[SIZE=4]الفكر يحتاج إلى مسامرة، والنفس تحتاج إلى محادثة ومطارحة، ولكل وقت للنفس حال ولغة تطلبها وتفهمها، وخاصة وقت المصافاة، فإن وجود الزوج مع الزوجة تفريح للنفس، وراحة البال والقلب، وسكون العواطف الجياشة، فذلك من آيات الله ونعمه، فليحمد الله حتى تربو تلك النعمة ، وليسارع في بذر الخير في قلب الزوجة ، وعزر محاسنها عندك ، وحببها في شخصك وقربها من قلبك ، يصفو لك ودها ويسلس لك قيادها، وتعطيك كل رفدها ، لذلك أيها الزوج المملوء أملاً بالسعادة في الحياة : أنصح لك من كل قلبي نصيحة غالية من شفيق أمين : لا تضن على الزوجة الحبيبة وزدها من المودة والرحمة ، بعاطفة الاحترام والتقدير فالقليل منه له أثر السحر.
أخي وسامعي الزوج الفاضل : المرأة لم تخلق من أجل الرجل كما أن الرجل لم يخلق للمرأة ، ولكن كل منهما خلق لعبادة الله ، وقد جعل الله لكل منهما حاجة للآخر ، لذلك يجب أن تحترم المرأة لنفسها ، وتقدر بقدر ما تسد به حاجة الرجل ويقدر الرجل في علاقته بالمرأة بقدر مايسد حاجاتها .
ذكر في مجلس معاوية رضي الله عنه النساء فذمهن قوم فقال رضي الله عنه : لاتفعلوا ، فما علل المريض ، ولا ندب الميت ، ولا عمر البيوت مثلهن ، ولا احتاجت الرجال إلى مثلهن . وتدبر يا عزيزي الزوج قول النبي صلى الله عليه وسلم عن أنس رضي الله عنه : ( حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء وقرة عيني في الصلاة ) رواه النسائي والحاكم بإسناد جيد ،فانظر إلى هذا القلب الذي لا تخلله إلا محبة الله تعالى ، إذا أحب شيئا سوى الله فالطيب والنساء والصلاة ، وانظر رعاك الله إلى ربطه بين أجمل ما في الدنيا عند رسول الله ، ريح تطيب به النفس ، وعلاقته بزوجه من النساء ، ووقت يقضيه مع الله في محراب الصلاة . ألم يخبر بالحق صلى الله عليه وسلم إذ يقول : ( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ) ، فمسكين وألف مسكين رجل لا أمرأة له ، أو له أمرأة لا يستمتع في دنياه بخيرها ، يخرج من الدنيا ولم يحصل على حسن متاعها . قال عمر رضي الله عنه : المرأة الصالحة ليست من الدنيا لأنها تفرغك للآخرة . وقال أبو سليمان الداراني : المرأة الصالحة تفرغك للآخرة وتمتعك في الدنيا. [/SIZE]