إلى متى هذا البعد عن الأهل والأوطان إلى متى نصارع الزمان كم من السنين قضيناها خارج




المكان ترى متى نتحرر من الأوهام رزقنا يأتينا ولو كنا في عالم النسيان من الإنسان .



أفكار تقض مضجعنا في غربتنا..

ففي ليلة من ليالي البعد قضيناها عكرت صفو شرب الفنجان

وأسئلة تضرب غطاء العقل الولهان

بالفلوس دون أن ينسى أوامر الرحمن

حديث بين الزوج وأم الصبيان

بعد نوم الأولاد دعاها لدعوة طارئة واجتماع مغلق

لبحث قضية الغربة بعد أن عكرت الظروف

الصحية والمالية في بعض الأحيان .


أم أنس : ها قد لبيت الدعوة .ماذا لديك ؟

لنا سنوات عدة في الغربة والأولاد والحمد لله بخير وعافية في مدارسهم وحياتهم وهم يشبون أمام أعيننا فما الذي دفعك إلى هذه الجلسة الطارئة؟



أبو أنس : لم الغربة ؟

أوليس لدينا بيت وأرض وأمورنا بخير في بلادنا .. فما الذي يبقينا هنا ؟

ما رأيك في إنهاء الغربة والعودة للأوطان فهناك نعيش في بيتنا ومع أهلنا ما حيينا ونحرث أرضنا فنعيش برفاهية وسعادة صيفا وشتاء ونقتني سيارة خاصة تخدمنا في ذهابنا وإيابنا في مدينتنا ؟


أم انس : أو تجلس بلا عمل الساعات الطوال ؟

أبو أنس : لم العمل ؟

لقد جمعنا قدرا من المال وما نحصل عليه سنويا لا يحصل عليه أمثالنا في بلادنا في بضع سنوات ووفرنا خلال غربيتا فلا يناله رفيق دراستنا في بلادنا طيلة حياته فماذا نريد؟



أم أنس : اتق الله يا رجل ليت غيرك قالها وأنت أعرف بالشرع من غيرك.


أبو أنس : ما نحصل عليه في شهر يعدل كد سنة وأكثر في بلادنا أعود إلى تعب ونصب لأحصل على ما يعادل فتات شهر أو تعب بضعة أيام هنا ؟

إن هذا لشئ عجاب..

أم أنس : هل أنت متأكد مما تقول؟

أبو أنس : وما الخطأ فيما أرى ؟

أم أنس : أتجلس بلا عمل للجدال والخلافألا يصيبك الممل؟

فكر يا رجل وأعد حساباتك واتخذ القرار الصائب وإني أعلن انسحابي من هذه الجلسة المغلقة لتصبح جلسة علنية بحضور الأولاد.


أبو انس : الأولاد الصغار فأكبرهم ولد ي أنس عمره ستة ربيعا وما عداها أصغر ونحن أصحاب القرار.

أم أنس : قرارك يحتاج إلى تفكير عميق وتخطيط مسبق ودقة .. فهل أنت جاد فيما تقول؟

وأردفت قائلة .. ثم إنك ما زلت شابا ومن في عمرك في منتصف الثلاثين لا يكون قد تزوج وأنت أنعم الله عليك بنعم لا تعدى ولا تحصى ثم ألم تخبرني أن بعض الناس قد سقطت أسنانهم في هذه البلاد وبعضهم مات هنا ودفن في تربتها ..



أبو أنس :كل ما تقولين صحيح لكن الموت لا يعرف صغيرا ولا كبيرا والموت واحد هنا أو هناك لكن الفراق صعب نحن غرباء هنا وكدنا نصبح هناك أغراب ونخسر أولادنا وبعدهم عن أصدقائهم .


أم أنس : عللت قلبي وشللت فكري ... هذا صوت الصغيرة تبكي فكر لوحدك واشرب القهوة فقد صدنا حديثك عن تناولها .و تصبح على خير .. أو على أفكار تأتينا بخير ..

وغدا يوم عطلة سنكمل السير .



أبو أنس : سنكمل إن كان في العمر بقية وتمتم مع زفرة ... إنكن ناقصات عقل ودين ..

نوم ثقيل ملئ بالأحلام في بلاد الخليج أو بلاد الشام .



أصبحنا وأصبح الملك لله ولا حول ولا قوة إلا بالله .

هيا إلى الصلاة فقد شارفت الشمس على الشروق معلنة قدوم يوم جديد على أعمالنا شهيد إلى يوم القيامة لن يعود ..


أم انس : الحمد لله الذي أحيانا بعد ما آماتنا وإليه النشور .

شيء جديد .. أم أنت مّنا غير سعيد.



أبو أنس : بل لموقفي الجديد عتيد ..

وبتفكير زوجتي سعيد .

و لقد سكبت عصارة تفكيري قلبت كتاب الله فقد ذكرت كلمة عمل ومشتقاتها أكثر من مائتي مرة

فالعمل عبادة والصحابة رضوان الله عليهم كانوا أغنياء ويعملون ويتاجرون ويحاربون .

حقا إن العمل عبادة

سأنفع الآخرين

وأغرس الفضيلة

واجتث شجرة الحقد

سأطرد الفراغ لأنه تعذيب بطيء لص محترف

سأذبح الفراغ بسكين العمل لأضمن السعادة والأمل مهما بلغ رصيدي من المال والأجل .



الإيمان هو الحياة والحياة هي العمل اصنع فيها جميلا .ولا.. لا تكسل



هذا الحديث ( منقول بتصرف وحكمة ) شبيه لحد التطابق لما دار بيني وبين رفيقة دربي أم أنس قبل أربع سنوات ...ولله الحمد والمنة أخذنا القرار بالرجوع مع الأولاد إلى أرض الوطن ...وبقيت أنا أتنقل ..من هنا وهناك ..

__________________