
أغـــار مــنــها ... فـــمـــاذا أصــنـــع ؟
أغار منها ... فماذا أصنع ؟
سقطت من عيناها الدمعة تلو الأخرى
أغار منها.. فماذا أصنع؟؟
نعم أغار منها!!
هكذا ابتدأت كلامها عن التي تغار منها؟!!..
فمن هي يا ترى هي تلك التي تغار منها؟؟
قد يتبادر للكثيرات منكن..
أن غيرتها.. من ضرة تزوجها زوجها عليها!!
أو من فتاة في سنّها.. تمتلك مالا تمتلكه هي من الثياب.. والزينة؟؟
حسناً.. لا أنكر أن هذا هو تصوري
فدار في ذهني حديثاً.. بأن هذا هو حال النساء!!
لكن انتظرت
ثم.. أكمل ما ابتدأت به حديثها: -
كلما سمعت أن رجلاً يفعل المستحيل لأجل أن يرتبط بها..
وحتى أنه يقدم لأجلها حياته.. لا أحتمل فتبدأ نار الغيرة تزداد و تتأجج في قلبي..
لماذا لا يكون لي حظاً ونصيباً مثلها.. وأكون أمل وأمنية وحلم مثلها.. )
تهدج صوتها.. ثم أكملت.. (كل فتاة تحب ذلك وتريده وتتمناه
فنحن بنات حواء.. نفرح أن نكون مطمح لكل شاب..
ونسعد أن يبذل لأجل أن يكسب ودنا الكثير
وننتشي طرباً حين يتغنى بذكرنا
كلما سمعت عنها.. كلما قرأت ما يكتب عنها أبكي... نعم أبكي.. )
ثم سكتت لفترة.. احترمت صمتها..
مرت اللحظات.. ففكرت .. يا ترى من تكون هذه؟
قالت..
حسناً.. سأخبرك
ومن ثمّ اخبرني هل أنا على حق حين تتساقط دمعاتي غيرة منها أم لا؟
من أتحدث عنها.. أنت تعرفها.. نعم تعرفها..
تحدث القرآن عن جمالها والله - سبحانه وتعالى - شهد لها بذلك و حسبنا تلك الشهادة
لنعرف أنها بلغت غاية الحسن والجمال وذلك حين قال عزّ من قال: [(وحور عين، كأمثال اللؤلؤ
المكنون)]
أخبرني بربك..
أي شهادة أعظم من ذلك؟؟
وأي وصف أبدع من ذلك؟؟
ومِنْ مَنْ.. ؟؟
من رب السماوات والأرض.. فأي شهادة أعظم من تلك الشهادة.. وأي شهادة بعدها؟؟؟
الله شهد لهن بالحسن والجمال والكمال؟!
ألا تستحق أن أغار منها؟؟
و رسول الله وخير البشر يخبر عنها بقوله: (ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض
لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها)
فأي وصف أبلغ من ذلك؟؟
ولأجلها الرجال يتراكضون في ساحات المنايا.. يخطبون ودّها.. ويطلبون القرب منها!!
ويتسابقون في تقديم المهور لها.. بأي شكل من الأشكال؟؟..... )
ثم سكتت..
وابتدأت تبكي بصمت..
في تلك اللحظة.. كنت أحدث نفسي
عجيبة هذه الفتاة؟؟
كيف لها أن تفكر بهذه الطريقة؟
كيف يصل تفكيرها لمثل هذا الأمر؟