السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد قرأت هذا المقال وقد اعجبني فاحببت ان اشارك فيه كي يستفيد الاخوة والاخوات
العلاقة الجنسية في الحياة الزوجية
أهداف الجنس في الإسلام:
إن العلاقة الجنسية بين الزوجين من أخص أنواع المشاركة الإنسانية بين البشر لأنها تمتاز بخصائص فريدة من بين سائر العلاقات البشرية. لذلك كان للجنس في الإسلام أهداف سامية ما دام محددا بإطار الزواج المقدس ألا وهي:
أولا: استمرار النوع الإنساني من خلال عملية التناسل, فغريزة حب البقاء في الإنسان موجودة, وإلا لما رغب آدم وحواء بالأكل من الشجرة المحرمة عندما وسوس لهما الشيطان أنها شجرة الخلد والملك الذي لا يبلى, والغريزة الجنسية وإن كانت مفصولة عن هذه الغريزة في حب البقاء, لكنها تؤدي مؤداها الطبيعي, فالولد هو استمرار للوالد؛ هذا من الناحية النفسية أما من الناحية الاجتماعية فالزواج هو الوسيلة لتحقيق الغاية من خلق آدم ألا وهي خلافة الله في الأرض وإعمارها بالذرية والنسل, فالجنس هو وسيلة للتكاثر والتناسل قال تعالى (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة), ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء).
ثانيا: إشباع الغريزة الجنسية بحد ذاته يحقق متعة للإنسان قد تفوق أي متعة أخرى, وكما بينا أن الدين الإسلامي هو الدين الذي يطلق عليه بحق الدين الإنساني لأنه لا ينكر على الإنسان غرائزه, وإنما ينظمها ويهذبها ضمن إطار المتعة الحلال؛ أما في الأديان الأخرى السماوية فحالة الرهبانية في المسيحية تمثل حالة الإنسان المثالي الذي يقهر جسده لإعلاء قوة الروح, وهذا المفهوم موجود في تعاليم الأديان غير السماوية مثل البوذية والهندوسية. بينما نعلم أنه حينما طلب بعض الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم أن يختصوا أو يتبتَّلوا لم يأذن لهم بهذا, كما أنكر على بعض الصحابة ابتعادهم عن النساء, وقال
من كان موسرا لأن ينكح ثم لم ينكح فليس مني) رواه الطبراني والبيهقي, وأعلن عليه الصلاة والسلام حبه للنساء والعطر – وهذا قمة الذوق الإنساني- ولكنه بيّن أن ذلك لم يكن ليشغله عن الأحب إلى قلبه فقال
حبب إلى من دنياكم العطر والنساء, وجعلت قرة عيني في الصلاة).
ثالثا: أوضح القرآن الكريم أن من أهم أهداف الزواج هو السكينة فقال تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة), فهذه المودة والرحمة هي مقصد من مقاصد الزواج وركن من أركان السعادة الزوجية, لكن مفهوم السكينة لا يكون إلا بالإشباع العاطفي المترافق مع الإشباع الجسدي, فعندما تلتقي النفوس المحبة عبر جسور الأجساد تسكن النفس إلى الأخرى بعلاقة حميمية لا توجد إلا بين الزوجين, ولذلك كانت هذه العلاقة آية من آيات الله لأنه يصعب فك أسرارها واكتشاف كنهها.
رابعا: المحافظة على الأنساب وحماية المجتمع من الانحلال الخلقي؛ فبالزواج يفتخر الأبناء بانتسابهم إلى آبائهم, وهذا الانتساب مهم لتحقيق الأمن النفسي والانتماء الاجتماعي للفرد, كما أن الزواج حصن حصين ضد أوباء اجتماعية ذميمة وأمراض جنسية رهيبة, وفيما ذكره التاريخ عن اليهود أنهم كانوا يعلون من قيمة الزواج لدرجة أنهم كانوا يمنعون من لم يتزوج من تسلم مناصب مهمة أو مسؤوليات جسمية, والحق يقال إن الزواج هو ارتقاء في سلم الكمال الإنساني وتجربة فريدة لا تتحقق إلا في هذا النوع من الرابطة الحميمة.
خامسا: زيادة عرى التواصل بين أفراد المجتمع بخلق علاقات جديدة بين الأسر بعضها بعضا عن طريق المصاهرة وقرابة النسب, وهنا ندخل في مفهوم صلة الرحم التي هي من أهم المبادئ في ديننا والتي ضاعت منا في زحمة الحياة الدنيا ومشاغلها ومطالبها التي لا ترحم أو تاهت في خضم ملذاتنا ومتعنا الأنانية التي لا تنتهي, فبدل أن يعتبر الصهر ابنا والكنة بنتا كما هي حكمة الشرع من الزواج تجد الاستعلاء حتى بين الزوجين أحدهما على الآخر, ومن هنا فإن الثغرات الاجتماعية أكثر من أن تسد.
يتبع
منقول