار أحجامها، وبالرغم من أن ذلك ليس له وظيفة إيجابية في العلاقة الزوجية الحميمة، ولكنه يضيف إحساسا أكبر بالمتعة لدى الطرفين....
أعتقد أن هذه معرفة كافية وشبه وافية عن الانتصاب.
الحب بين الشاب والفتاة حلال ولا حرام؟
لو لم يوجد الحب لما كانت الحياة وأنا أقصد الحب بمعناه المطلق.
كثيراً ما يكون محفزاً للإنسان ودافعاً له لفعل وقول والتفكير في كل ما هو جميل.فمثلاً أنظر كيف تدلل الأم أبناءها وكيف تتقطر كلمات الحبيب عذوبة في حضرة المحبوب وكيف تبدو الدنيا جميلة.
الحب بين الرجل والمراة حلال مادام أنه يسير في حدود الدين والعرف والتقاليد فلا يعطي الإنسان لنفسه ترخيصاً يتخطى به القواعد التي سنها الدين والمجتمع وذلك بحجة أنه يحب.
الحب الحقيقي هو الذي يحافظ فيه المحبوب على المحبوب و يسعد بحبه أمام الناس.
وقاكم الله و إيانا شر أن نجهل أو أن يُجهل علينا، و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
التعديل الأخير تم بواسطة princees ; 14-03-2006 الساعة 01:14 AM