بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله لك حسن نيتك
يبدو انك فتاة قليلة التجربة
مسالة الدعوة الى الله بغرض هداية الناس مطلوبة لكن اذا ترتب عليها مفسدة(وذلك مؤكد) فدرؤها اولى من جلب المصلحة غير المؤكدة
لأن الرسول يقول في ح\ديث ما معناه ما تركت على الرجال اشد فتنة من النساء
وما خلا رجل بامرأة الا كان ثالثهما الشيطان
ودع ما يريبك الى ما لا يريبك
واستفت قلبك وان افتاك الناس وافتوك
ولننتقل الى هذا الشاب.................
قال انه لا يثق في احد من الرجال فكيف وثق بكانت من النساء
هل اصبح التعرف عليك والتواصل بك وانت المرأة المحجبة المصونة اقرب نيلا واسهل وصولا من الوصول الى الرجال
هل انعدم الرجال والدعاة المخلصون
امان الدعوة الى الله مع النساء له سحر وباعث خفي يحرك القلوب والمشاعر طبعا ليس مشاعر الدعوة
وركزي على المشاعر

لاني اظن ان المرء لا يبلغ مرتبة التقوى حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس
وانت لحرصك على (هدايته والتزامه) ستضيعين هدايتك من حيث لا تشعرين وان كنت لا تعرفينه لان القلوب عرضه للتعلق
لاسيما عند سماع حلو الحديث وان مغلفا بالدعوة
لانه من الواضح من خلال رسائله ان لديه قدرة على الحوار والطرح والتعبير بل والاقناع
وشخص هذه قدرته لن يكون عاجزا عن ان يجد من يثق به للتعاون على الدعوة والسير في طريق الهداية
لان الالتزام يحتاج الى من يعينه في العبادات ولن تكوني انت ذلك المعين
فذريعة تواصله بك هو الحوار في الدعوة الامر الذي ستقتنعين به انت وتستمرين في الحواربحسن نية وانت بهذا فتحت على نفسك بابا انت في غنى عنه بل هو بالاغلاق
لانه اما ان يلتزم على يديك او يضل طريق الدعوة فهذا امر غير مقنع ابدا
وقد حذر الرسول الكريم بقوله
ان من البيان لسحرا
فسحر البيان يعلق القلوب ويترك فرصة لابتزاز المشاعر دون ان ندري وقد قال الشاعر
اذني لبعض الحي يا قوم عاشقة والاذن تعشق قبل العين احيانا
والدليل هو اخر رسالة له التي يفيد في اخرها ان الحب هو في الرحمن

وقد كنت انت الوحيدة التي تستحق الاخوة في الله دون غيرك من البشر


لاحظي في كلامه الخير ان القول فيه هو قول رجل معلق قلبه بفتاه لا رجل يفقد اخا وليس اخنا في الله

يقول ان النوم غادر عينيه

وان اجفانه قد تقرحت

وغير ذلك

هذا القول لمن يعاني نبض القلب وشغف الحب


حسن النية لا يشفع للانجرار للخطا
ايا كان غطاء ذلك الحوار

الامر واضح ولا يحتاج الى حيرة وتردد

ان افترضنا حسن النية فسيجر ذلك حتما الى تعلق القلوب او العشق او الحب سميه ما شئتي

وسواء اكان حبا عذريا ام غير عذري

فانت قد رضيت تسليم قلبك لغيرك واخليت له الساحة بهذا الحوار ثم يتمكن من هذا القلب كيف يشاء
ومن ثم تكون السيطرة صعبة عليه
حتى لو لم يتعدى السلوك هذا الشعور
لكن القلب سيظل مشغولا بغير الله

فهل تريدين لقلبك ان ينشغل بغير الله

فاحذري من ادواء القلوب

ولك ان تسالي بنات جنسك عن شعورهن كما هو شعور اي شاب عند استمرار الحوار بين شاب وفتاه

لا بد لابد لابد ان يتحرك القلب ويتمكن الهوى مثله مثل اي طبخة على نار هادئة

اقراي ان شئت الكتاب القيم لابن القيم
الجواب الكافي لمن سال عن الدواء الشافي يتكلم فيه عن ادواء القلوب
فاحذري من خطوات الشيطان

ووالله اني لك لناصح ولن يكون الخاسر غيرك واقل خسارة تعلق قلبك بغير الله

وليس ادل على ذلك من حيرتك هذه التي تروينها
اسال الله لي ولك العون والعافية[b]

__________________
[blink][/blink]