غصب عليك تكوني رومانسية وتحبيني وإلا طلقتك أو تزوجت عليك
في البداية لا بد لي ان أذكر بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم:"لا يفرك(أي لا يكره) مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي آخر".
وبصراحة فإني استغرب من بعض الازواج وبعض الزوجات الذين يشكون دائما عدم رومانسية أزواجهم وزوجاتهم ، ثم يوحون ببؤس حياتهم وشقائها لعدم وجود تلك الرومانسية والحب المنتظر ، فتجد هذا يقول تعبت من هذه الزوجة فهي لا ترسل لي رسائل غرامية ، ولا تتكلم معي بكلمات حب وعشق وغرام ، وإذا طلبت منها ذلك فعلته مرة وتجاهلته مرات ، ثم تأتيه الردود بان طلقها ، أو تزوج عليها واهجرها كليا !
كما أن بعضا من الزوجات يقلن أن أزواجهن حادي الطبع وقساة فيمر اليوم واليومين ولا يقل لي أحبك ، وإذا ذهب لأصدقاءه أو للعمل لا يتصل بي ويسالني عن أحواالي ويعبر عن اشتياقه للعودةإلي! ثم تأتيها الردود بان طنشيه وعامليه بالمثل ، أو أن زوجك غير مثقف وغير واعي لخطورة فعلته الشنيعة فعليك بان تطلبي الطلاق لأنه يستحيل ان تعيشي مع رجل كهذا!
وأنا أقول ما هكذا تورد الإبل ! فلا الشاكين أصابوا ، ولا المشكو إليهم أصلحوا. فهل هذه مشكلات عويصة؟ وهل وجودها يستدعي الفراق والطلاق؟ أو الزواج من أخرى؟ وهل سبب وجود مثل هذه الامور المشكون ؟ أم الشاكين انفسهم؟ هل نظر الزوج الشاكي او الزوجة الشاكيه إلى أنفسهم ؟ ثم هل الحب يأتي عنوة فتحب من تريد ان تحبه ؟أم أن الحب يمنحة الله للمحبوب لصفات ومميزات؟ بل هل هم فعلا يفقدون هذا الحب ؟ أم يخيل إليهم ؟ وهل التعبير عن الحب بالكلمات فقط ؟أو بالقبل والاحضان؟ أم أن التعبير عن الحب يمكن أن يكون بعدم المعاملة السيئة والقسوة وعدم الظلم؟والتساؤل الاخير هل ينبغي أن يكون كل زوجين مثل قيس وليلى ؟ أم مثل روميو وجوليت؟
كان الحسن البصري رحمه الله تعالى يقول:"زوج ابنتك صاحب الدين ، فإن أحبها أكرمها ، وإن أبغضها لا يظلمها" فعدم الظلم هو غاية لكل الناس.
ويقول الله تعالى " فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا" اي إذا أطاعت المراة زوجها في جميع ما يريده منها مما أباحه الله تعالى له فيها ، فلا سبيل له عليها بعد ذلك ، فليس له ضربها ولا هجرانها ، وتمام الآية تهديد للرجال إذا بغوا على النساء من غير سبب.
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها
كفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه
ان اعتقاد الزوج أو الزوجة بوجوب طلب السعادة الكاملة من الآخر هو سبب لاكثر المتاعب المشكلات الزوجية ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينما ذكر الحديث :" لا يفرك مؤمن مؤمنة ...."يوجه كلا من الزوجين إلى التساهل ما دام ممكنا ، فإذا أبغض أحدهما من الآخر صفة جاءت صفة أو صفات أخرى تشفع لصاحبها، وهذه الحياة الزوجية مهمة دينية وليست متعة فقط!
إذا كان الزوجين متفاهمين في كثير من أمورهما ، ومتعاونين في سبيل سعادتهما ، وقد اتقوا الله ، فالحب والرومانسية تعد أمرا ثانويا يجب ان لا يحمل اكثر مما يحتمل .
الموضوع مطروح للنقاش وإبداء الرأي فهل من مناقش؟
21-02-2006, 09:57 PM
ضوابط المشاركة
العرض الشجري