فعلا انت زوجة مثالية لا انكر انك طول اليوم و انت مثال للزوجة الصالحة. ولكن عندما يأتى المساء وتدخلى غرفة النوم التى هى سر الحياة الزوجية و من اجلها شرع الله الزواج يتبدل حالك فتختفى الابتسامة الى تكشيرة تملاء وجهك طول الليل حتى و انتى نائمة. و يظهر الضجر فى كل تصرفاتك فلا كلمة رقيقة و لا قبلة حانية و لا حضن دافىء. بل تستسلمى للنوم منفردة متباعدة و كأن من ينام بجوارك هو اخوكى او رجل غريب عنك. أما اذا ما حاولت تقبيلك فتبعدى وجهك و تنفرى كأنك سترتكبى أثم. و اذا ما اردت حضنك تنامين بطريقة القرفصاء مشبكة يديك حامية بها رأسك و لسان حالك يقول ابعد عنى و سيبنى فى حالى. أما اذا ما حاولت مداعبتك بيدى فتبعدى يدى منك و كثيرا ما تقولى لى عايزة انام دون ادنى مراعاة لشعورى كرجل. اما اذا اردت العلاقة الزوجية فتدخلى فى نوم الثعالب و تتظاهرى بالنوم فلا حركة و لا استجابة بل جثة هامدة ليس بها روح و لا حراك حتى اذا ما فرغت من العلاقة انتفضت مسرعة الى الحمام و كأن ما قد بث فى جسدك سم زعاف و تريدين ان تتخلصى منه بسرعة شديدة. إصرارك على تجاهلى وقت النوم يصيبنى بعصبية شديدة و ارق و احباط و يجعلنى اكره اليوم الذى عرفتك فيه. انت مصرة انك تتعاملى معى فى الفراش بتجاهل رغم انى نبهت عليك كثيرا مرة باللين و اللطف و مرة بالخشونة و العنف و مرة بالانسحاب من غرفة النوم و مرة بطردك من غرفة النوم و مع كل هذا لازلت على ما انت عليه و لم تتغيرى على الاطلاق. كل ليلة يجب على ان أتألم و أعانى من هذه المشكلة و انت كما انت لا تعيرى لمشاعرى اى اهتمام و كأن من ينام بجوارك هو الد اعداءك و مصدر شقاءك رغم كل ما افعله من اجلك و كل ما تعيشين فيه من حياة تحلم كثير من الفتيات و النساء ان تنال واحد فى المائة مما انتى فيه. عموما هذه المشكلة ليست حديثة و لكنها قديمة قدم زواجنا و انا لم اعد احتمل الاستمرار فيها فلا سنى و لا اعصابى عادت تتحمل هذا. أنا رجل و من حقى ارى من زوجتى اهتمام عاطفى و احتواء. من حقى اشعر ان زوجتى تشتاق الى الخلوة معى و تشتاق الى حضنى و تقبيلى. من حقى كرجل انى اشعر اننى مرغوب منها و انها تشتاق الى كرجل. من حوالى عشرين سنة كتبت لك رسالة مثل هذه في بداية حياتنا الزوجية و كان عندى امل ان تتغيرى و هاهى الايام و السنوات تمر و اعيد كتابة تلك الرسالة مرة اخرى. كل ليلة اكون مشتاق الى اللحظه التى ننفرد بها مع بعضنا و لكن اشعر بالصدمة عندما ارى تصرفك. حان الان ان نضع حد لهذة المشكلة و اقترح ان كنت لا تستطيعى ان تكونى انثى فى الفراش و غرفة النوم و لا تستطيعى ان تتعاملى مع زوجك كرجل له احتباجاته النفسية و العاطفية فيجب علينا ان ننفصل فى الفراش و كل واحد منا ينام فى غرفة منفردا فلا جدوى من النوم على سرير واحد و منفصلين جسديا و عاطفيا و نفسيا. شىء يدعوا للاشمئزاز ان نكون فى غرفة مستقلة بحمام مستقل فى دور مستقل و مع ذلك زوجتى تتعامل معى على الفراش و كأننا ننام فى صالة المنزل او غرفة المعيشة حيث الاولاد يدخلون و يخرجون. هل سألت نفسك يوما ما الفرق بين ذلك و تلك؟ ارى النساء فى البلدان الاجنبيه يتعلقن باذرع رجالهن و يقبلوهم و يحضنوهم على مرأى و مسمع كل البشر فى الطريق العام و انا زوجتى لا تفكر فى حضن او قبلة و نحن فى غرفة مستقلة فى دور مستقل. هل سألت نفسك كم مرة بادرت بتقبيل زوجك او حضنه و اظهرت له اشتياقك و حاجتك له. لذلك يجب الا نخدع انفسنا و نتظاهر اننا فى غرفة نوم مع بعضنا فى اوقات خاصة فى حين لا فرق بينها و بين الاماكن العامة و الغرف المشتركة مع الاولاد. كثير ممن نعرف من زملاءنا و اقاربنا بتمنون ان تكون لهم غرفة مستقلة بحمام مستقل بعيدا عن الاولاد يرفع عنهم الحرج و نحن بفضل الله اكرمنا بالمنزل الواسع و الخصوصية و مع ذلك تتصرفى بهذا الاسلوب الذى لا يرضى الله و رسوله ضاربة عرض الحائط بكل الشرائع و الفطرة الانسانية. لقد تعبت من هذا الموضوع و اشعر بالغثيان و التوتر بسببه و اريد حل عاجلا غير آجل.