الفرمتة السلبية= زراعة الكره
الفرمتة السلبية.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
تنشأ الأسرة بالزواج ولسبب من أسباب لا يكون الزوجان أو أحدهما ليس بالمتق الله فيما تعاقد عليه مع الآخر ويكون الآخر سلبياًيمتص الصدمات لضعف في شخصيته أو أن هذا السيء أحلا المرين فيتحتم الصبر.
مثال زوج سيء وزوجة بشخصية انسحابية ولا تخبر أهله ولا أهلها بسوئه أو العكس.
فتستمر الحياة عشر سنوات فهي لا تقف لأحد وينشأ بينهما أبناء وبنات.
ويحدث الطلاق.
وينقسم الأولاد بينهما أو لدى أحدهما.
بعد هذا يشحن الزوج الأبناء والبنات ضدالزوجة وقلنا الزوج والزوجة لأن المسألة بيهما وهي من زاوية الأبناء والبنات أب يشحنهم ضدالأم أو أم تشحنهم ضدالأب.
بداية يعتبر الأب والأم ركن الأمان النفسي للطفل ويقوم مقام هذا الركن لدى الطفل كل من يتولى تربيته والعطف عليه وعندما يحصل الطلاق بين زوجين غير واعيين ولا مدركين لأهمية الأب والأم في حياة الطفل وثمرة ذلك مستقبلا ً على علاقته بهما يستغل كل واحدٍمنهما الطفل ضد الآخر في معركتهما الزوجية فيفرمت الأب عقل الطفل بالشحن السلبي تجاه الأم يومياً بأشنع الألفاظ بداية من كلمة لا تحبك ولا تريدك وما بعدها من أسوأ الألفاظ حتى الاتهام بالسحر وفي دينها وعرضها ويساعده في ذلك من يتعصب له من والديه وأقاربه ويمجدون الأم البديلة وخاصة كلما كان الطفل بعمر صغير لا يستوعب ما يدور حوله وكذلك تفعل الأم وأهلها بعقل الطفل ضد الأب.
والهدف من ذلك هو تفريغ غضب هذا الأب الجاهل غير الواعي وذو الأفق الضيق لغضبه تجاه زوجة طلقها وللانتقام منها أو هي تفعل ذلك به.
هذا ما أسميه بالفرمتة السلبية.
وهي تغيير نفسية الطفل من الوضع النفسي السليم من محبة واحترام وحب وتقدير والديه إلى كره أحدهما ونبذه وإخراجه من حياته النفسية مما يجعله ينشأ أولا بلا إرادة مستقلة لتقييم الأمور حيث نشأ بحب أحد والديه وما يتصل به وكره الآخر وما يتصل به وكذلك فقد أحد الركنين النفسيين الأساسيين في حياته وهما لأم والأب وينعكس هذا على علاقته بمن يكره فلا يجد في قلبه حب ولا حنان ولا رحمة.
ويتلقى الطفل الفرمتة السلبية وهو لا يملك عقلاًواعيا مدركا يمكنه من تقييم الصح من الخطأ في ظل تعميته عن الحقائق والكذب عليه.
والذي يعمق هذا هو أنه في حال اجتمع الطفل بمن تم فرمتته سلبيا ضده وشحنه بكره ه كالزوج عندما يشحن الطفل ضد الأم لا تتمكن الأم من تغيير نظرة الطفل لها وإخباره بالحقيقة ولو كانت قوية التأثير وتمكنت من شيء من ذلك فيفقد الطفل الثقة بالاثنين لأنه لا يملك القدرة على التحكيم بينهما ولا يعلم من الصادق ومن الكاذب.
وبعدما يكبر ويسمع ويرى ويتولى قيادة نفسه يعيش صراع نفسي بين نزعة الفطرة داخله لحب الأم وبين ما يحسه تجاهها مما تمت برمجته سلبياً عليه من كرهها ثم ينعكس هذا على زوجته وذريته ونظرته للأنثى بشكلٍ. عام.
وكلما تعمق المجتمع بالجهل بالبعد عن الوعي الديني كلما أصبحت هذه الفرمتة السلبية معتادة بل ومحل فخر عند البعض في إظهار القوة ضد من يدوس لهم على طرف.
من أمثلة ذلك من الواقع ابن لم يدخل على أمه حتى بلغ فوق العشرين عاماً رغم قربها من بيت والده وكأداء واجب.
وهناك نماذج مشرفة من الأزواج والزوجات الذين يتقون الله في ذرياتهم تجاه بعضهم البعض حال الإنفصال ويحرصون على فصل الزوجية عن الأبوة والأمومة ويرزقهم الله بذلك أبناء سليمين نفسياًنشؤا بأمانْ نفسي ينعكس على حياتهم الزوجية وعلاقتهم بوالديهم من بر وحسن خلق.
والجريمة في هذه الفرمتة السلبية هي قول الأب لطفله عن زوجته بعد الطلاق أمك فيها كذا وكذا وأمك لا تحبك وغيرها وهنا الشر والسلبية في ربط السوء بلفظ الأم والسوء منها وهو يقصدها كزوجة ضد زوجها وكذلك تقول الأم والدك أو والدكم رماكم ولا يحبكم وهي تعني زوجها السيء معها زوجياً.
نصيحة:
اتقوا الله فيمن جعلكم الله رعاة لهم وإن أفسدتم أو أحدكما فيما بينكم فلا تفسدوا ذريتكم بالفرمتة السلبية فكل واحد منهم سيكون لبنة بأسرته في بناء مجتمع المسلمين واحصروا خلافاتكم الزوجية فيما بينكم كأزواج ولا تجمعوا الأسرتين بحرب عصبية تذيب براءة الطفولة ضدجنة الأم والأب في نفوسهم.
اللهم نور القلوب والعقول بما تحب وترضى.
__________________
لتوفير الجهد والوقت للجميع :
1- كتابة الوقائع ثم المشاعر ثم المطلوب.
2- ما أقوم به هو التعامل مع عقل صاحب أو صاحبة المشكلة وشخصيتهما ونظرتهما للحياة لترقيتها للأفضل بإذن الله على ضوء ما يكتبان هنا.
3- لا بد أن تكون لدى صاحبة أو صاحبة الموضوع الرغبة في القبول بالنصح والرغبة في التغيير لا طلب الدوران معه على محور شكواه والبكاء معه.
4- لا يمكن بعد الله أن أعدل من ظروف الكاتب أو من شخصيات أطراف العلاقة في مشكلته إلا بتواصلهم معي هنا شخصياً.